قال الدولي المغربي مهدي بنعطية أنه استغل الفرصة التي منحها له ماسيميليانو آليغري مدرب يوفنتوس لتقديم مستويات جيدة، وحظي في النهاية بفرصة خوض ست مباريات على التوالي، كما أن الصدفة لعبت دوراً في عدم تلقي شباك البيانكونيري لأي هدف، إضافة إلى الفوز في عدة مباريات.
وأضاف عميد المنتخب المغربي في حوار خص به "منتخب.نت" أنه يتوقع مشاركة متميزة لبلاده في كأس العالم 2018، رغم أن القرعة لم تكن رحيمة بأسود الأطلسي، حيث أوقعتهم في مجموعة ضمت منتخبات البرتغال وإسبانيا وإيران.
وأشار بنعطية إلى أنه لا يعرف منتخب إيران جيداً باعتباره أول خصم في المونديال، لكنه سيجد الوقت لاكتشاف معلومات عنه ولمتابعته ومعرفة نقاط قوته وضعفه، علماً بأنه لا توجد هناك مباريات سهلة في كاس العالم.
فيما يلي نص المقابلة مع بنعطية:
بعد عودتك من المنتخب المغربي خضت ست مباريات متتالية مع يوفنتوس، هل كنت تنتظر ذلك؟
– عرفت كيف أستغل عملية المداورة التي قام بها المدرب، والذي كان يبحث عن معالجة بعض المشاكل على مستوى الدفاع، حيث لم يكن بعد قد وجد الضمانات التي كان يريدها. الحمد لله، نجحت في انتهاز الفرصة بتقديم مستويات جيدة، وحظيت في النهاية بفرصة لعب ثلاث، أربع، خمس، وست مباريات على التوالي، كما أن الصدفة لعبت دوراً في عدم تلقي شباكنا لأي هدف، إضافة إلى فوزنا بعدة مباريات كذلك، وبكل تأكيد هناك الكثير من الأمور المحفزة حول ذلك، وهذا شيء جيد. الآن يجب المواصلة على نفس هذا النسق.
الكثير من الجماهير المغربية تعتقد أن تأهل منتخب المغرب لكأس العالم أراحك على المستوى الذهني، هل توافق هذا الرأي؟
– بكل تأكيد، لا، هناك الكثير من الناس يقولون ذلك في إيطاليا أيضا. المنتخب الوطني والنادي شيئان مختلفان، فقد كنت في سنوات مضت جيداً مع فريقي، وكنت أعاني بالمقابل مع المنتخب على سبيل المثال. اليوم أبلغ من العمر 30 عاماً، وأعرف كيف أقيم الأمور. لو قمتم بسؤالي هل كان التأهل للمونديال قد منحني فرحة داخلية، مثل الحماس منقطع النظير، والتحفيزات؟ فالإجابة ستكون نعم.
كما قلت ذلك في مختلف الحوارات في إيطاليا، إنها أسعد لحظة في مسيرتي الكروية، لأني قائد المنتخب، وكان علي أن أفعل شيئاً كبيراً مع بلدي، مرت سنوات عديدة وأنا مع المنتخب، وقد مررنا بفترات معقدة، والآن، والحمد لله، نجحنا في تحقيق أمر استثنائي، وقمنا بإعادة تأهيل المغرب لكأس العالم بعد غياب 20 عاماً، وهذا شيء لا يقدر بثمن، كان بمثابة حلم … نعم، أراحني ذلك، لكنه كذلك ساعدني على ما أقدمه حالياً من مستويات رفقة يوفنتوس.
قلت دائماً أني عندما أكون في صحة جيدة، وعندما أحظى بثقة المدرب، فإني أظهر بشكل جيد، وقد شاهد الجميع ذلك مع أودينيزي وروما وبايرن ميونيخ في موسمي الأول عندما لم أكن مصاباً.
بالنسبة لي، جميع اللاعبين متشابهون، نحن بحاجة للثقة مع توالي المباريات والحصول على الإيقاع المفقود، والتواجد في وضع بدني جيد. فلا يمكنني أن أكون كذلك إذا خضت مباراة واحدة، وجلست ثلاث مباريات على مقاعد البدلاء، فأنا لا أملك الطباع ولا الجسد للقيام بهذا. اليوم كل شيء يمر على ما يرام بالنسبة لي في النادي والمنتخب الوطني، وهذا أفضل.
