أحرز المنتخب التونسي ( نسور قرطاج) لقب بطل كأس الامم الافريقية لكرة القدم للمرة الاولى في تاريخه بتغلبه على نظيره المغربي( أسود الأطلسي) 2-1 امس على استاد 7 نوفمبر في رادس بضواحي العاصمة التونسية في المباراة النهائية للنسخة الرابعة والعشرين امام نحو ستين الف متفرج تقدمهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر ورئيسي الاتحادين الافريقي والاسيوي عيسى حياتو ومحمد بن همام. وسجل سيلفا دوس سانتوس (5) وزياد الجزيري (52) هدفي تونس، ويوسف المختاري (38) هدف المغرب.
وبرغم تقدم المنتخب التونسي واصل هجومه وكاد أن يسجل الهدف الثاني لو وفق سانتوس في الكرة الإنفرادية التي أنقذها الفوهامي حارس المغرب. بعد مضي الوقت بدأ المنتخب المغربي الدخول في جو المباراة وبالتالي السيطرة على مجريات اللعب ومن هجمة منظمة قادها يوسف حجي سجل يوسف المختاري هدف التعادل لمنتخب المغرب 38 من الشوط الأول الذي أنتهى بالتعادل 1-1.
في الشوط الثاني تكرر سيناريو الشوط الأول وعاد المنتخب التونسي للسيطرة الميدانية ليسجل الهدف الثاني عن طريق زياد الجزيري الذي تابع كرة مرتدة من الحارس المغربي على إثر تسديدة كلايتون ليتقدم المنتخب التونسي بهدفين مقابل هدف وهي النتيجة التي أهلت المنتخب التونسي لنيل الكأس الأفريقي لأول مرة بعدما فشل في تحقيقه لمرتين. وبات المدير الفني لتونس روجيه لومير اول مدرب يجمع بين لقبين قاريين مختلفين بعدما سبق ان توج بطلا لاوروبا مع منتخب بلاده عام 2000، كما انه بات ثالث مدرب فرنسي يحرز اللقب بعد مواطنيه كلود لوروا مع الكاميرون عام 1988 وبيار لوشانتر مع الكاميرن عام 2000. وباتت تونس المنتخب الثالث عشر الذي ينال شرف احراز كأس الامم الافريقية.
وكانت نيجيريا حلت ثالثة بتغلبها على مالي 2-1 امس الاول في المنستير. وكانت الثالثة ثابتة بكل المقاييس لان تونس فشلت في مباراتين نهائيتين عامي 1965 امام غانا و1996 امام جنوب افريقيا، كما انها فشلت في تحقيق هذا الانجاز عندما استضافت النهائيات عامي 1965 و1994.
وفي تونس وما ان أطلق الحكم السنغالى ندوى فالا صافرته النهائية معلنا عن انتهاء مباراة الدور النهائي لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم التى توجت المنتخب التونسي بطلا لإفريقيا بعد فوزه على نظيره المغربي 2/1 حتى غمرت فرحة عارمة كافة أرجاء الملعب الأولمبي 7 نوفمبر برادس الذي لبس أبهى حلة احتفالا باللقب القاري الأول من نوعه فى تاريخ كرة القدم التونسية. وأطلقت الجماهير الغفيرة من مختلف الفئات العمرية التى غص بها ملعب رادس العنان للتعبير عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج الهام رافعة الأعلام التونسية واللافتات التشجيعية ومرددة الأهازيج التى تمجد تونس وتتغنى بأسماء لاعبيها الذين استبسلوا فى الدفاع عن الراية الوطنية والذود عنها.
