فاجأ الدوري الايطالي متابعي كرة القدم العالمية، بعدما استعاد شعبيته، وكان على رأس الدوريات العالمية في العام المنصرم، فبعد غياب 14 عاماً قاتمة وبعيداً عن المنافسة قارياً أصبح مرة أخرى أفضل دوري في العالم.
وبين عامي 1991 و2006؛ سيطرت إيطاليا على الدوريات العالمية قبل أن تهيمن إنجلترا وإسبانيا على الترتيب.
وتراجع الدوري الإنجليزي إلى المرتبة الثانية في ترتيب الأقوى على مستوى العالم في 2020، بينما حافظ الدوري البرازيلي على المركز الثالث في العالم، خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وواصل الدوري الإسباني التراجع؛ فبعد أن كان متصدراً للتصنيف العالمي بين عامي 2010 و2018، تراجع ليحتل المرتبة الرابعة قبل الدوري الألماني.
أما على المستوى الإفريقي؛ فقد تصدر الدوري المصري القمة حيث احتل المركز الـ 15 على مستوى العالم وجاء بعده الدوري المغربي في الترتيب 33 ويليه التونسي 36.
وحفل مطلع هذا الأسبوع بالمفاجآت ليصبح من الصعب بمكان توقع الفائز بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي هذا الموسم، حيث تفصل نقاط قليلة بين الفرق السبعة الأولى بعد انقضاء نصف الموسم.
وتوج ميلان بلقب بطل الشتاء السبت الماضي، وهو اللقب الذي يحصل عليه المتصدر بعد 19 مرحلة من 38 مباراة رغم الهزيمة 0-3 أمام أتالانتا.
لكن 9 نقاط فقط تفصل ميلان الذي يبلغ رصيده 43 نقطة عن لاتسيو السابع بـ 34 نقطة، وهو أقل فارق بين السبعة الآوائل في هذه المرحلة من الموسم خلال 10 سنوات.
وكانت آخر مرة شهدت فيها الفرق السبعة الأولى هذا الفارق الضئيل في موسم 2010-2011، وتزامنت أيضاً مع آخر مرة أخفق فيها يوفي في تحقيق اللقب.
وتوج ميلان باللقب في ذلك العام الذي أنهاه زلاتان إبراهيموفيتش في صدارة هدافي الفريق خلال فترته الأولى مع النادي.
وخاض النجم السويدي البالغ من العمر 39 عاماً دوراً محورياً في صحوة الروسونيري منذ عودته إلى سان سيرو في يناير 2020، كما نال إشادة واسعة بسبب عقلية الانتصار التي أعادها للفريق.
وقال إبراهيموفيتش لشبكة سكاي: "التتويج بلقب بطل الشتاء لا يعني شيئاً، نحن في منتصف الموسم، أبلينا بلاءً حسناً حتى الآن، لكننا لم نحقق أي انجاز بعد، وهو الجزء الأصعب من الموسم".
سوابق تاريخية
وتتعامل الفرق ووسائل الإعلام مع "بطل الشتاء" بجدية في إيطاليا بالنظر إلى سوابق تاريخية.
ومنذ تحول البطولة إلى 20 فريقاً في 2004 أخفق بطل الشتاء مرتين فقط في إحراز اللقب (نابولي موسمي 2015-2016، و2017-2018).
وتجرع ميلان هزيمتين في آخر 4 مباريات خاضها في الدوري، لكن أكبر منافسيه على اللقب إنتر ميلان ويوفنتوس أخفقا في الاستفادة من هذا الموقف.
وطرد أنطونيو كونتي مدرب إنتر للاعتراض في نهاية تعادل مخيب بدون أهداف مع مستضيفه أودينيزي يوم السبت، ليتأخر فريقه بنقطتين عن الصدارة.
ومع ذلك، يملك إنتر القدرات التي تمكنه من الفوز باللقب، فهو الوحيد بين أول 7 فرق في الترتيب لا ينشغل بمسابقات أوروبية بعد خروجه من دور المجموعات لدوري الأبطال.
ويمر يوفنتوس بمرحلة انتقالية تحت قيادة مدربه أندريا بيرلو، وافتقر الفريق لثبات المستوى حتى الآن، لكن لا يمكن تجاهل هيمنة الفريق على البطولة لـ 9 مواسم متتالية.
ويملك فريق المدرب بيرلو مباراة مؤجلة أمام نابولي الذي فاز عليه 2-0 ليحصد لقب كأس السوبر الإيطالية الأربعاء الماضي، مما يجعل فارق النقاط السبع مع ميلان المتصدر لا يبدو صعباً.
واحتل أتالانتا المركز الثالث لعامين متتاليين، وبلغ ربع النهائي في مشاركته الأولى بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
وكان الفريق المنتمي إلى منطقة بيرغامو يلعب في الدرجة الثانية في آخر مرة شهد فيها الصراع على لقب دوري الأضواء هذا التنافس الشرس.
لكن احتمال فوزه باللقب لا يبدو مستبعداً، حيث حصد أتالانتا 36 نقطة في رقم قياسي للنادي بعد 19 مباراة، ويتجه إلى إنهاء الموسم بقوة.
وتراجع مستوى روما ونابولي مؤخراً، ويتعرض المدربان باولو فونسيكا وجينارو غاتوزو لضغوط، فيما عاد لاتسيو إلى دائرة الضوء بعد 4 انتصارات متتالية في الدوري.
مطاردة حتى النهاية؟
وينتظر أن تتواصل المطاردة بين قطبي "عاصمة الموضة العالمية، فميلان يبلي حسناً مع مدربه ستيفانو بيولي بعد تعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الحالية بالمدافع فيكايو توموري.
أما انتر فإنه تخطى الكثير من الانتقادات التي طالت على مجه الخصوص مدربه أنتونيو كونتي، وهو الفريق الوحيد في الدوري الإيطالي الذي انتصر في 8 مباريات متتالية من المرحلة الثامنة وحتى الـ15 على فرق تورينو وساسوولو وبولونيا وكالياري ونابولي وسبيتسيا وهيلاس فيرونا وكروتوني على الترتيب.
لكن ميلان الأكثر انتصاراً ويتفوق على إنتر بانتصار وأيضاً الأقل تعادلاً وأقل من إنتر بتعادل بينما كلاهما تلقى هزيمتين.
لكن إنتر الأقوى هجوماً برصيد 45 هدفاً، فيما سجل ميلان 39 فقط، وهو رابع أقوى هجوم، بينما لا ميلان ولا إنتر الأقوى دفاعا في الدوري الإيطالي، فالقوة الدفاعية تكاد تكون واحدة، إذ استقبلت شباك ميلان 22 هدف، و23 في مرمى إنتر.