تبقى حاملة اللقب إسبانيا وألمانيا الأوفر حظاً في الوصول الى نهائي بطولة يورو 2012 المقرر أول الشهر المقبل فيما قد يكون إعادة لنهائي البطولة نفسها لعام 2008، ونصف نهائي كأس العالم 2010.
وفي حين قدمت المانيا أداء حيوياً لافتاً في سعيها للظفر بلقبها الأول منذ 16 عاماً، قدم الإسبان اداءً أكثر هدوءاً ولم يرق إلى القوة غير القابلة للخسارة التي أظهروها في البطولة الأوروبية الماضية وكأس العالم 2010.
وستخوض إسبانيا امتحانها أمام البرتغال في المباراة الأولى ضمن نصف النهائي غداً في مدينة دونيتسك الأوكرانية.
ولن تكون البرتغال المنتخب نفسه الذي فازت إسبانيا عليه في الدور الثاني من كأس العالم 2010، بل سيواجه لاعبو المدرب فيسنتي دل بوسكي منتخباً واثقاً من نفسه بقيادة بابلو بينتو، الذي حلّ مكان كارلوس كيروش في وقت مبكر من التصفيات المؤهلة لبطولة اوروبا.
وقارن لاعب وسط المنتخب الإسباني سيسك فابريغاس بين لقاء بلاده والبرتغال والكلاسيكو الذي يجمع فريقي برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني، نظراً لوجود عدد من لاعبي الفريقين في المنتخبين.
وحققت إسبانيا تقدماً سلساً إلى الدور نصف النهائي، لكنها تواجه تحدياً من البرتغال بقيادة مهاجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو.
واعتبر فابريغاس لاعب برشلونة أن البرتغال "قاتلة في الهجمات المرتدة"، ومع عدد اللاعبين من الفريقين في المنتخبين "سنشعر وكأننا نخوض الكلاسيكو".
وسيواجه قائد البرتغال كريستيانو رونالدو عدداً من زملائه في ريال مدريد، وآخرين من خصومه في برشلونة اعتاد اللعب ضدهم.
ويضم المنتخب الإسباني عدداً من لاعبي الريال أمثال الحارس إيكر كاسياس والمدافعين سيرخيو راموس وألفارو أربيلوا وراؤول ألبيول ولاعب خط الوسط تشابي ألونسو، الذين سيواجهون زملاءهم البرتغاليين فابيو كوينتراو وبيبي ورونالدو نفسه.
أما من برشلونة فيضم المنتخب الحارس الاحتياطي فيكتور فالديس ونجوم خط الوسط تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وفابريغاس، إلى جانب سيرجيو بوسكيتس وبيدرو رودريغيز.
واعتبر فابريغاس أن البرتغال: "من أقوى المنتخبات. يدافعون بشكلٍ جيد وخطرهم قاتل في الهجمات المرتدة. أسلوبهم شبيه بريال مدريد وعلينا أن نكون في قمة مستوانا".
أضاف: "يمكن تشبيه المباراة بلقاءات ريال مدريد وبرشلونة في ما يتعلق بالأسلوب الخاص بكل منتخب، لكن ثمة لاعبين آخرين ومن فرق مختلفة، لذا لن يكون الأمر نفسه".
وساعد في تطور مستوى البرتغال تغيير نجمها كريستيانو رونالدو الانطباع السائد عنه، وهو أنه غير قادر على تقديم أداء مع المنتخب يماثل المستوى الذي يقدمه مع ناديه، فمع ثلاثة اهداف وأداء بارز في المبارتين الأخيرتين أمام هولندا البائسة والتشيك ذات العقلية الدفاعية، اكتسب رونالدو الزخم المطلوب لمواجهة خصوم أعلى كعباً.
ألمانيا x إيطاليا
ستكون الخسارة أمام إيطاليا صدمة لألمانيا بعدما أزاحت من دربها كل المنتخبات التي واجهتها، ومنها البرتغال التي تغلبت عليها (1-0).
ويمكن لفوز المانيا في النهائي في حال تأهلها أن تستكمل مساراً بدأ قبل كأس العالم 2006 بقيادة المدرب السابق يورغن كلينسمان، وخطا خطوات كبيرة منذ تسلم مساعده يواكيم لوف دفة القيادة.
وإذ أظهر لوف عدم خوف (اعتبره البعض تهوراً) بإشراك ثلاثي جديد من اللاعبين ذوي القدرات الهجومية في ربع النهائي أمام اليونان، يبدو همه الوحيد حالياً معرفة من يقوم بتسريب تشكيلته الاساسية.