مشاهد معبرة رافقت هذا التتويج التاريخي الذي مكن نسور قرطاج من التربع على عرش كرة القدم الإفريقية وتدوين اسمها فى سجلها بحروف ذهبية. دموع الفرح كانت تنهمر من عيون الجماهير الحاضرة على مدارج ملعب 7 نوفمبر برادس درة المتوسط ومن عيون لاعبي المنتخب التونسي الذين آمنوا بحظوظهم ونجحوا بفضل عزيمتهم القوية وروحهم الانتصارية العالية فى إدخال السعادة وبث الفرحة فى قلوب جميع التونسيين. عناق حار وتبادل للتهانى بين كافة الحاضرين واللاعبين الذين قاموا بدورة شرفية بمناسبة هذا الانتصار الباهر تحت تصفيق وهتافات الجماهير التى تدفقت منذ الصباح الباكر على الملعب لمساندة العناصر الوطنية وحفز هممها من اجل الظفر باللقب الإفريقي وسط أجواء احتفالية منعشة ستظل عالقة بالأذهان.
وصدقت موقع أخبار تونس عندما كتب في أحد مقالته بخصوص الفوز الكبير : يوم 14 شباط 2004 سيبقى يوما غير عادي فى تاريخ كرة القدم التونسية انه اليوم الذى اعلن فيه المنتخب التونسى تتويجه بكأس أمم إفريقيا على أمل مزيد تأكيد هذه الانتصارات فى قادم الدورات.
أما في المغرب، ومع إعلان الحكم السنغالي عن نهاية المباراة، بدأ الناس ينسحبون من الساحات العمومية، في هدوء وعلامات الحزن تغطي وجوههم، ملقين بمسؤولية ما حصل على عاتق الحارس خالد فوهامي الذي أخطأ التحكم في الكرة ووضعها أمام الجزيري الذي أحرز منها هدف التفوق التونسي. وذكرت مصادر مغربية أن خسارة المنتخب المغربي كانت بوقع الصدمة لدى بعض البيضاويين الذين تدخلت سيارات الإسعاف لنقلهم إلى مستشفيات المدينة لتلقي العلاجات الأولية. وإذا كان جانب من الجماهير المغربية لم يخف خيبته بعد هذه الهزيمة التي لم تكن تتوقعها، فإن آخرين طافوا شوارع المدن المقفرة مساء أمس، رافعين الأعلام الحمراء ابتهاجا بمجموع المشاركة المغربية في هذه الدورة. وأكد المتتبعون أن المغرب إذا كان قد خسر المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية، فإنه بالمقابل ربح منتخبا للمستقبل يمكن الاعتماد عليه في التظاهرات المقبلة، بدءا من تصفيات مونديال ألمانيا 2006 التي ستنطلق في يونيو (حزيران) المقبل.
المباراة في سطور ، حسب صحيفة الشرق الأوسط الأوسط:
• المباراة النهائية: تونس ـ المغرب 2-1
الملعب: استاد 7 نوفمبر في رادس
الجمهور: 60 الف متفرج
الحكم: السنغالي ندوي فالا وعاونه الاوغندي علي توموسانغي والزيمبابوي مودزاميري برايتون
* الاهداف:
تونس: سيلفا دوس سانتوس (5) وزياد الجزيري (52)
المغرب: يوسف المختاري (38)
* الانذارات:
المغرب: أكرم روماني (22) ونور الدين النيبت (76) ووليد الركراكي (90)
تونس: زياد الجزيري (60)
* التشكيلتان:
المغرب: خالد فوهامي ـ عبد السلام وادو ونور الدين النيبت وطلال القرقوري ـ وليد الركراكي وعبد الكريم قيسي ويوسف سفري ويوسف المختاري (يوسف سفري) وأكرم روماني (جواد الزايري) ـ يوسف حجي (نبيل باها) ومروان الشماخ.
تونس: علي بومنيجل ـ حاتم الطرابلسي وكريم حقي وراضي الجعايدي وجوزيه كلايتون ـ والمهدي النفطي (جوهر المناري) وعادل الشاذلي ورياض البوعزيزي وسليم بن عاشور (قيس الغضبان) ـ زياد الجزيري (عماد المهذبي) وفرنسيلودو سيلفا دوس سانتوس. ( البوابة )