كان لاعب كرة القدم المتألق دافيد سيلفا أحد اكتشافات المنتخب الإسباني في بطولة يورو 2008، ثم تحول إلى "ضحية" للهزيمة التي مُني بها الفريق أمام نظيره السويسري في بداية مسيرته ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ولكنه بات الآن البطل الجديد الذي يعيش في الظل.
ويلعب سيلفا نجم مانشستر سيتي دوراً بارزاً في مسيرة الماتادور، ولكن أحداً لا يوجه إليه الإشادة بقدر ما يتلقاه نجوم آخرون في الفريق مثل فرناندو توريس وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس.
ووسط الجدل الدائر بشأن رأس حربة الفريق والدفع بتوريس في التشكيل الأساسي للفريق من عدمه، فرض سيلفا نفسه بقوة على التشكيلة الأساسية للفريق للدور الذي يلعبه خلف المهاجمين والذي لا يقل عن دور تشافي وإنييستا بل لعب دوراً هائلاً في الفوز الكبير الذي حققه الفريق على نظيره الآيرلندي بأربعة أهداف نظيفة.
وقال فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للفريق قبل لقاء آيرلندا: "إنه (سيلفا) من أفضل اللاعبين في الفريق. أكن له تقديراً هائلاً رغم عدم تواجده بالشكل المطلوب في مونديال 2010".
وكان سيلفا ضحية الهزيمة أمام سويسرا في أولى مباريات الفريق بمونديال 2010 حين خرج اللاعب في الدقيقة 62 من المباراة ولعب مكانه خيسوس نافاس.
وظل سيلفا بعيداً عن مباريات المنتخب في تلك البطولة باستثناء آخر أربع دقائق في مباراة الفريق أمام ألمانيا بالدور قبل النهائي.
وسبق لسيلفا أن ساهم في فوز الماتادور بلقب يورو 2008 وشغل الناحية اليسرى تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق لويس آراغونيس، وكان في الثانية والعشرين من عمره في ذلك الوقت.
ولكن مونديال 2010 كان صدمة قوية للاعب الذي انتقل بعد ذلك لصفوف سيتي.
وعلى مدار الموسمين اللذين قضاهما مع الفريق، لم يكن هناك من ينافس اللاعب على مكانه في التشكيل الأساسي رغم وجود العديد من النجوم البارزين في صفوفه خاصة الموسم المنقضي مثل الأرجنتينيين سيرخيو أغويرو وكارلوس تيفيز والإيفواري يايا توريه والبوسني إيدين دجيكو.
وعاد دل بوسكي للوثوق بشدة بإمكانات سيلفا الذي يجيد اللعب بالقدم اليسرى ويميل للعب في الناحية اليمنى على طريقة الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويتقدم مثل نجم البارسا ليصبح معاوناً أساسياً في خط هجوم الفريق.
وصنع سيلفا (26 عاماً) هدف التعادل للمنتخب الإسباني في المباراة الأولى بالبطولة الحالية والذي سجله فابريغاس في شباك المنتخب الإيطالي لينتهي اللقاء 1-1.
كما صنع سيلفا الهدف الثاني لزميله فرناندو توريس في لقاء آيرلندا، وبعدها بدقائق قليلة، سجل بنفسه هدفه الدولي السابع مع المنتخب ليقوده إلى الفوز برباعية نظيفة.
وإلى جانب الحماس الشديد الذي يتمتع به اللاعب، فإنه يتميز بالهدوء الذي يساعده كثيراً على اختراق خطوط الدفاع بسهولة ويسر مثلما حدث كثيرا في لقاء آيرلندا.
وقال إنييستا: "أقول دائماً ومنذ فترة طويلة للغاية أنه من أفضل اللاعبين في العالم وأتمنى واتوقع أن يواصل عروضه القوية في يورو 2012".
ولا تتوقف العلاقة القوية بين إنييستا وسيلفا على الأداء داخل أرض الملعب بل تربطهما أيضاً صداقة قوية خارجه.
وسبق للمدرب الإيطالي القدير جيوفاني تراباتوني المدير الفني للمنتخب الآيرلندي أن أشار إلى أن المنتخب الإسباني هو فريق برشلونة ولكن بدون ميسي، إلا أن دل بوسكي أكد في تصريحات لمجلة "كيكر" الألمانية الرياضية الشهر الماضي أن سيلفا هو ميسي المنتخب.