التانغو مع ميسي... ولعنة رونالدو مع السيليساو الأوروبي

تاريخ النشر: 23 أكتوبر 2012 - 11:34 GMT
البوابة
البوابة

يبدو أن لعنة الأداء المتواضع مع المنتخب الوطني التي لازمت نجم برشلونة ليونيل ميسي مع الأرجنتين قد انتقلت عدواها إلى غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، بل ويبدو أنها تزامنت مع تخلص ليو من تلك اللعنة بعدما قاد التانغو لتحقيق انتصارين هامين أمام أوروغواي وتشيلي ضمن تصفيات مونديال 2014 عن قارة أميركا الجنوبية جعلته قريباً من حجز التأشيرة إلى النهائيات.

وفي وقت تقلصت فيه حظوظ البرتغال في الظفر بورقة الترشح المباشر إلى النهائيات بعد الهزيمة من روسيا 0-1 والتعادل مع آيرلندا الشمالية المتواضعة 1-1 بل و حتى خوض الملحق يحتاج إلى نتائج أفضل في قادم الجولات، فأشبال المدرب باولو بينتو يحتلون المركز الثاني في المجموعة السادسة متخلفين عن الروس أصحاب الصدارة بخمس نقاط كاملة.

نتيجتان سلبيتان حملت مسؤوليتهما الرئيسية لرونالدو بعد الأداء الباهت الذي قدمه خاصة في موسكو، جعل الوسط الرياضي في البرتغال مستاء منه.

وتعرض CR7 لحملة إعلامية من قبل اشهر الصحف الرياضية في البرتغال لدرجة جعلتها تطالب مدرب المنتخب بتجريب اللعب بدونه في المباريات المقبلة لعل مردود زملاء ناني يكون أحسن.

وتزامن اللقاء أمام آيرلندا باحتفال رونالدو بمؤويته مع المنتخب، وهو ما أثار حفيظة البرتغاليين الذين أجروا مقارنة بين معدله التهديفي مع الريال الذي سجل له 155 هدفاً في 160 مباراة أي تقريباً هدف في كل مباراة وجلها كانت حاسمة، في حين لم يوقع سوى 37 هدف في الـ 100 مباراة التي لعبها لبرازيلي أوروبا منذ العام 2003.

ويأتي تحميل البرتغاليين مسؤولية النتائج المتواضعة لمنتخب بلادهم في مجموعته التي كانوا مرشحين لتصدرها بسهولة بالنظر إلى مكانته في المنتخب حيث يعتبرونه مفتاح الفريق وعليه تبنى الخطة وبه يستقيم عود المنتخب، ذلك أن زملائه يتأثرون به سلباً و إيجاباً ومدربه يخشى غيابه ولا يجرؤ على تبديله وسط المباراة إلا إذا أصيب لأنه يعلم جيداً أن إخراجه يعني تحطيم معنويات الفريق ككل.

كما زادت حدة الانتقادات بعدما قدم رونالدو أداءً راقياً مع ناديه في كلاسيكو الليغا الإسباني أمام برشلونة 2-2 وسجل هدفي الملكي، بل و اختصرت الصحافة العالمية ذلك الكلاسيكو كله في رونالدو وميسي رغم ترسانة النجوم التي لعبت بجانبيهما، كما أنها أتت بعد أشهر قليلة من إخفاق البرتغال في بطولة أمم أوروبا حيث فشل في هز شباك زميله في الريال إيكر كاسياس حارس منتخب إسبانيا في الدور نصف النهائي، وهو ما جعل البرتغاليين في حيرة من أمرهم، وباتوا يتمنون لو كان رونالدو مع ريال مدريد نسخة مطابقة للأصل مع المنتخب تماماً مثلما كان الحال مع مواطنه لويس فيغو الذي كان يبلي البلاء الحسن مع المنتخب.

ويأمل عشاق رونالدو البرتغاليين أن يكون أدائه الباهت في تصفيات كأس العالم 2014 مجرد كبوة حصان وفترة فراغ يمر بها أي لاعب في مرحلة من مشواره بغض النظر عن الأسباب التي قد تكون فنية أو شخصية، إلا أن المنتقدين لمدلل الملكي يرون في الموضوع تفسيراً آخر مفاده أن رونالدو المنتخب يختلف عن رونالدو النادي لأن الظروف تتغير وخاصة التحفيز المعنوي الذي يجعله يجتهد ويقدم كل ما لديه، ففي إسبانيا هناك الغريم ميسي الذي يتنافس معه على جميع الجوائز و الألقاب الفردية من كرة ذهبية وحذاء ذهبي محلي وقاري وغيرها ولنيلها فإن الأمر يتطلب منه التفوق على الأرجنتيني والبقاء على نفس المستوى على مدار الموسم بلا كلل ولا ملل فالصحافة الإسبانية الموالية والمعادية تجعل رونالدو وميسي وكأنهما يخوضان حرباً حقيقية مما انعكس بالإيجاب على أداءيهما مع نادييهما.

كما أن رونالدو في الريال يحظى بمعاملة خاصة جداً من قبل مدربه مواطنه جوزي مورينيو وإدارته التي تخشى عليه حتى من الزكام الخفيف ومن زملائه ومن المحبين، لدرجة جعلت مورينيو يطالب قبل أشهر بالكف عن توجيه النقد إليه والصبر عليه، وهو ما تجلى أيضاً خلال الأسابيع الأخيرة في تصريحاته حول موضوع الكرة الذهبية إذ يصر الكل في الريال أن الأجدر بالحصول عليها هو رونالدو ويخشون أن تذهب إلى ميسي  أو أندريس إنييستا لأنهم يدركون أن ذلك من شانه أن يؤثر بالسلب على معنويات الدولي البرتغالي وعلى أدائه مع الريال في النصف الثاني من الموسم خاصة بعد ثلاث سنوات من الخيبات المتتالية.

و هذه الظروف لا توجد على صعيد المنتخب وإن وجدت فإنها بدرجة أقل لأن عدد المباريات التي يلعبها معه أقل من تلك التي يخوضها مع النادي، ومواطنوه اللاعبون إلى جانب المدرب لا يقضون معه وقتاً طويلاً مثلما يحدث في الريال، ويخشى البرتغاليون أن يكون السبب وراء هذا الأداء غير المقنع مرتبط بولائه للنادي أكثر من ولائه للمنتخب فهو يأتي للبرتغال لتأدية واجب ليس إلا ويفضل تخزين طاقته البدنية لليغا حيث الأموال أكثر والشهرة أوسع.

وتبقى مسؤولية المدرب البرتغالي باولو بينتو أعسر  في معالجة إشكالية رونالدو من تلك التي واجهت المدرب الأرجنتيني أليخاندو سابيا مع ميسي، ذلك أن الأخير كان محاطاً بعدد من النجوم، عكس رونالدو الذي يعتبر في المنتخب النجم الأوحد حتى في ظل وجود ناني وبيبي زميله في الريال.

وقد يحتاج الدون لتقليص صلاحياته غير الفنية لدفعه إلى تقديم المردود الفني الذي يريح البرتغاليين ويجعلهم لا يخشون على منتخبهم من الإقصاء حتى لو خاضوا الملحق ولسان حالهم يقول ما الفائدة من امتلاك أفضل لاعب في العالم ومنتخبنا خارج بطولة كاس العالم، وإذا كانت الحملة الموجهة ضد رونالدو تهدف لتحريك مشاعره الوطنية للظهور بوجه أفضل فإن بينتو يخشى أن تؤدي إلى عكس ذلك.