زاد تأخير حفل مادونا الثاني في إمارة أبوظبي ضعف ما كان عليه في حفلتها السابقة في تل أبيب ودام لمدة ساعتين هذه المرة، ثم بدأ العرض الفني المنتظر بطقوس أشبه بالدينية قام بها تشكيلة رهبان يلبسون أثوابا حمراء وخلفهم على الشاشة صليب قوطي ضخم، وذلك على وقع قرع الأجراس مع أغنية بكلمات باللغة العبرية، فيما كانت مبخرة عملاقة تتأرجح على المسرح على شكل نواس ذهبي مشتعل.
ثم ركع الرهبان يصلبون أنفسهم ويصلون، وبعدها انطلق العرض لتظهر مادونا بهيئة رشيقة ومتجددة محيية جمهور أبوظبي وهي تحمل رشاشاً عند تأديتها أغنيتها "رفولفر" التي تضمن العرض المسرحي المرافق لها مشاهد قتل ودماء. وكما في العرض الأول شارك روكو ابن مادونا البالغ من العمر 11 عاما وصديقها الجزائري ابراهيم زايبات البالغ من العمر 24 عاما في الرقص على المسرح. ولم يخلُ عرضها من الإيحاءات الجنسية والتعري، كما أن كلماتها البذيئة الموجهة للجماهير زادت من حماسهم، فعشاق فنها أو المطلعون عليه يعرفون أسلوبها في التعبير عن موهبتها الفنية والذي يتصف بالجرأة والمشاهد الصادمة.
لكن الصبغة الدينية كانت طاغية هذه المرة على أحداث المسرح في جزيرة ياس في أبوظبي. فظهور الكورال جعل الحفلة أشبه باحتفال كنسي، ثم قامت مادونا بالدهس على صليب معلق خلفها فيما ظهرت في فيلم رافق إحدى الأغاني في ثياب داخلية شفافة مع إيحاءات جنسية قوية.
جاءت تلك الحفلة بعد تضارب الآراء حول حفلها الأول حيث وجده البعض صارخا ومستفزا، في حين اعتبر آخرون أن مادونا كانت محتشمة في أبوظبي. لم تثر الحفلة الثانية رفضا بمقدار حفلتها الأولى التي صدمت الجمهور المحلي والعربي.
وهكذا انتهى عرض مادونا في أبوظبي الذي كان أشبه بخليط من الشعائر الدينية الداعية للسلام لتنطلق بعده إلى تركيا حيث ينتظرها جمهورها هناك.