عامر العلي: بداياتي كانت في الأعمال التاريخية.. والجمهور يرفض "تسطيحه"

تاريخ النشر: 31 مارس 2022 - 10:28 GMT
عامر العلي
عامر العلي

اينما حل، ينتزع نجمة التميز والاستحقاق، برع في كافة الساحات الفنية، فقد احبها، وبشغف كبير، ودافع عنها من دون تمييز.

تلقفه المخرجون بعد تألق منقطع النظير في مسلسل صلاح الدين، للراحل الكبير حاتم علي، الا انه بعد عدة ادوار تاريخية فضل الانعطاف قليلا، ليثبت ان له مكان في جميع الساحات.

الفنان السوري المميز عامر العلي، وعلى هامش عرض مسرحية كاستينغ في مسرح الشمس في العاصمة الاردنية، قال لموقع البوابة ان الفنان بحاجة احيانا لضبط ادواته، خاصة مع تعدد الخيارات بين السينما والمسرح والدراما والدوبلاج .

  ما بين هذه الخيارات اين وجد الفنان السوري عامر العلي نفسه؟

 

-  فعليًا انا حلمي الأساسي والذي دخلت فن التمثيل من أجله هو السينما، لكن في النهاية فن التمثيل بشكل أساسي يبدأ من المسرح، وانا درست معهد مسرحي، تخرجت واشتغلت في التلفزيون والسينما

لكن بين فترة وأخرى أشعر بأني بحاجة لإعادة ضبط لأدواتي وهذا ما يمنحه المسرح لأي ممثل،  أنا احب المسرح بشكل كبير.. ولكن حلمي هو السينما.. أما العمل في الدوبلاج والتلفزيون فهو من أساسيات هذا الفن وهو عمل ممتع، الا أن الحلم هو المسرح والسينما"

بدأت حياتك الفنية بالمسلسل التاريخي صلاح الدين للراحل حاتم علي، وبقيت لفترة في الركن التاريخي، ما هو السر؟

 

 مع بداية مشواري في الفن كانت الأعمال التاريخية منتشرة في تلك الفترة.. وبحكم نبرة صوتي وموهبتي في ركوب الخيل.. كانت بداياتي من الأعمال التاريخية

الأعمال التاريخية صعبة، وأنا أحبها وأحب ان اشاهدها سواء العربية أو الغربية، ونجحت في هذا النوع من الأعمال لذلك أصبحت اتلقى الكثير من العروض التي تتعلق بالأعمال التاريخية.. وهذا ما حبسني في بداية تخرجي ضمن الأعمال التاريخية

هل نقص في الخيارات دفعك لقبول الادوار التاريخية في البداية؟

 ابدأ الخيارات موجودة ، لكن الأعمال التاريخية ممتعة، ولا يستطيع اي فنان ان يقدمها بشكل جيد.. الا انها تملك جمهور محدد.. وانا قمت الابتعاد عنها لفترة والدخول في الأعمال الاجتماعية من أجل التنويع

وجهت انتقادات لاذعة لمسلسلات البيئة الشامية، هل تعتقد انها خرجت عن هدفها؟

هناك أعمال رائدة في البيئة الشامية مثل الخوالي، وليالي الصالحية أيام شامية، هذه الاعمال قدمت البيئة الشامية بطريقة احترافية.. وبعد نجاحها وخاصة بعد عرض مسلسل باب الحارة اصبحت "ترند" في تلك الوقت مما دفع شركات الإنتاج التهافت عليها وبالتالي أصبح هناك استسهال في هذه النوعية من الأعمال"

اصبح اي شخص يكتب اي نص، مع استخدام نفس الملابس واماكن التصوير.. لذلك حينها انتقدت تحول الدراما السورية إلى دراما بيئة شامية فقط.. الدراما السورية متنوعة.. في احدى الفترات حصروا الدراما السورية في هذه النوعية.. وهنا كان سبب اعتراضي، وانا لست ضدها.

شخصيا، انا احب أعمال البيئة الشامية وعملت بها سابقًا حيث شاركت في مسلسل قمر الشام، ومسلسل صدر الباز، بسبب النص المميز، وهناك أعمال اخرى عرضت علي لكني رفضتها كونها كانت تشبه الكثير من الأعمال الشامية

 ما هو رأيك من الانتاج المشترك الذي يجتاح الشاشات، هل هو نتيجة عجز في التمويل او النص او الاداء؟

مراقب الدراما بشكل عام يعلم أن الحروب والأزمات التي عانت منها الدول العربية في السنوات الـ 15 الأخيرة.. كانت لها تأثيراتها على الدراما.. وفيما يخص الدراما السورية وتأثرها بهذا الأمر أصبح هناك صعوبة في إنتاج اعمال سورية.. بالاضافة إلى صعوبة التصوير داخل سوريا بسبب الاوضاع.. وصعوبة بالتسويق ايضًا

ومن اجل انقاذ الدراما السورية، حرص عدد من صناعها على اضافة نجوم من لبنان والخليج ودول عربية من أجل التصوير في هذه البلدان والتسويق.. ومن هنا بدأت الدراما العربية المشتركة،  في الأساس هي مرحلة انتقالية كان هدفها إنقاذ الدراما السورية من الطمس الذي قد تواجهه"

ومع الوقت اكتشف صناع الدراما الربح الذي تدره هذه الأعمال.. ومع بداية انتشار المنصات الإلكترونية.. مع نوعية المسلسلات القصيرة.. لذلك اتجه صناع العمل نحو هذا الاتجاه.. للاسف الدراما العربية التجارة والربح بشكل أساسي لذلك توجه السوق نحو هذه النوعية من الأعمال.. الدراما السورية عانت من ظروف انتاجية، وحتى الأسماء الكبيرة المعروفة بكتابة نصوص عميقة تؤثر في المشاهدين أصبحوا غير مطلوبين لشركات الإنتاج.. أصبحت النصوص البسيطة والسطحية هي المطلوبة.. لذلك الكتاب الكبار لم يجدوا ما يقدمونه.. وشركات الانتاج اصبحت تتهافت على النصوص البسيطة والتي تدر أرباح مادية"

بالرغم من هذا هناك الكثير من الجمهور يطالبون بعودة الأعمال القوية.. رافضين هذه الأعمال و"تسطيح" الجمهور  واعتبار أنها ما ترضي الجمهور.. لذلك أصبح هناك مطالبات بعودة كتاب مثل ريم حنا، فادي قوشقجي والعديد من الأسماء اللامعة في هذا المجال