وقال قائد المنتخب فيليب لام: "من يقوم بالأمر شخص غير مسؤول، لأنه يمكن أن يضر بآمال أمة. هل يمكن ألا يكون مدركاً لكيفية سير رياضة الفرق؟".
من جهة أخرى، أقر النجم الألماني باستيان شفاينشتايغر بقلقه من احتمال أن تبعده إصابة في الكاحل عن المباراة المقررة الخميس.
وتعرض لاعب وسط بايرن ميونخ لسلسلة من الإصابات هذا الموسم بعد كسر عظم الترقوة في تشرين الثاني الماضي وتمزق اربطة الكاحل في شباط، ولا تزال الإصابة الأخيرة تلاحقه قبل المباراة المقررة في وارسو.
ومع عودته سريعاً إلى اللعب مع بايرن قبل تأهله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره أمام تشلسي، أقر اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً أن كاحله لم يتعافَ 100% بعد، لكنه مستعد لتحمل الألم في سعي ألمانيا لإحراز لقبها الأول منذ 16 عاماً.
وقال شفاينشتايغر في لقاء صحافي: "يساورني بعض القلق من كاحلي بصراحة. المشكلة هي عندما احاول الركض سريعاً. لم اشف كما يجب، لكن لم يحن الوقت الذي يمكنني فيه أخذ استراحة وتركه يتعافى. بقيت لنا مباراتان وسأصرّ على أسناني. بعد ذلك علي التأكد من العودة لصحة جيدة".
وبعدما منح تمريرتين حاسمتين لماريو غوميز خلال الفوز على هولندا (2-1)، وتصدر المجموعة الثانية، بدا شفاينشتايغر أقل تأثيراً في الفوز (4-2) على اليونان في ربع النهائي الذي أقيم الجمعة.
وعن هذه المباراة قال: "مررت بعض التمريرات السيئة، وهذا أمر لا يحدث عادة. لا يجدر بلاعب مثلي أن يقوم بأمر مماثل".
ويبدو قلق شفاينشتايغر على مكانه في نصف النهائي في محله، إذ أن لوف استبعد الثلاثي غوميز ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر عن المباراة مع اليونان، ونجح رهانه مع تسجيل بديل غوميز ميروسلاف كلوزه هدفه الـ 64 مع المنتخب في مباراته الدولية الـ 120، وقيام بديل مولر ماركوس رويس بالأمر نفسه.
وحتى موعد المباراة نصف النهائية، سيشغل شفاينشتايغر نفسه بالراحة والزيارات المتكررة لغرفة المعالجين الفيزيائيين، لكنه يصرّ على أن لا مشكلة لديه إذا ما قرر لوف استبعاده من المباراة.
وقال اللاعب الذي شارك في 94 مباراة دولية: "تمكنت من المشاركة في الحصة التدريبية الأخيرة فقط قبل مباراة اليونان. إذا قرر المدرب (استبعادي)، فلن تكون ثمة مشكلة. استبدلنا عدداً من الأساسيين في المباراة أمام اليونان، وشارك رويس وبواتينغ وشورله وكلوزه. كان الأمر مهماً بالنسبة لهم وحظوا بدعم اللاعبين الآخرين، وأمر كهذا ليس دائم الوضوح في كل فريق".
وقال زميله في خط الوسط مسعود أوزيل أن المنتخب: "يحتاج لشفاينشتايغر. إنه لاعب عالمي وواحد من قادتنا. تعرض لإصابة واعتقد أنه على المسار الصحيح (للتعافي). يمكنكم أن تروا كيف كان مهماً لمنتخبنا أمام هولندا، وآمل بأن يتمكن من اللعب".
وقال مدرب حراس المرمى أندرياس كوبكه أن شفاينشتايغر: "خضع لعلاج مكثف في الأيام الماضية، ونفترض بأنه سيكون مؤهلاً للعب".
من جهتها اظهرت إيطاليا فلسفة هجومية تتعارض وأسلوبها المعتاد في البطولات الكبرى، وربما يكون نجمها أندريا بيرلو (33 عاماً) اللاعب الافضل في البطولة حتى الآن، إذ يتمتع برؤية للملعب وقدرة على التمريرات الدقيقة لا نظير لهما.
وتحتاج إيطاليا لتقديم أداء مميز حتى توقف المانشافت، ولا سيما مع وقت أقل للراحة وفوز بركلات الترجيح على إنجلترا.