الكرة الإنجليزية تصارع جوانبها السيئة في موسم حافل بالإثارة

تاريخ النشر: 04 نوفمبر 2012 - 10:28 GMT
البوابة
البوابة

أحدثت المناوشات التي شهدتها بداية الموسم الجديد قدراً كبيراً من الإثارة وعكست جوانب جيدة وأخرى سيئة بل وقبيحة في اللعبة التي يشار اليها بأنها الرياضة الجميلة حتى قياساً بالمعايير العالية المفترضة لكرة القدم الإنجليزية.

وشهد الأسبوع الماضي وحده نموذجاً مصغراً عنيفاً لموسم لم يمر عليه ثلاثة أشهر بعد.

وقدم فوز آرسنال الرائع بنتيجة 7-5 في كأس رابطة الدوري الإنجليزي على حساب ريدينغ بعد ان كان الفريق متأخرا 4-0، وانتصار تشلسي على مانشستر يونايتد 5-4 في نفس المسابقة إجابة على تساؤلات حول السر في وصول متابعة الكرة الانجليزية لما يشبه الإدمان بالنسبة للكثيرين.

وأضاف أداء الأوروغوياني لويس سواريز مع ليفربول مطلع الاسبوع الماضي في مباراة قمة أمام إيفرتون أكمله بتعمد السقوط بشكلٍ ساخر أمام ديفيد مويس مدرب إيفرتون قدراً من الدعابة كان الجميع بحاجة إليها في يوم انتهى بمشكلة عنصرية تطورت أبعادها إلى جانب بعض أوجه الأداء التمثيلي داخل الملعب.

وتحولت المباراة التي خسرها تشلسي 3-2 أمام مانشستر يونايتد ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز من قمة "تقليدية" إلى ذريعة يستخدمها من يعتقدون بأن الكرة الإنجليزية تندفع بشدة إلى خارج نطاق السيطرة.

وطرد الحكم مارك كلاتينبورغ وهو واحد من أبرز الحكام في إنجلترا اثنين من لاعبي تشلسي كان ثانيهما الإسباني فرناندو توريس بسبب تعمد السقوط لكن الحكم اتهم لاحقاً باستخدام "لغة غير ملائمة" في تعامله مع النيجيري جون أوبي ميكيل لاعب وسط تشلسي.

وازدادت الأمور سوءاً بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها أحد مراقبي المباراة بعد أن فرغ مشجعو تشلسي غضبهم فيه بعد احتفال لاعبي يونايتد بهدف الفوز الذي جاء قبل نهاية اللقاء.

وبدأ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم التحقيق في مزاعم غير مؤكدة حتى الآن باستخدام الحكم للغة عنصرية تجاه ميكيل.

وفي نفس الأسبوع، تم توجيه الاتهام لاثنين من اللاعبين الإنجليز ضمن 12 شخصاً وجهت الشرطة الصربية الاتهام لهم عقب مشاجرة كبيرة تلت مباراة ضمن تصفيات بطولة أوروبا تحت 21 عاما الشهر الماضي بين منتخبي إنجلترا وصربيا.

وانتهت المباراة بما يشبه الفوضى حيث زعم داني روز لاعب إنجلترا بأنه تعرض لصيحات استهجان من قبل الجماهير تشبه صيحات القردة قبل وبعد خروجه من الملعب.

ويأتي كل هذا في ظل وقوع جون تيري قائد تشلسي والقائد السابق لمنتخب إنجلترا في قلب العاصفة بايقافه أربع مباريات بسبب توجيهه إهانات عنصرية لأنتون فيرديناند مدافع كوينز بارك رينجرز قبل نحو عام وهي الواقعة التي هددت بتسميم حالة التوافق العرقي التي حققتها كرة القدم في إنجلترا عقب فترات من التعصب التي مرت بها الرياضة هناك.

كما شهدت الكرة الإنجليزية خلافات بسبب قضية تيري التي دامت طويلاً للدرجة التي دفعت عدة لاعبين أبرزهم ريو مدافع مانشستر يونايتد وشقيق أنتون فيرديناند لإعلان مقاطعته الصريحة لحملة مناهضة العنصرية.

كما أثار ريو مسألة الانسحاب من رابطة اللاعبين المحترفين.

وظلت الإثارة كما هي على أرض الملعب إلا أنه بدا أن هناك نقصاً كبيراً في التناغم خارجه خاصة في مباريات الدوري الإنجليزي.

والأسبوع الماضي، قال البرتغالي أندريه فيلاس بواش مدرب توتنهام هوتسبير الذي كان مدرباً لتشلسي حين وجه تيري عباراته إلى فيرديناند في أكتوبر من العام الماضي: "هناك أشياء تحدث في الوقت الحالي لا تفيد الرياضة. هذه الأشياء تنتقص من جمال الرياضة وبدأت عناوين الصحف في الميل نحو الجوانب السيئة. هذا امر يدعو للأسف نظراً لأن مباريات (تشلسي ومانشستر يونايتد) تعد من المباريات الرائعة والكبيرة."

وبدا هذا بعيداً للغاية عن أسابيع الصيف السعيدة في لندن عندما استعرضت الرياضة كافة أمجادها وشعرت بريطانيا بوهج الانتصار لتنظيمها واحدة من أنجح الدورات الأولمبية على الإطلاق.

فقد كانت تلك الأوقات التي شهدت الكثير من التضحيات الشخصية والمبادرات الإنسانية وقصص النجاح الى جانب التنوع والإنجازات التي تأخذ بالألباب على الصعيد المهاري والبدني والتي شدت أنظار المتفرجين من كافة أنحاء العالم.

وبينما يتوقع الانهزاميون أن تواجه كرة القدم مخاطر فإن اللعبة تواصل نموها القوي رغم الأسعار المرتفعة للتذاكر الموسمية والاحساس المتنامي بأن اللاعبين من أصحاب الملايين باتوا بعيدين عن "رجل الشارع".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن