يعتقد البعض أن مدافع ريال مدريد الإسباني سيرجيو راموس أراد كعادته ممازحة زميله كريستيانو رونالدو من خلال تحديه له في تسديد الركلات الحرة بعد تسجيله هدفاً للمنتخب الإسباني في مرمى باناما الأسبوع الماضي إثر واحدة من هذه الكرات، إلا أن راموس ليس ذلك اللاعب الذي يرمي بجملة دون أن يقصد منها شيئاً.
ولنكون أكثر صراحة، يبدو أن راموس كان يلمّح بتحديه هذا إلى عدم جدوى الاختيار الدائم لرونالدو لتسديد الركلات الحرة المباشرة المواجهة للمرمى بعدما فشل اللاعب البرتغالي في تسجيل هدف واحد من هذه الكرات منذ بداية الموسم الحالي.
ويدرك رونالدو أنه سيتعرض لضغط شديد في الأيام المقبلة من أجل مشاركة زملائه في تسديد الكرات الثابتة، وهو الذي أتاح الفرصة لزميله الألماني مسعود أوزيل قبل أسبوعين لتنفيذ ركلة مباشرة أثمرت عن هدف التعادل الثمين في مرمى بوروسيا دورتموند الألماني (2-2) ضمن منافسات مسابقة دوري أبطال أوروبا.
راموس لم يبد اعتراضاً مباشراً على احتكار رونالدو لهذه الضربات، لكنه بالتأكيد ضاق ذرعاً كبقية زملائه من إصرار CR7 على التسديد في الوقت الذي لا تجدي فيه محاولاته نفعاً.
وفي استفتاء أجرته صحيفة "ماركا" الإسبانية على موقعها الإلكتروني حول اللاعب الأجدر بتنفيذ الركلات الحرة، اختارت أغلبية المشاركين في التصويت حتى الساعات الأولى من فجر أمس، أوزيل بنسبة 43.8 % ليتفوق اللاعب الألماني الجنسية تركي الأصل على صديقه راموس (33.5 %)، بينما جاء رونالدو في المركز الثالث والأخير بنسبة 22.7%.
ويحاول رونالدو دائماً إيجاد وسائل جديدة لتجديد طريقة لعبه، خصوصاً بعدما أجاد دور الهداف رغم عدم مشاركته كرأس حربة، وفي الوقت الذي يركز فيه رونالدو على تخليص الكرة في الشباك والتمركز السليم داخل منطقة الجزاء، باتت مهاراته في التسديد من الوضع الثابت محل شك.
وتشير الإحصائيات هذا الموسم، إلى أن رونالدو سدد حتى هذه اللحظة 18 ركلة حرة مباشرة نحو مرمى الخصم دون أن يهز الشباك، في الوقت الذي سدد فيه أوزيل ركلة واحدة استقرت من خلالها الكرة في المرمى، أما الدولي الإسباني راموس، فرغم هدفه الدولي الأخير، فإنه لم يحظ حتى الآن بفرصة لتسديد مثل هذه الكرات مع ريال مدريد.
مهارات رونالدو في التسديد الثابت في انحدار شديد منذ أول مواسمه مع ريال مدريد (2009-2010)، في ذلك الموسم، نفذ رونالدو 45 ركلة حرة أحرز منها 6 أهداف بنسبة نجاح بلغت 13.3 %، وفي ثاني مواسمه انخفضت النسبة إلى 6.4 % (5 أهداف من 78 ركلة)، وواصلت تدهورها الموسم الماضي لتصل إلى 5.8 % (4 أهداف من 68 ركلة).
وتظهر آثار الغضب على وجه رونالدو عندما يبدي لاعب آخر رغبته في تسديد الركلات الحرة، وبعض اللاعبين لا تعجبهم أنانية اللاعب البرتغالي وعلى رأسهم لاعب الوسط المتأخر تشابي ألونسو الذي يجيد تسديد هذا النوع من الكرات.
وفي السابق، واجه ريال مدريد تنافساً شديداً بين لاعبيه فيما يخص هذه الناحية، فقد تناوب كل من بيرند شوستر وميشيل وهوغو سانشيز ومارتن فاسكيز على تسديد الركلات الحرة في أوائل التسعينيات، وعندما جاء البرازيلي المتخصص روبرتو كارلوس إلى الفريق، كان عليه في بعض الأحيان إفساح المجال أمام المهاجم الصربي بيا مياتوفيتش، ومع مجيء المتخصص الآخر ديفيد بيكام العام 2003، وجد روبرتو كارلوس نفسه يسدد في مرات قليلة بوجود زين الدين زيدان ولويس فيغو أيضاً.
ويعتقد راموس أن التنافس على تسديد الكرات الحرة أمر صحي، مؤكداً أنه أبدى رغبة واضحة في التسديد خلال المباريات السابقة، لكنه كان يرضخ دائماً لإصرار رونالدو الذي بدوره يدرك جيداً أن أوزيل يشكل أكبر خطر عليه في هذه الناحية، وانتقال التسديدات من لاعب إلى آخر قد يضر برغبته في المحافظة على سجله التهديفي العالي الجودة، ومن ثم تهديد فرصه في التفوق على نجم برشلونة ليونيل ميسي.

البوابة