اكدت صانعة الأفلام نادين لبكي، التي دخلت التاريخ كونها أول صانعة أفلام عربية تفوز بجوائز رئيسية في مهرجان كان السينمائي هذا العام عن فيلمها "كفرناحوم" (لبنان/2018)، على أهمية الفيلم في إطلاق شرارة الحوار ولفتت إلى وجوب الانطلاق نحو العمل والتصرف لصنع الاختلاف في حياة الأطفال المحرومين.
وقالت لبكي ان فترة تصوير الفلم امتدت الى 6 اشهر بمعدل 500 ساعة كانت كافية لاحداث الانسجام والتناغم بين طفلي الفلم
وردا على سؤال للبوابة ان كان ثمة مبالغة في تصوير المأساة والقهر والبؤس في الفلم؟ اجابت نادين لبكي انها حذفت اشياء كثيرة في الفلم حيث ان النسخة الاولى كانت 12 ساعة بالتالي هناك اشياء كثيرة تم حذفها فيها مآسي اخرى لا يمكن ان يتخيلها المرء، كانت اصعب بكثير مما ظهر
وقالت لبكي ان الفنانين في الفلم اباء المأساة وابناء الحياة ولم نظهر بعد حالات الاغتصاب للاطفال او لقطة اغتصاب الطفلة العروس ابنة الـ 11 عام، كذلك لم نعرض الضرب الحقيقي والعذاب الحقيقي هناك اشياء اخرى كثيرة لا يمكن للمرء ان يتخيلها او تيصورها.
واقرت المخرجة اللبنانية بوجود بعض المبالغة والخيال في مشهد اتصال بطل الفلم الطفل زين مع احدى الفضائيات اللبنانية وهو ما ادى الى معالجة العديد من القضايا وقالت ان هناك اتصالات كثيرة من السجن الى الفضائيات لكن المتصل لم يكن طفلا
وحول رسالة فلمها قالت لبكي انها تأمل في الوصول الى تغيير بعض التشريعات والقوانين وسيكون هناك عرض للمعنيين والمسؤولن ومحاولة البحث عن الثرات الواسعة ليصل الاطفال الى ادني حقوقهم بمساعدة الوزارات المعنية بحقوق الطفل وحقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني
ويعرض فيلم "كفرناحوم" في مهرجان أجيال السينمائي الذي يستمر لغاية 3 ديسمبر في الحي الثقافي كتارا في الدوحة حيث يشهد عرضه الأول في الشرق الأوسط. فاز فيلم "كفرناحوم" بجائزة الحكام في مهرجان كان السينمائي 2018 ويعرض الفيلم رحلة "زين"، ذي الثانية عشر عاماً، الذي يقرر أن يقاضي أهله بتهمة إنجابه وإحضاره إلى هذا العالم، رغم أنه من الواضح أنهما غير قادرين على منحه ما يحتاجه من رعاية. يضطر زين الذي يفتقر لأدنى إحساس بالأمن والمحبة، لمثل هذا التصرف ليحمي نفسه وأخته الصغيرة.
وقالت لبكي في حديثها إلى الإعلاميين خلال مشاركتها في الدورة السادسة من مهرجان أجيال السينمائي "لقد بدأ تأثير الفيلم يظهر. لقد أثار الحوار وأبدى الناس حماساً في الحديث عن هذه القضايا. لكن التأثير الحقيقي هو في العمل الفعلي ولهذا من المهم البحث مع الحكومات والنظر فيما يمكن أن نفعله معها".
وتحدثت لبكي حول صناعة الفيلم قائلة "تم تصوير الفيلم على مدار 6 أشهر واستغرق أكثر من 500 ساعة من التصوير واحتاج لحوالي سنتين من المونتاج. في المقابل، الجزء الاهم من مسيرة صناعة الفيلم هو البحث الذي أدى في النتيجة إلى الحصول على هذه المعلومات عن حياة الأطفال اللاجئين."
وأضافت: "لقد توجهنا إلى الشوارع والأزقة والأحياء الفقيرة في بلدنا وقابلنا العديد من الأشخاص لإيجاد الشخصيات المناسبة. كان من المهم إظهار الصراع الحقيقي وبأن نعرض حقيقة الأشياء كما هي. لم أرغب في تخيل قصة، ولم أشعر بأنني أريد أن أعرض أمراً لم اختبره بشكل شخصي. ولهذا استمر البحث طيلة ثلاثة أعوام والكتابة لفترة مماثلة تقريباً".
ولفتت لبكي إلى أن البحث المكثف ساعدها على فهم الأوضاع بشكل أفضل. وأوضحت "لقد قمت بالكثير من البحث وعرفت ما هي القضايا التي يجب أن أعالجها. يجب علينا حقاً أن نبدأ بالحديث عن هذه القضايا والاستماع لبعضنا البعض لندرك ماذا يمكن أن نفعل لتحقيق التغيير".
وتحدثت لبكي عن عملها مع الممثلين الأطفال: "كان الوقت مهماً للغاية. يجب أن أقضي الوقت معهم والتعرف عليهم بشكل جيد. كانت طفلتي في عمر مشابه للطفلة في الفيلم، ولهذا حظيت بمعرفة شعورها عندما تشعر بالجوع او عندما تريد النوم. الأمر عبارة عن معرفة احتياجات الأطفال وأن نكون صبورين في التعامل معهم. يجب علينا أن نتأقلم مع إيقاعهم وأن لا نتوقع بأن يصبحوا ما نريده نحن. يجب أن ننتبه لردات فعلهم الواقعية، لأن ردات الفعل هذه إذا لم تحصل اليوم فإنها ستحصل غداً".