شهد الوسط الفني الكندي صدمة كبيرة بعد الإعلان عن وفاة الممثل الشاب سبنسر لوفرانكو عن عمر 33 عامًا في مقاطعة بريتش كولومبيا يوم الثلاثاء 18 نوفمبر، إذ ما زالت السلطات تبحث في ملابسات الوفاة التي توصف حتى الآن بأنها غامضة. ورغم قصر مسيرته، ترك لوفرانكو حضورًا لافتًا جعل خبر رحيله محط اهتمام واسع بين متابعي الفن العالمي وزملائه الذين عبّروا عن حزنهم بكلمات تعكس المكانة التي احتلها في السنوات الماضية.
وجاء تأكيد الوفاة عبر شقيقه سانتينو، الذي نشر رسالة مؤثرة على حسابه في “إنستغرام”، أرفقها بصور من مراحل طفولتهما وبصورة لسبنسر مع كلبه. عبّر سانتينو في المنشور عن فقدانه لشقيقه واصفًا إياه بـ “الأسطورة”، مؤكداً أن حياته كانت استثنائية ولامست حياة الكثيرين، قبل أن يختم برسالة وداع حملت الكثير من الألم والمحبة.
وتزامن انتشار خبر الوفاة مع تداول آخر منشور للممثل الراحل عبر "إنستغرام"، والذي ظهر فيه بصورة بالأبيض والأسود نشرها قبل أيام قليلة فقط، وتحديدًا في 11 نوفمبر. علّق لوفرانكو حينها على الصورة بحديث عن إزالة أحد وشوم وجهه بالليزر، مشيرًا إلى أن القادم أفضل بالنسبة له، كما أشار إلى أن شعرًا مستعارًا في طريقه إليه، وهو ما أثار تساؤلات بين المتابعين بعد وفاته المفاجئة.
وبرز اسم سبنسر لوفرانكو في هوليوود منذ مشاركته في فيلم Jamesy Boy عام 2014، حيث لعب دور شاب يحاول إعادة بناء حياته بعد خروجه من السجن، وهو الدور الذي نال بفضله اهتمامًا واسعًا. ثم عاد ليؤكد موهبته عام 2018 من خلال فيلم Gotti، مقدّمًا شخصية جون جوتي الابن إلى جانب النجم جون ترافولتا، كما شارك في فيلم Unbroken تحت إدارة النجمة والمخرجة أنجلينا جولي، إضافة إلى عدد من الأعمال الدرامية والقصيرة.
وعلى الرغم من أن مسيرته لم تتجاوز سبعة أعمال فقط، فإن حضوره الفني كان واضحًا، وكان كثيرون يرون فيه أحد الأسماء الواعدة التي قد تحقق حضورًا أكبر في السنوات المقبلة. وفي مقابلة قديمة تعود إلى عام 2014، تحدث لوفرانكو عن بداياته ودور والدته —التي كانت راقصة ومغنية أوبرا— في تغذية شغفه بالتمثيل، في حين كان والده يفضّل أن يحقق ابنه نجاحًا في الرياضة أو القانون، لكنه اختار الفن بإصرار كامل. كما وصف تجربته في العمل مع أنجلينا جولي بأنها حلم تحقق بالنسبة له، مؤكدًا أنها كانت ضمن الشخصيات التي رغب بالتعاون معها منذ خطواته الأولى.
رحيل سبنسر لوفرانكو المبكر يترك فراغًا مؤلمًا في مسيرته التي لم تُمنحه الوقت الكافي ليكشف كامل طاقته الفنية، فيما تستمر التحقيقات في كشف ملابسات وفاته التي أحاطها الغموض، تاركة محبيه بانتظار إجابات لم تأتِ بعد.
