يخوض المنتخب التونسي الاثنين مباراة حاسمة وقوية ضد نظيره الغاني ضمن منافسات دور الـ 16 من كأس أمم إفريقيا مدارها اقتطاع بطاقة العبور إلى ربع النهائي ومواصلة المراهنة على اللقب.
بيد أن أغلب الآراء لدى متابعي المنتخب التونسي تتفق على أن التأهل لا يتحقق إلا عبر توفر العديد من الشروط والمعطيات.
قبيل هذه المواجهة الساخنة بين تونس وغانا، سادت حالة من التوتر والحيرة في الشارع الرياضي التونسي، حيث وقع التشكيك في قدرة نسور قرطاج على تخطي عقبة النجوم السوداء بالنظر إلى الأداء المتواضع الذي قدمه زملاء القائد يوسف المساكني في مرحلة المجموعات.
وأجمع أغلب المراقبين والمحللين على أن مستوى المنتخب التونسي لم يكن مقنعاً في المباريات السابقة من البطولة، وخاصة خلال المواجهة الأخيرة أمام المنتخب الموريتاني، حيث كاد منتخب تونس يخسر بطاقة العبور بما أن المنتخب المنافس كان الطرف الأفضل وأتيحت له عدة فرص محققة للفوز.
في هذا السياق أوضح المدرب التونسي فتحي العبيدي لـ ”العرب”، أن المنتخب التونسي أصاب الجميع بالإحباط بالنظر إلى عدم قدرته على الظهور بأداء يتناسب مع القدرات الفردية لأغلب اللاعبين وهو أداء لا يعكس بالمرة تطور الكرة التونسية من وجهة نظره.
وأضاف: “ننتظر ردة فعل قوية من هؤلاء اللاعبين، فالدور الأول انتهى بكل سلبياته، ولا أعتقد أن المنتخب التونسي سيظهر بأداء أسوأ في مباراة الاثنين ضد المنتخب الغاني، أتوقع أن تكون المباراة قوية وتتسم بالندية من الجانبين”.
وسيخوض المنتخب التونسي المباراة تحت شعار أساسي وهو إرضاء الجماهير التونسية والقطع مع كل الأخطاء الفنية والفردية التي حصلت في مباريات الدور الأول.
ومن حسن حظ هذا المنتخب أنه تمتع براحة مطولة نسبياً تجعل اللاعبين يستعيدون أنفاسهم وتساعد الجهاز الفني على مراجعة اختياراته الفنية والتكتيكية.
في هذا السياق أوضح المدرب نزار خنفير، الذي عمل سابقاً ضمن الجهاز للمنتخب التونسي خلال دورة 2012 عندما واجه نسور قرطاج نظيرهم الغاني في دور الثمانية، أن منتخب تونس قادر على التخلص نهائياً من كل الرواسب التي لاحت في الدور الأول.
بيّن خنفير أن أداء اللاعبين وقدرتهم على تجاوز الضغوط المسلطة عليهم سيكونان السبيل الأول من أجل مقارعة المنتخب الغاني. قبل أن يضيف: “يعلم جميع اللاعبين أن أي نتيجة بخلاف الفوز والتأهل قد تكون عواقبها وخيمة، فبعد الأداء المتواضع والصورة الباهتة في الدور الأول يجب أن تحضر ردة الفعل ويتعين على اللاعبين تقديم جهود مضاعفة وعدم ادخار أي نقطة عرق ضد منافس قوي وصعب المراس”.
وأضاف قائلاً أن المنتخب الغاني يتمتع بأسبقية تاريخية على حساب المنتخب التونسي، حيث سبق للمنتخبين أن تواجها في سبع مناسبات سابقة ضمن هذه البطولة ولم يتمكن منتخب “نسور قرطاج” من الفوز في أي مواجهة ليكتفي بتعادل وحيد.
