تشيلسي يتحدى أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال

تاريخ النشر: 23 فبراير 2021 - 08:59 GMT
من مواجهة سابقة بين العملاقين
من مواجهة سابقة بين العملاقين

يستضيف ملعب آرينا ناسيونالا في بوخارست مباراة قوية تجمع بين تشيلسي وأتلتيكو مدريد، مساء الثلاثاء، ضمن ذهاب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.

ويدخل تشيلسي اللقاء وهو يمر بفترة جيدة بعد تعيين توماس توخيل مديراً فنياً خلفاً لفرانك لامبارد، حيث استطاع الألماني إعادة هيبة البلوز في الدوري المحلي وقفز به إلى المركز الرابع بين الكبار.

كان توخيل قبل أقل من شهر على تولي مهمة الإشراف على تشيلسي على دراية تامة بمخاطر تدريب فريق يملكه الملياردير رومان آبراموفيتش.

وبجملة مقتضبة جدا، أجاب توخيل في مؤتمره الصحفي الأول على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق نتيجة منحه عقداً مع النادي اللندني لعام ونصف فقط، قائلاً “ماذا يغيّر هذا الأمر؟ لو منحوني أربعة أعوام ونصف ولم يكونوا سعداء، فسيقومون بإقالتي في كافة الأحوال”.

ورغم ما حصل مع مدربين بارزين آخرين مثل جوزيه مورينيو، وكارلو أنشيلوتي وأنتونيو كونتي الذين أقيلوا من المنصب بعد قيادتهم الفريق اللندني إلى لقب الدوري المحلي، أو حتى روبرتو دي ماتيو الذي منحهم لقبهم الوحيد في دوري الأبطال عام 2012 من دون أن يشفع له هذا الأمر، قَبل توخيل التحدي الذي يواجهه كخليفة لضحية بارزة أخرى أسطورة النادي فرانك لامبارد.

وشاءت الصدف أن تضع قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا تشيلسي في مواجهة الفريق الأكثر ثباتاً أوروبياً من حيث المدربين، أتلتيكو مدريد الذي يستقبل البلوز في بوخارست عوضاً عن العاصمة الإسبانية، بسبب قيود السفر المفروضة من السلطات للحد من تفشي النسخ المتحورة من فيروس كورونا.

ومنذ أن استلم دييغو سيميوني مهمة الإشراف على أتلتيكو عام 2011، شهد تشيلسي مرور تسعة مدربين دائمين من دون حسبان المؤقتين، وذلك في تناقض صارخ في النهج المعتمد من قبل الناديين.

ورغم إنفاقه 220 مليون جنيه استرليني هذا الموسم لتعزيز فريقه بلاعبين جدد رغم الأزمة المالية الهائلة الناجمة عن تداعيات تفشي فيروس كورونا، يجد تشيلسي نفسه في المركز الخامس محلياً في حين يتصدر أتلتيكو ترتيب الدوري الإسباني أمام العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.

وحتى بعد تعثره في المرحلتين الماضيتين بتعادل وهزيمة، ما زال أتلتيكو في صدارة الدوري بفارق ثلاث نقاط عن جاره اللدود ريال مدريد مع مباراة أقل من الأخير، ما يعزز حظوظه بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 2014.

فيما تنحصر طموحات تشيلسي بنيل مركز يعيده إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.

وبإمكان آبراموفيتش أن يزعم بأن فلسفته قد أعطت نتائجها لأن أي فريق في الدوري الممتاز لم يحرز ألقاباً بقدر تشيلسي خلال أعوامه الـ18 تحت “سلطة” الملياردير الروسي.

يتضمن ذلك بالطبع فوزه بلقب دوري الأبطال عام 2012، ما جعل البلوز النادي اللندني الوحيد حتى الآن الذي رفع الكأس الغالية.

لكن بالنسبة إلى ناد يتمتع بموارد مالية هائلة مثل تشيلسي، فإن عدم الثبات على مدرب له عواقبه على الصعيد القاري الأهم على الإطلاق لأنه منذ خسارته أمام أتلتيكو بالذات في نصف نهائي موسم 2013-2014 (0-0 ذهاباً في مدريد و1-3 إياباً في لندن)، لم ينجح النادي اللندني في الخروج منتصراً من أي مواجهة إقصائية.

صحيح أن أتلتيكو بدوره فوت فرصتين ذهبيتين لإحراز اللقب للمرة الأولى بخسارته في النهائي بطريقة دراماتيكية أمام جاره ريال مدريد عامي 2014 و2016، لكن تجديد ثقته على الدوام بسيميوني جعل من الروخيبلانكوس منافساً دائماً وخصماً يحسب له ألف حساب في المراحل المتقدمة من البطولة القارية.

فإلى جانب وصوله إلى النهائي مرتين، خاض أتلتيكو نصف النهائي في مناسبة أخرى وربع النهائي مرتين، وفاز بلقب الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في الموسمين اللذين عجز خلالهما عن تخطي دور المجموعات في دوري الأبطال بقيادة سيميوني.