ليس سراً أن أحد مواطن القوة التي تميز بها برشلونة هذا الموسم هي تفوقه في الجانب الدفاعي.
ويعتبر البارسا الفريق الأقل استقبالا للأهداف في قارة أوروبا، حيث اهتزت شباك حارسه مارك أندريه تير شتيغين هذا الموسم ثماني مرات فقط، بواقع سبعة أهداف في الدوري الإسباني وهدف واحد في دوري أبطال أوروبا.
ويأتي أتلتيكو مدريد في المرتبة الثانية على المستوى القاري من حيث الصلابة الدفاعية بعد أن تلقى مرماه 12 هدفاً، ثم يأتي في مراتب لاحقة الفرق الكبرى في القارة والتي استقبلت أهدافاً أكثر من النادي الكاتالوني بمقدار الضعف تقريباً.
وتميز أداء برشلونة الدفاعي بنظافته وعدم اعتماده على الخشونة، فلم يلجأ فريق المدير الفني إيرنيستو فالفيردي إلى اللعب غير النزيه أو السلوكيات المشينة للمحافظة على نظافة شباكه.
وتعكس الأرقام والإحصاءات في هذا الصدد مدى مراعاة هذا المدرب في عمله لإرساء قواعد اللعب النزيه.
ويعتبر برشلونة أيضاً أقل الفرق ارتكاباً للأخطاء في الدوري الإسباني، كما يعد أقلها حصولاً على البطاقات الصفراء والحمراء.
ونجح البارسا في رهانه على إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية، رغم وجود لاعبين قاوموا هذا التغيير، ولكن في النهاية أصبح الفريق أكثر تنظيماً وحذراً في الخطوط الخلفية.
وتمكن فالفيردي من التقريب بين خطوط الفريق وبات تكتيك الضغط المتقدم معه أكثر تأثيراً، وهو الأمر الذي افتقده برشلونة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية لويس إنريكي المدير الفني السابق.
ويعود الفضل في هذا التفوق الدفاعي الذي يعتمد على الضغط على الخصم في ملعبه إلى ثنائي الارتكاز في وسط الملعب، سيرجيو بوسكيتس وإيفان راكيتيتش، حيث لعب كلاهما جنباً إلى جنب في مركز لاعب الوسط المدافع في كثير من الأحيان.
وبالإضافة إلى هذا الضغط المتقدم، كان الأداء الدفاعي لبرشلونة في مجمله راقياً وخاصة من جانب لاعبي الخط الخلفي، الذين نجحوا بقوة في عملية التغطية على تقدم الظهيرين في الناحية الهجومية.
وبرز في هذا الصدد المدافع العنيد سامويل أومتيتي، الذي قدم أداءً استثنائياً، ولكن ورغم ذلك لم يكن لغيابه مؤخراً للإصابة تأثير ملحوظ على دفاع برشلونة.
ورغم غياب أومتيتي، حافظ البارسا على المستوى الراقي لأدائه الدفاعي بالدفع بتوماس فيرمايلين، الذي كان عند حسن ظن مدربه وكان أهلاً لثقته به.
وكان أحد أهم العوامل التي ساعدت برشلونة على النجاح في الجوانب الدفاعية هذا الموسم تألق حارسه تير شتيغين، التي كانت تصدياته حاسمة في الكثير من المباريات.
وحافظ الحارس الألماني على نظافة شباكه في 15 من أصل آخر 22 مباراة خاضها مع برشلونة.
وفي الشق الهجومي لا يوجد شك في أن وجود النجم ليونيل ميسي هو ما منح البلاوغرانا التميز والتفوق في كثير من الانتصارات.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، حصل ميسي على لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2017، متفوقاً على كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، الفائز بالكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وحل ميسي في المركز الأول من بين الـ 100 الذين شملهم الاستطلاع بفضل الكثير من الانتصارات التي حسمها خلال الفترة الماضية وسيستهل عامه الجديد وهو يبحث عن التتويج بأغلى لقب له في مسيرته الرياضية، ألا وهو كأس العالم، ليصبح من دون شك أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.
وألمحت ماركا إلى أن النقاش يدور حالياً حول التساؤل: هل ميسي هو الأفضل في التاريخ؟، لتؤكد أن قائد المنتخب الأرجنتيني في طريقه لإثبات هذا.
وفاز ميسي في العام الماضي بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا للمرة الرابعة على التوالي بعد أن سجل 37 هدفاً في الدوري الإسباني، وقاد برشلونة إلى الفوز ببطولة كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي.
وبعيداً عن الألقاب الجماعية، عاد ميسي ليقدم أداءً مذهلاً في 2017، حيث أنهى الموسم السابق برصيد 54 هدفاً و19 تمريرة حاسمة، كما أن كل الدلائل تشير إلى أنه في طريقه لتحطيم جميع الأرقام القياسية أيضاً هذا الموسم.
وأكدت الصحيفة الإسبانية أن ميسي خلال العقد الأخير كان ينافس نفسه ويتفوق عليها ويثبت في كل مرة أن طموحه بلا سقف.