انشغلت وسائل الإعلام الفرنسية في الآونة الأخيرة بقصة احتمال انتقال النجم الإنجليزي المخضرم ديفيد بيكهام إلى باريس سان جيرمان ووصل الأمر بصحيفة "لو باريزيان" إلى التأكيد أمس الأربعاء على أن "سبايس بوي" قال نعم لفريق العاصمة، في حين أن مصدراً مقرباً من اللاعب ذاته نفى لـ"فرانس برس" هذا الخبر.
ومن المؤكد أن الناحية التجارية هي المحرك الأساسي التي تدفع فريق العاصمة بقيادة إدارته الجديدة والبرازيلي ليوناردو، إلى الاهتمام بالتعاقد مع لاعب يبلغ من العمر 36 عاماً، إلا أن ذلك لا ينفي القيمة الفنية لنجم مانشستر يونايتد وريال مدريد الإسباني سابقاً لأن بإمكانه تقديم الشيء الإضافي لفريق يبحث عن استعادة صورة منتصف التسعينيات.
إن فكرة تواجد بيكهام وزوجته فيكتوريا في عاصمة الموضة باريس "تسيل لعاب" الصحافة والـ "باباراتزي" وهذا ما أشار إليه مدرب مرسيليا الحالي ديديه ديشان في حديثه عن قدوم قائد إنجلترا السابق إلى سان جيرمان، قائلاً: "من المؤكد أن هناك الكثير من الأمور البعيدة عن كرة القدم والتي تثير اهتمام الكثير من الأشخاص. بعيداً عن الناحية التسويقية وصورة عائلته وزوجته، يبقى (بيكهام) من المحترفين المتميزين. صحيح أنه لم يعد شاباً، لكنه يبقى قبل كل شيء لاعب كرة قدم".
تتحدث "لو باريزيان" عن أن صفقة التعاقد مع بيكهام الذي نجح الشهر الماضي وبعد انتظار في قيادة لوس أنجيليس غالاكسي إلى لقب الدوري الأميركي للمحترفين، قد حسمت وبان اللاعب الإنجليزي سيتقاضى راتباً شهريا قدره 800 ألف يورو بعقد يمتد لعام ونصف اعتباراً من يناير المقبل.
في المقابل يتحدث مصدر مقرب من اللاعب نفسه في حديث لوكالة "فرانس برس" بأنه: "لا يوجد هناك أي اتفاق مع أي فريق. التحدث عن اتفاق أمر مبكر. ديفيد يبحث حالياً الخيارات المطروحة عليه".
لكن "لو باريزيان" لم تكن المصدر الوحيد الذي تحدث عن إتمام الصفقة إذ أكدت صحيفة "ليكيب" المتخصصة والموثوقة في الأوساط الكروية أن بيكهام في طريقه للانضمام إلى زملائه الجدد في المعسكر الذي يخوضه فريق المدرب أنتوان كومبواريه في قطر، مشيرة في موقعها على شبكة الإنترنت أن المسألة حسمت إلا في حال حصول أمر غير متوقع، وبأن اللاعب الإنجليزي سيوقع في يناير عقداً لمدة 18 شهراً.
وتحدثت "ليكيب" عن سيناريو يليق بنجوم موسيقى الروك في حفل تقديم بيكهام لجماهير سان جيرمان ووسائل الإعلام وبأن موقع الحدث سيكون على الأرجح فندق "فيل دو باري" قبل أن ينتقل بعدها إلى جادة الشانزيليزيه.
إن شرارة الشائعات والأخبار التي أحاطت بفكرة انتقال بيكهام إلى فريق العاصمة الفرنسية الباحث عن لقبه الأول في الدوري المحلي منذ موسم 1993-1994، انطلقت منذ أن كشف ليوناردو الذي استلم الصيف الماضي منصب المدير الرياضي لنادي العاصمة بأن: "الباب مفتوح (أمام بيكهام للانضمام إلى سان جيرمان). إنه اكثر من لاعب كرة قدم، إنه ماركة مسجلة، إنه نجم بوب. إنه من الذين أفكر دائماً بالتعاقد معهم لأنه يحترم القوانين ويستمع إليك ويريد الأفضل للفريق".
إن حجم نجومية بيكهام دفعت الكثير من وكلاء العقارات للتدافع من أجل البحث عن مسكن يليق باللاعب الإنجليزي المتواجد حالياً في كاليفورنيا والذي ما زال يعلق أمالاً على ارتداء قميص منتخبه لكن ليس في كأس أوروبا بل في أولمبياد لندن الصيف المقبل وهذا ما أكده آوائل الشهر الماضي حين قال: "جميعنا يحلم بذلك، وإذا ما حصل فسيكون شرف كبير لي أن امثل بلادي".
من المؤكد أن بيكهام لا ينوي الاعتزال وقد شدد على هذا الأمر، قائلاً: "قبل 10 أو 15 عاماً كانوا يقولون لي إني مسن جداً وقد تابعت اللعب من اجل إنجلترا. اشعر أني في حال جيدة واعشق دائماً اللعب لذلك لم أتوقف".
وأضاف: "عندما تأتي اللحظة المناسبة استشعرها في الحال وهي لم تأت بعد. طالما أني اشعر بالقدرة على اللعب وبأعلى مستوى فسأستمر، وإذا لم يكن الحال كذلك فعلي أيضاً الرضوخ للأمر الواقع".
وبعد أن تأكدت رغبته بعدم اعتزال اللعب، يبقى أن نعرف في الساعات القليلة المقبلة أين سيواصل "سبايس بوي" مشواره الكروي الطويل الذي أخذ منعطفاً "تجاريا" نهاية عام 2007 عندما تخلى عن اللعب مع ريال مدريد وانتقل إلى غالاكسي في صفقة خيالية بلغت قيمتها 250 مليون دولار أميركي.
يذكر أن بيكهام انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد عام 2003 بعد أن توج مع "الشياطين الحمر" بلقب الدوري الإنجليزي في ست مناسبات إضافة إلى دوري أبطال أوروبا عام 1999 وكأس إنجلترا عامي 1996 و1999 والكأس القارية عام 1999، قبل أن يضيف لقب الدوري الأسباني إلى رصيده عام 2007 أي في موسمه الأخير مع النادي الملكي، كما انضم مرتين إلى ميلان الإيطالي على سبيل الإعارة خلال الفترة التي قضاها مع غالاكسي.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.