وتحدث خنفير عن مباراة المنتخبين في دورة 2012، حيث انتهت بفوز المنتخب الغاني بنتيجة 2-1، ليشير قائلاً: “قدم المنتخب التونسي أداءً مرموقاً في تلك المواجهة وكان قريباً من الفوز والتأهل لكن خطأ فردي حكم عليه بالخروج بطريقة قاسية بعد تمديد الوقت”.
وأبرز أن المنتخب الحالي قادر على تخطي عقبة المنتخب الغاني لو توفرت الإرادة وخاض اللاعبون المواجهة بروح قتالية عالية.
وإزاء المردود المخيب خلال المباريات السابقة من هذه البطولة، حيث تأهل المنتخب التونسي بالحد الأدنى المطلوب ودون تحقيق أي فوز، سادت حالة من الغضب في الشارع الرياضي بتونس، حيث أجمع أغلب المشجعين على أن هذه المشاركة يمكن اعتبارها الأسوأ في تاريخ المشاركات التونسية بعد دورتي 1994 و2000.
ويخشى الأنصار والمتابعون من أن تتأكد المشاكل التي عانى منها المنتخب التونسي في الدور الأول، خاصة وأن المنافس يعتبر من أبرز المرشحين لنيل اللقب كما أنه لم يخسر في السابق ضد نظيره التونسي.
وفي هذا السياق شدد اللاعب الدولي السابق زياد الجزيري أن الأداء العام كان يمكن أن يكون أفضل بكثير لولا الأخطاء “الكارثية” التي قام بها الجهاز الفني.
ووصف الجزيري، أحد المساهمين في تتويج تونس بلقبها الوحيد في دورة 2004 المدرب الحالي للمنتخب التونسي آلان جيريس بـ “الفاشل” وطالب بضرورة إبعاده نهائيا عن المنتخب.
وجه الجزيري رسالة إلى لاعبي منتخب تونس بضرورة “المحاربة” واللعب بروح “قتالية” دون التقيد كثيراً بتوصيات الجهاز الفني، مضيفاُ: “إذا أراد هؤلاء اللاعبون النجاة وتجنب السيناريو السيء يتوجب عليهم تقديم أداء أفضل بكثير ضد غانا، هم قادرون على ذلك، لقد أثبتوا ذلك في السابق، ونصيحتي لهم هي بذل جهود مضاعفة والتفكير في تشريف بلدهم دون التضخيم كثيراً من صورة المنتخب المنافس”.
ويرى أغلب الفنيين والمتابعين للمنتخب التونسي خلال مشاركته الحالية في كأس إفريقيا أن السبب الرئيسي في تواضع مستوى هذا المنتخب هو الاختيارات “الغريبة” للمدرب الفرنسي. حيث أجمع أغلب المراقبين على أن هذا الفني لم يدرس جيداً المنافسين ولم ينجح في اختيار التوليفة المناسبة لكل مباراة، كما أنه أخفق أيضاً في تحديد الخطة الفنية التي تتلاءم مع خصوصيات المنتخب التونسي.
وفي سياق متصل أوضح اللاعب الدولي السابق فريد شوشان، الذي سبق له مواجهة المنتخب الغاني في دورة 1996، أنه ينبغي على جيريس الاعتراف بأخطائه البدائية، ويجب إصلاح كل هذه الهنات التي أدت إلى تدهور المستوى والنتائج.
وأوضح: “اليوم لا مناص من تقديم أداء أفضل، ولا أتصور أن اللاعبين سيرضون بالظهور بوجه شاحب مثلما حصل في المباريات السابقة، أتوقع أن المنتخب التونسي الذي تمتع براحة كافية سيكون خصماً قوياً وعنيداً وبمقدوره هزم منافسه، لو تمكن هذا المنتخب من التخلص من الضغوط ونسيان خيبة الدور الأول ونجح المدرب في التعامل بعقلانية مع خصوصية المباراة، أعتقد أن الفوز سيكون ممكناً هذه المرة، حتى وإن كان المنافس بحجم وعراقة المنتخب الغاني”.
