لماذا اختفت الكوميديا من السينما المصرية وعادت موضة "شجيع السيما"؟.. نقاد فنيون يجيبون لـ"البوابة"

تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2019 - 01:00 GMT
لماذا اختفت الكوميديا من السينما المصرية وعادت موضة "شجيع السيما"؟
لماذا اختفت الكوميديا من السينما المصرية وعادت موضة "شجيع السيما"؟

أصبحت أفلام "الأكشن" هي التي تُزين شاشات السينما المصرية في الفترة الأخيرة، وسط غياب واضح لأفلام الكوميديا التي لطالما سعى الجمهور إليها، وتأتي هذه الأفلام لتعيد إلى الأذهان مصطلح "شجيع السيما" فباتت هي الموضة بعد الهوجة الكبيرة لأفلام البلطجي والراقصة والمهرجان الشعبي.

واستطلعت "البوابة" آراء النقاد حول موضة "شجيع السيما" التي سيطرت على السينما المصرية وتسببت في اختفاء اللون الكوميدي.

وقال الناقد المصري طارق الشناوي، إن السينما المصرية تلعب على الورقة الرابحة، موضحًا أن تيمة العمل التي تنجح مع الجمهور ينجذب نحوها المنتجون لتقديم المزيد منه، موضحًا أنه لو نجح الفيلم الغنائي يتجه الكل لتقديمه.

ودللّ طارق الشناوي، في حديثه لـ"البوابة" أنه في الفترة التي قدّم فيها كل من عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونور الشريف ويسرا ونجاح الموجي أفلامهم كانوا يغنون فيها رغم أنهم ممثلون فقط، لافتًا إلى أن السبب كان نجاح أحمد زكي في الأفلام التي غنى فيها.

ويرى "الشناوي" من وجهة نظره أن هذا منتهى الفشل ويؤكد أننا كسالى نتحرك طبقًا للمؤشر الناجح، مضيفًا أنه عندما وجدنا النجاح في فيلم "هروب اضطراري"، لأحمد السقا، أُعيدت التجربة مع أمير كرارة في فيلم "حرب كرموز"، وبعدها فيلم "كازابلانكا" بتقديم نفس التيمة.

وأشار إلى أن ما تم تقديمه من أفلام لأمير كرارة وأحمد السقا، ليس كل الأكشن بالمقارنة بفيلم "حملة فرعون" الذي ضم مشاهد أكشن أكثر، ومعارك أكبر ولكن الإقبال كان أقل لأن نجم الاكشن له مواصفات لابد من توافرها في البطل حتى أن عادل إمام عندما قدّم الأكشن كان بطريقته واعتمد صناع الفيلم على نجوميته كـ"كوميدي".

ونوّه إلى أن إقبال الجمهور على مشاهدة البطل الخارق في السينما حتى لو كان زعيم عصابة مثل أحمد عز في "ولاد رزق" أو الطبيب النفسي الذي يلجأ لعالم الغيبيات لحل الألغاز في الجرائم من خلال فيلم "الفيل الأزرق" للفنان كريم عبدالعزيز، تم تقديمه بطريقة على أنه واحد من الأمنيات المستحيلة للإنسان تحقيقها في الواقع ولكن السينما تستطيع أن تحقق الحلم المستحيل، ولكن لا يمكن الجزم بنجاح التجربة دائمًا، فالجمهور كثيرًا ما يفاجئنا باختلاف أذواقة.


واستطرد الناقد المصري نادر عدلي قائلًا: "نوعية الأكشن موجودة منذ زمن بعيد وكان فريد شوقي ملك الترسو وعادل إمام بطلًا شعبيًا في أفلامه، لكن الفرق أنه حينها لم يكن هناك انفتاح على السينما العالمية، وكانت دور العرض قليلة".

وأضاف لـ"البوابة" أنه مع ظهور جيل جديد كان ظهر الأكشن بطريقة لا تصدق مثل أفلام يوسف منصور في الوقت الذي كانت فيه الأفلام الأجنبية تزدهر أكثر فعزف الجمهور عن أفلام الأكشن المصرية، واتجه للفيلم الأجنبي رغم أن بعض قصص الأفلام الأجنبية كانت غير منطقية لكنها مصنوعة بشكل جيد.

وأضاف "عدلي"، أنه مع زيادة عدد دور العرض بدأنا نتابع كل الأفلام الأجنبية الأكشن التي حققت نجاحًا كبيرًا، ولكن عاد النضج للسينما المصرية بأفلام "ولاد رزق" و"الفيل الأزرق"، وغيرهما والجمهور بدأ يرفض الأفلام التافهة.
في حين ترى الناقدة ماجدة موريس، أن نجاح التيم المكررة يعد نجاحًا موسميًا وهي ما نسميه "الموجات السينمائية"

وتتغير بحسب أذواق الجمهور الذي اختلفت شرائحه الاجتماعية أو العمرية أو الثقافية، لأن الجمهور الذي كان يُضحكه "اللمبي" يختلف عن جمهور "إتش دبور" عن "سمير وشهير وبهير" وهكذا.

وأكدت لـ"البوابة" أن المزاج يتبدل مع صعود تيار سينمائي معين في عدة مواسم، ففي عام ٢٠٠٣ ظهر فيلم "مافيا" في عز موجة الأفلام الكوميدية وأصبحت الأفلام تسعى لتقديم الأكشن لحصد نفس نجاح "مافيا" في ظل تواجد الموجة الكوميدية، لكن اختلفت بظهور أفلام أحمد حلمي ثم أحمد مكي وتغيرت الموجة وتأرجحت بين الكوميدي والأكشن.

وأردفت أن الوعي بدأ يتضح مع بداية ظهور "الفيل الأزرق" و"ولاد رزق" في الوقت الذي حدثت فيه تحولات في أمزجه الجمهور والشرائح التي تدخل السينما، ولم يعد محمد رمضان ملك جمهور التكاتك والميكروباصات هو النجم الذي تهوى الجمهور أفلامه بدليل سقوط كافة أفلامه الأخيرة بداية من "واحد صعيدي، آخر ديك في مصر، الديزل، جواب اعتقال، الكنز"، منوهًة أن آخر أفلامه التي نجحت كان "شد أجزاء".

وأرجعت نجاح محمد رمضان في "عبده موته" و"قلب الأسد"، و"الألماني" للشرائح التي كانت متصدرة للمشهد في المجتمع وقتها والتي كانت تشبه ما يقدمه، فاتجه للأكشن الشعبي مبينًة أن الجمهور الحالي ليس هو الذي بدأ مشاهدة نتفليكس منذ 4 سنوات وأصبح لديه وعي واحتياج لمشاهدة أفلام مصروف عليها بفكر مصري فعندما عرض "ولاد رزق" و"الفيل الأزرق" جذبا الجمهور.

للمزيد من قسم اخترنا لكم: