هو نجم كبير لم يكن مثل غيره من أبناء جيله الذين عملوا في الوسط الفني، حيث استطاع أن يخلق لنفسه مسارًا خاصًا، فتميز بأدائه المخلص والخالص لفنه وتوحده مع شخصياته التي يقدمها من عمل لآخر، ومع أدوار الشر التي غلبت على مسيرته الفنية كان حريصًا على التلون والتجدد في طريقة التجسيد للشر، حتى تخطت شهرته الأقطار والحدود، إنه الفنان المصري الكبير محمود المليجي.
وبمناسبة مرور الذكرى الـ109 على ميلاد محمود المليجي، ترصد "البوابة" أبرز ما في حياته الفنية والخاصة.
ولد الفنان محمود المليجى في حي المغربلين بالقاهرة وترجع أصوله لقرية مليج بمحافظة المنوفية، ونشأ في بيئة شعبية حتى بعـد أن انتقل مـع عائلته إلى حيّ الحلمية، وبعد أن حصل على الشهادة الإبتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.
محبة محمود المليجي للفن والتمثيل كان وراء هذا الاختيار حيث أن الخديوية مدرسة كانت تشجع على التمـثيل، فمدير المدرسة لبيب الكرواني كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة ليتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال: أحمد علام، جورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق.
في أحد عروض فرقة المدرسة المسرحية، كان من بين الحاضرين الفنانة فاطمة رشدي، التي هنأت المليجي بعد انتهاء العرض على أدائه الجيد لدور "ميكلوبين" في مسرحية "الذهب"، ودعته لزيارتها في مسرحها حيث عرضت عليه العـمل في فرقتها بمرتب قدره أربع جنيهات شهريًا، عندها ترك المليجي المدرسة لأنه لم يستطع التوفيق بينها وبين عمله في المسرح الذي كان يسيطر على كل وجدانه
قدم محمود المليجي مع فاطمة رشدي مسرحية "667 زيتون" الكوميدية، كمـا جسد دور "زياد" في مسرحية "مجنون ليلى"، وكان أول ظهور له في السينما في فيلم "الزواج"، الذي أنتجته وأخرجته فاطمة رشدي، وقام هو بدور الفتى الأول أمامها، وبعـــد أن تم حل فرقة فاطمة رشدي، عمل المليجي كملقن في فرقة يوسف وهبي المسرحية، ثم انضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية .
لعب محمود المليجي أول أدوار الشر عام 1939 في فيلم "قيس وليلى" وأطلق عليه لقب "شرير الشاشة"، كما خاض تجربة الإنتاج السينمائي عام 1947، فقدم "الملاك الأبيض والأم القاتلة والمغامر"، وكون ثنائيا فنيا مع فريد شوقي وقدما معا أفلاما ناجحة منها "حميدو وسواق نص الليل ورصيف نمرة خمسة" وغيرها، كما لعب في أفلام يوسف شاهين أدوارا مختلفة مثل الإنسان الطيب والأب الحنون حيث خرج من نمط الرجل الشرير.
-حصل على وسام العلوم والفنون عام 1964.
-وسام الأرز من لبنان عن مجمل أعماله الفنية فى نفس العام.
-في عام 1972 حصل على الجائزة الأولى عن دوره في فيلم "الأرض".
حلم العالمية او الاقتراب منها يداعب خيال اي فنان ولكن مع هذا نجد المليجي يعتذر عن المشاركة في بطولة فيلم عالمي مع صديقه الممثل الأمريكي روبرت تايلور، في فيلم "وادي الملوك" حيث ان دور المليجي في الفيلم كان أن يقوم مواطن مصري ببيع آثار بلاده للراغبين في اقتنائها من الأثرياء ومن يقوم بالدفاع عن تلك الجريمة هو شخص أجنبي.
وهنا رأى "المليجي" أن هذا الدور سيكون "سُبة" في جبين المصريين وسوف يرسخ مفهومًا سلبيًا لدى الغرب تجاه المواطن المصري ما جعل المليجي يسارع برفض الدور فهو لم يرفضه حبًا في الشهرة أو الفرقعة الإعلامية ولكن لإيمانه الشديد بأن الآثار هي الرمز الأساسي لتاريخ الأمم وإذا ما قام المصري ببيع آثار أجداده فماذا يتبقي له ؟ واعتذر المليجي للمخرج عن اداء الدور، مؤكدا له انه لن يجد شخصية مصرية تقبل مثل هذا الدور.
ارتبط الفنان محمود المليجي، عدة مرات فتعرف على الفنانة "علوية جميل"، أثناء عملهما معًا في فرقة يوسف بك وهبي، لتنجذب إليه وتقف بجواره بعد وفاة والدته، ويتزوجا بعد أن شعر بأنها يمكن أن تحل محل والدته فقرر الزواج منها.
احتلال علوية مكانة والدته فقط، جعلته يبحث عن حب حقيقي في حياته، إلى أن قابل الفنانة لولا صدقي، فأحبها لكن ضعف شخصيته أمام "علوية" جعله يفقد القدرة على الارتباط بـ"لولا" ولو سرًا.
وفي عام 1963 تزوج محمود المليجي سرًا من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة درية أحمد، لكن خبر زواجه لم يخف كثيرًا على "علوية" فأجبرته على تطليق زوجته الثانية وخصوصًا أن عدم قدرته على الإنجاب كانت إحدى وسائل "علوية" في فرض سيطرتها عليه.
غير مسار حياته وشخصيته وقرر التخلي عن خوفه في نهاية السبعينيات، عندما تزوج من الفنانة الراحلة سناء يونس، ولكنه اتفق معها على عدم إعلان خبر زواجهما حفاظًا على مشاعر زوجته الأولى، وهو ما كشفه الناقد الفني "طارق الشناوي" في أحد اللقاءات التلفزيونية، قائلًا: "بعد رحيل المليجي أجريت مع سناء يونس، حوارًا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، ولكن قبل النشر اتصلت بي وطلبت مني ألا اكتب شيئًا فهي أيضا لم ترضى أن تغضب زوجته علوية جميل.
في 6 يونيو عام 1983 توفي المليجي،- تاركا وراءه 750 فيلما سينمائيا وتليفزيونيا و320 مسرحية وعشرات المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، وجملته الشهيرة "ياأخي الدنيا دي غريبة قوي.. الواحد ينام ويقوم وينام ويقوم وينام" أنهى بها الراحل محمود المليجي حياته خلال تصويره فيلم "أيوب" مع الفنان عمر الشريف، كلمات قليلة قالها وأعتقد مخرج الفيلم هاني لاشين وفريق العمل أنه يطلق دعابة لكنه كان بالفعل فارق الحياة الأمر الذي أصاب دهشة المتواجدين بموقع التصوير.
للمزيد من قسم اخترنا لكم:
- آخرهم أيمن رضا وإليسا .. هل إعلان الاعتزال استغلال لعواطف الجمهور أم ضجّة فنية؟.. نقاد يجيبون
- في الذكرى الـ36 لرحيل فايزة أحمد.. طلبت الزواج من محمد سلطان وتعرضت للتنمر وسرطان الثدي أنهى حياتها
- منها فستان رانيا يوسف وقبلات الفيشاوي لزوجته.. مشاهد مثيرة للجدل في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي (فيديو وصور)