أُعلن في الساعات الأولى من صباح الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 رحيل الإعلامية المصرية هبة الزياد، مذيعة قناة الشمس، في خبر هز الوسط الإعلامي وأثار موجة واسعة من الحزن والذهول. جاء الإعلان عبر حسابها الرسمي على منصة "فيسبوك"، حيث ورد النبأ دون توضيح تفاصيل أو الكشف عن أسباب الوفاة، لتبدأ التساؤلات وتتصدّر الراحلة حديث الجمهور والمنصات الرقمية خلال دقائق من انتشار الخبر.
أكد المنشور الصادر عن حساب الزياد رحيلها بكلمات دينية تودّع فيها صاحبة الحساب وتدعو لها بالرحمة والمغفرة، فيما تتابعت ردود الفعل الحزينة من زملائها وأصدقائها. وكانت الإعلامية بسمة إبراهيم من أوائل من نعوها بكلمات مطولة حملت دعوات صادقة للراحلة، مستذكرة أثرها الطيب وأخلاقها المهنية التي كانت تترك بصمتها في كل بيئة عمل مرت بها. كما أصدرت قناة الشمس بيانًا رسمياً تودّع فيه أحد وجوهها الإعلامية، مشيرة إلى التزام هبة الزياد في عملها واهتمامها الدائم بقضايا المجتمع والأسرة، مؤكدة أن رحيلها شكل خسارة إنسانية ومهنية.
عرفت الزياد من خلال برامج اجتماعية ركزت على المرأة وشؤون الأسرة، وبرز اسمها بشكل خاص بعد تجربة إعلامية متعددة امتدت عبر قنوات مصرية مختلفة قبل استقرارها في قناة الشمس. كما اشتهرت قبل أعوام بعدما تم الإعلان عن طلاقها على الهواء أثناء تقديم أحد البرامج عام 2017، قبل أن يتبيّن لاحقاً أن الأمر كان جزءًا من مقلب إعلامي أحدث حينها جدلاً واسعاً ولفت الأنظار إليها. وفي السنوات الأخيرة، قدمت برنامج "البروفيسيرة" وتبادلت خلاله حوارات متنوعة مع الجمهور حول قضايا اجتماعية شائكة.
وصل ارتباطها بالجمهور إلى منصات التواصل التي شهدت تفاعلًا كبيرًا معها، حيث تجاوز عدد متابعيها مئات الآلاف. وكان آخر ظهور لها قبل خمسة أيام فقط، حين نشرت مقطع فيديو من داخل الاستوديو معلقة بعبارة مقتضبة قالت فيها: "أنا أحب حياتي"، في ظهور بات يُقرأ اليوم من زاوية مختلفة تحت وطأة الفقد المفاجئ.
ورغم نشاطها المعتاد، كشفت الزياد قبل وفاتها في لقاء صحافي أنها تعرضت لفترات من الضغط النفسي والتهديد عبر اتصالات مجهولة المصدر، الأمر الذي أثر على حضورها المهني في وقت لاحق. وأشارت حينها إلى أن تلك المضايقات دفعتها أحيانًا للابتعاد عن عملها بسبب الإرهاق النفسي الذي خلّفته تلك التجربة. هذه التصريحات القديمة عادت إلى الواجهة عقب إعلان الوفاة، وفتحت باباً واسعاً للتأويلات حول ما مرت به قبل رحيلها، خصوصًا مع غياب السبب الطبي المعلن حتى اللحظة.
ورغم كل التكهنات، لا يزال الغموض يحيط بالحادثة إلى أن يصدر بيان رسمي يوضح الملابسات، بينما يواصل محبو الإعلامية الراحلة تداول ذكرياتها، مقاطعها التلفزيونية، واقتباساتها التي بقيت شاهدة على حضورها الإنساني والإعلامي. وبين حزن الجموع ونبرة الوداع الثقيلة، تبقى هبة الزياد اسماً حاضراً في ذاكرة الشاشة المصرية، ورحيلها المفاجئ صفحة مفتوحة لم تكتمل تفاصيلها بعد، لكنها أثبتت أثرًا لا يزول في قلوب من تابعها ورافق مسيرتها.

