يد الإرهاب تقتل المخرج العالمي مصطفى العقاد

تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2005 - 02:56 GMT

توفي المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد في مستشفى المركز العربي بعمّان متأثراً بجراحه التي أصيب بها في التفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمان مؤخرا.

وقال الطبيب المشرف على علاج العقاد يوسف القسوس لـ صحيفة(الرأي) الاردنية، انه توفى في تمام الساعة السابعة والربع من صباح أمس نتيجة جلطة في القلب ونزيف وتهتك في الرئة وكسور في كافة أنحاء جسمه.

وقال إن العقاد البالغ من العمر 72 عاما كان يعاني من كسور متعددة في أضلاع الصدر في الجانب الأيسر وإصابات مختلفة أخرى و رضوض وهواء تحت الجلد جراء الإصابة بالكسور...وقبل إن تتدهور حالته الصحية تم إجراء تدخلات فورية لإنقاذ حياته مثل تنظير وتنظيف الرئة ووضعه على الجهاز التنفسي الاصطناعي...غير إن وضعة تدهور خلال الساعات الأولى من صباح أمس نتيجة تعرضه إلى انسداد تام في الشريان الأمامي الهابط الساعة 5 صباحا.

وكان العقاد قد وصل الأردن لحضور حفل زفاف في العقبة، فيما وصلت ابنته ريما من بيروت للقائه، وفيما كانا على وشك اللقاء وقع الاعتداء الذي استهدف فندق حياة عمان، فاستشهدت ابنته على الفور.

ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في الولايات المتحدة، ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجلوس في كاليفورنيا وتخرج منها العام 1958

وعرف العقاد كأبرز السينمائيين الذين ناصروا فكرة الإسلام ونشروها من خلال فيلميه الشهيرين (الرسالة وعمر المختار) و كان قد بدأ ولعه بالسينما منذ طفولته حين كان يزور جاره المتخصص في عرض الأفلام السينمائية، عندها بدأ يفكر في دراسة الإخراج السينمائي في هوليود، وقد فاجأ عائلته بهذا الطلب الجريء عند بلوغه سن الثامنة عشرة، ومبعث الجرأة والمفاجأة في هذا أنه ينتمي لعائلة محدودة الدخل لا تملك ما يمكنها من إرسال ابنها الشاب إلى أمريكا للدراسة في مجال لا يبدو أنه سيقدم ربحاً في المستقبل، لكن العقاد صمم على الذهاب وعمل لمدة سنة كاملة كي يستطيع توفير قيمة التذكرة إلى أمريكا. وهناك وبدءًا من العام 1954 درس الإخراج حتى تخرج عام 1958 من جامعة كاليفورنيا ليبدأ حينها عمله في عاصمة السينما العالمية هوليود.

الانطلاقة الحقيقية للعقاد جاءت بعد نحو 18 عاماً من تخرجه من الجامعة وذلك حين قدم في العام فيلمه المستقل الأول (الرسالة الذي يحكي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وقصة التأسيس الأولى للدولة الإسلامية، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً لحظة عرضه، إذ جوبه بموجة اعتراض من العديد من الدول الإسلامية، فيما رحبت به دول أخرى، أما بالنسبة للجمهور الغربي فقد صدمه الفيلم لكونه الأول الذي يراه يسرد حياة شخصية جدلية بهدوء واتزان بعيداً عن النفس الاستشراقي الذي يصاحب عادة أغلب الأطروحات التي تتناول سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. المعلومات التي ظهرت في الفيلم صادق على صحتها ودقتها علماء من الأزهر الشريف، وقد صنع العقاد نسختين من الفيلم، واحدة عربية والأخرى إنجليزية، قام ببطولة النسخة العربية النجم المصري الراحل عبدالله غيث، أما الإنجليزية فمن بطولة النجم العالمي أنتوني كوين، وكلاهما أدى شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

يذكر أن العقاد كان العقاد يحضر لإعداد فيلم عن صلاح الدين منذ سنوات ويبحث عن التمويل الكافي له ولكن يد الإرهاب كانت أسرع!-(مصادر متعددة)