الصين تهدد سوق كرة القدم الأوروبية

تاريخ النشر: 10 يوليو 2019 - 04:20 GMT
الشعراوي ينتقل إلى الدوري الصيني
الشعراوي ينتقل إلى الدوري الصيني

قد لا تتمكن الأندية الصينية من منافسة المكانة العالمية الراسخة لعمالقة كرة القدم الأوروبية خلال وقت قريب، لكنها قد تسرق جانباً كبيراً من أسواقها وعوائد لحقوق البث التلفزيوني في القارة الآسيوية على الأقل.

كما أن نجاح الأندية الصينية في منافسة الأندية الأوروبية لاستقطاب أبرز اللاعبين، يمكن أن يقتطع جانباً من إيرادات مبيعات المستلزمات الرياضية مثل قمصان اللاعبين، التي تحمل أسماء من انتقلوا إليها.

وأشعلت الأندية الصينية سوق الانتقالات الصيفية الحالية، حيث تمكّنت من إبرام صفقات مع لاعبين ومدربين بارزين، لتبعث رسالة إلى الأندية الأوروبية وكذلك دوريات كرة القدم الآسيوية الأخرى.

ويمكن لانتقال أبرز نجوم الدول الآسيوية إلى الدوري الصيني، أن يجذب متابعين من هذه البلدان، وهو ما ينعكس بالتالي على إيرادات البث التلفزيوني لبطولات كرة القدم الأوروبية العريقة.

ونجحت الأندية الصينية في إضافة عدد من النجوم في الأسابيع الأخيرة مثل ماركو آرناوتوفيتش مهاجم ويست هام يونايتد، الذي انتقل إلى بطل الدوري الصيني شنغهاي أس.آي.بي.جي.

كما تعاقد شنغهاي شينهوا مع نجم روما ستيفان شعراوي.

وتمكّن شينجداو هوانغهاي من التعاقد مع نجم ساحل العاج الشهير يايا توريه، الذي سبق له اللعب في كل من برشلونة ومانشستر سيتي.

ولم تقف طموحات الأندية الصينية عند استقطاب اللاعبين، وامتد الأمر إلى أبرز المدربين حيث تعاقد داليان بيفانج مع المدرب رافاييل بينيتز الذي سبق له الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول عام 2005.

وأكد بينيتز أنه يعتبر الدوري الصيني واحداً من أهم التحديات التي واجهها في حياته، وأنه يتمنى أن يسهم في إحداث نقلة نوعية بالكرة الصينية، بما ينسجم مع توجهات الدولة بوضع استثمارات كبيرة في خدمة قطاع كرة القدم بشكل خاص، والرياضة بشكل عام.

ويرى محللون أن القدرات المالية لأندية كرة القدم الصينية يمكن أن تقلب المعادلات على المدى البعيد لأنها تملك جمهوراً كبيراً ومتحمساً داخل الصين، وهو ما يمكّنها من دفع مبالغ كبيرة للاعبين والمدربين لإغرائهم على مغادرة أكبر الفرق الأوروبية.

وشهدت كرة القدم الصينية في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً في ظل الاهتمام الحكومي الكبير بتطويرها، حيث بدأت الصين منذ 15 عاماً في التخطيط لتطوير كرة القدم بإدخال اللعبة في المناهج المدرسية لتلاميذ المدارس.

وتسعى بكين إلى تحويل الصين إلى مركز قوة لهذه الرياضة.

وكان الاتحاد الصيني لكرة القدم عن أعلن عن خطة طموحة تسعى إلى أن تصبح الصين قوة عظمى في كرة القدم بحلول عام 2050.

ومن بين أهداف الخطة أن يساهم الاحتكاك باللاعبين العالميين في أن يصبح المنتخب الصيني ضمن أفضل منتخبات آسيا على الأقل بحلول عام 2030، وأن ينافس في البطولات العالمية.

ودفعت هذه الاستراتيجية رجال الأعمال الصينيين إلى الدخول باستثماراتهم في هذه الصناعة الواعدة، وهو ما مكّن الأندية الصينية من شراء عدد كبير من اللاعبين المحترفين المشاهير في الأندية الأوروبية بمبالغ قياسية كبيرة.

وقد تمكّنت في السنوات الماضية من جذب نجوم مثل أوسكار وباولينيو وكارلوس تيفيز.

وينسجم هذا التحول مع جهود الصين الشاملة للتفوق عالمياً في مجالات كثيرة، خاصة أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يعبّر بشكل متكرر عن حبه لكرة القدم ورغبته في أن تفوز بلاده بكأس العالم خلال 15 عاماً.

وكان الرئيس الصيني قد كشف أن بكين تسعى إلى استثمار 840 مليار دولار في مجال الرياضة حتى عام 2028.

وأكد أن هذه الاستثمارات ستمكّن الصين من دخول المنافسة على صدارة آسيا، والبناء على ذلك للفوز بلقب كأس العالم.

ولا يمكن مقارنة سوق الانتقالات الآسيوية بما شهدته الصين في العام الحالي وحتى الأعوام الماضية، لكنها تشير أيضاً إلى تصاعد الاهتمام بكرة القدم في بلدان أخرى.

وتؤكد البيانات دخول الدوري التايلاندي على المنافسة من خلال تعاقد الأندية مع لاعبين عالميين وآسيويين، لكن موازنات تلك الأندية تبقى بعيدة عن إمكانات الأندية الصينية.

كما تنافس بطولات كرة القدم في دول الخليج على استقطاب اللاعبين، لكنها لا تزال بعيدة عن إمكانات أندية كرة القدم الأوروبية والصينية.

وتركّزت تعاقدات الأندية الخليجية على لاعبين من البرازيل ودول إفريقيا.

وتشير التوقعات إلى أن صفقاتها ستتصاعد في الأسابيع المقبلة لدعم صفوفها، لكنها ستفضل التعاقد مع النجوم الصاعدين الباحثين عن الشهرة، والانطلاق أكثر من الاتجاه نحو المشاهير.