صرح أندريا بارزالي مؤخراً بأنك عنصر مهم داخل دفاع يوفنتوس هذا الموسم. هل وضعك ذلك تحت الضغط؟
– لا، بارزالي لاعب كبير، وسيرته الذاتية تتحدث عنه. يمتلك عقلية أحترمها، وهو شخص أحبه كثيراً، إنه رجل محترم. يجلب احترام اللاعبين سواء القدماء أو الشباب، وهو بالمناسبة قريب من هؤلاء الشباب. إذا كان يقول هذه الكلمات عني، فلأنه يعرف عما يتحدث عنه. هذا يسعدني، لكنه لا يضع علي أي ضغط. فكما قلت من قبل، أبلغ من العمر 30 سنة، ولعبت عدداً مهماً من المباريات، وسأقول أني أمتلك قليلاً من الخبرة.
الآن، أعرف جيداً ما ينبغي أن أقدمه لفريقي، وللمنتخب عندما أكون في لياقة جيدة، وأنا أظن أن متابعي كرة القدم يعلمون جيداً ما أنا قادر على تقديمه. لا أسعى لأن أصبح الأفضل في العالم، فأنا لست كذلك، لكني عندما أكون بحال جيد بدنيا، يمكنني خدمة فريقي.
كيف كان شعورك حينما فزت بجائزة أفضل لاعب في شهر نوفمبر داخل نادي يوفنتوس؟
- أسعدني ذلك كثيراً، ففي كثير من الأحيان، اللاعبون الذين يسجلون الأهداف هم من يفوزون بالجائزة. لكن في هذه المرة، تم منحها لمدافع، لكن وبكل صدق، من الجيد الفوز بجوائز فردية، لكنها ليست الشيء المهم بالنسبة لي.
المدرب ماسيميليانو آليغري اعتبر أن سباق الفوز بلقب الدوري الإيطالي سيحسم خلال المباريات الأخيرة. هل أنتم كلاعبين لديكم طموح في استعادة المركز الأول قبل فترة التوقف الشتوي؟
– بالطبع، نعم. منذ قدومي إلى يوفنتوس، شرحوا لي بكل وضوح أن المرتبة الأولى يجب أن تكون لنا، هناك منافسة قوية هذا الموسم، ونحن قمنا ببداية موسم ليست بالسيئة، لكنها ليست بالصورة المعتادة. بكل وضوح، نحن نلاحق ببطئ الصف الأول، واليوم، نابولي هو المتصدر بفارق نقطة واحدة أمامنا.
كما قلت دائماً أن نهاية الموسم هي الفترة المناسبة للقيام بالحسابات. في الوقت الراهن ، نحن متخلفون، لكن إذا نجحنا في تحقيق انتصار مهم ضد روما يوم السبت، فسنوسع الفارق إلى ست نقاط مع منافس قوي. لكن بالعمل، والعقلية التي نملكها حالياً، أعتقد أننا سنستعيد المرتبة الأولى بسرعة، وهو الهدف المحدد نهاية الموسم. لذلك، فالمهم ليس أن تكون متصدراً شهر يناير، بل أن تكون كذلك في مايو.
أوقعتكم قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في مواجهة توتنهام هوتسبير. هل كنتم تتمنون تجنب هذا الفريق الذي يضم واحداً من أفضل خطوط الهجوم في أوروبا؟
– لا، لم نكن نرغب في تفاديه بشكل محدد. نكن احتراماً كبيراً لتوتنهام، لأنه فريق جيد رغم خسارته الأسبوع الماضي أمام مانشستر سيتي، خصوصاً وأن سيتي يحطم حالياً العديد من الأرقام في إنجلترا. ثم إن توتنهام يملك لاعبين كبار، وأتحدث خاصة عن المهاجم هاري كاين، وعن ديلي آلي.
سيكون خصماً من الصعب مواجهته، لكن عندما يكون الهدف الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا، فيجب أن تكون جاهزاً لمقابلة فرق من هذه الطينة. يجب الإشارة إلى أنه في هذه المرحلة من المسابقة، لا يبقى هناك مكان للفرق الصغرى.
كان يمكن للقرعة أن تكون أسوأ، لأنه كان من الممكن أن نقع أمام فرق أكثر قوة مثل باريس سان جيرمان أو مانشستر سيتي، رغم أنه كان هناك أيضاً فرق أقل قوة من توتنهام. الكرة في ملعبنا من أجل القيام باللازم من أجل تجاوز هذا الدور، وأعتقد أننا قادرون على الفوز بهاتين المواجهتين، وأتمنى أن يكون الجميع جاهزاً.
كيف تلقيت نتائج قرعة كأس العالم 2018؟
– وقعنا مع المنتخب البرتغالي بطل أوروبا الحالي، والمنتخب الإسباني الذي يملك ربما أفضل فريق في العالم حالياً نظراً للطريقة التي تأهل بها، إضافة إلى المنتخب الإيراني، والذي يبقى مفاجأة لأننا لا نعرف عنه الكثير، لكنه إذا كان حاضرا في هذه المنافسة، فلأنه بكل تأكيد فريق كبير، ويجب احترامه، هذا بالإضافة إلى أننا سنواجهه في المباراة الأولى، والتي تعتبر من الآن حاسمة.
شيء واضح أنها مجموعة ليست سهلة، لكن وكما قلت، فهذه كأس العالم. نحن في مجموعة سيتم مشاهدتها من قبل العالم ككل، وأظن أن علينا أن ننظر للنصف الممتلئ من الكأس لأنها فرصة مهمة أن نتواجد في المونديال، ونمثل كل المغاربة. نحن نعرف جيداً أنه بالعقلية التي ظهرت خلال المباريات الأخيرة، فإننا قادرون على البحث عن تحقيق المعجزة، وأنا أرى الأمور بهذا الشكل على جميع الأحوال.
ستواجهون إيران في المباراة الأولى في هذه المنافسة. هل يعتبر ذلك بمثابة امتياز بالنسبة لكم؟
– لا، إطلاقا، لأنه لا يجب التفكير على أن المنتخب الإيراني خصم من السهل مواجهته. على جميع الأحوال، هناك ثلاث مباريات، ويجب على الأقل جمع ست نقاط، وبعدها رؤية ما ستفعله المنتخبات الأخرى.
أنا واثق بأن المنتخب الإيراني يملك أدوات مهمة، لأن أي فريق لا يتأهل إلى كأس العالم بالصدفة كما قلت مسبقاً، نحن لا نعرفهم جيداً، لكننا سنجد الوقت لدراستهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم، ونعلم جميعاً أنه لا توجد هناك مباريات سهلة في المونديال.
المنتخبان الإسباني والبرتغالي هما المرشحان للمرور عن هذه المجموعة، لكن الجمهور المغربي يعتقد أن لديكم الحق في الحلم بالتأهل للدور الثاني، لكون المنتخب المغربي يحتوي جيلاً من اللاعبين الموهوبين...
– من المؤكد أن لدينا جيل جيد، وأنا أول من يقول ذلك. لدينا لاعبون بارزون، لكن ما يصنع الفارق تحديداً هو العقلية التي نملكها، وأظن أنه بمقدورنا القيام بأشياء عظيمة لو حافظنا عليها.
من جهة أخرى، من المفرح أن نسمع أن الجماهير ترى أننا قادرون على التأهل للدور الثاني، وهذا يثبت أيضاً أنهم سيكونون وراءنا، وسيساندوننا. لكن وكما قلت نحن لسنا في مجموعة سهلة، ولن نكذب على أنفسنا، لكن جميع الاحتمالات تبقى واردة.
بغض النظر عن كأس العالم، هل التتويج بكأس إفريقيا للأمم رفقة المدرب هيرفي رونار يبقى ضمن أهدافك؟ خصوصاً، وأن رونار مرتبط بعقد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حتى عام 2022.
– صراحة، في الوقت الراهن لا أفكر في المدى البعيد. أريد أن أنهي الموسم بشكل جيد مع يوفنتوس، وتحدوني الرغبة في الفوز بجميع الألقاب التي ننافس عليها، ويتجلى الأمر في دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي وكأس إيطاليا. بعد ذلك استراحة صغيرة قبل التركيز على المونديال، الأشياء مرتبة في ذهني.
لدينا الكثير من الوقت من أجل التفكير في كأس إفريقيا للأمم، وحتى ذلك الحين يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء، بالتأكيد الفوز بها سيشكل فخراً كبيراً، لكن لو طرحتم سؤالا علي، هل أفضل التتويج بالكان أو المشاركة في كأس العالم، فسأرد بالمشاركة في المونديال.