حكمت محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة أمس بعدم اختصاصها البت بالدعوى التي اقامها محامي الأقباط وعدد من القساوسة لوقف عرض فيلم "بحب السيما".
وجاء في الحكم ان المحكمة لا تختلف مع مقيمي الدعوى بل تقدر مشاعرهم ومشاعر من انضم إليهم من رجال الدين المسيحي، غير أن القضاء المستعجل غير مختص بالحكم في مثل هذه الدعاوى.
وأكد القاضي على أن اختصاص القضاء المستعجل لا يمتد ليشمل التعمق في أخذ الحق وأن ما ساقه مقيمو الدعوى يتمثل في انطباعات شخصية من مشاهدين من دون أن تكون هناك عبارات مباشرة تفيد بازدراء الطائفة، مما لا يعين المحكمة على تبين القصد منها وبالتالي تعذر عليها التعمق في دلالات ومقاصد الفيلم".
ومن جهته قال صاحب الدعوى المحامي نجيب جبرائيل لـ "الرأي العام": انه سيقوم باستئناف الحكم أمام محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة، مع مواصلة مرافعته في الدعوى المرفوعة ضد الداخلية والثقافة، والمقرر نظرها في 22 أغسطس/آب الجاري.
وأضاف انه يأسف لهذا الحكم، ولكنه يحترم أحكام القضاء، وفي انتظار الاستمرار في الدعوى.
وبدوره أشار راعي كنيسة العذراء في القاهرة ماري أنطونيوس الى أن الفيلم يمثل تعديا على العقيدة الأرثوذكسية لعرضه لحالة زواج أرثوذكسي من بروتستانتية، رغم أنه شيء مرفوض عقائديا.
هذا وكان نجيب جبرائيل ميخائيل المحامي قد أقام دعوي أمام المحكمة يطالب فيها بوقف عرض الفيلم لتعرضه لقضايا دينية تخص الأقباط الأرثوذكس دون الرجوع إلي الكنيسة لمراجعتها دينياً.. وأقام دعواه ضد المخرج أسامة فوزي والممثلين ليلي علوي ومحمود حميدة ومنة شلبي والمنتج هاني جرجس.. وقال فيها إن الفن رسالة نبيلة تعكس سلبيات المجتمع وإيجابياته ويرصد الظاهرات الأكثر شيوعاً والتي تمثل عراقيل تقدمه وتطوره. لكن فيلم "بحب السيما" فيه بعض انطباعات غريبة وغير مألوفة، وأن مشاهد الفيلم صورت في إحدى الكنائس الإنجيلية بشبرا، ولم يصور مشهد واحد في إحدى الكنائس القبطية الأرثوذكسية.
وأضاف في عريضة الدعوى ان الفيلم أظهر وجود تزمت مقيت لدي الأقباط في ممارسة صلواتهم وصيامهم وعلاقة الزوج بزوجته، وبين أن الديانة المسيحية فيها من التعقيد والتزمت بحيث يمكن أن تطيح بالعلاقة الزوجية في سبيل ممارسة الصوم.. وأن الفيلم جعل من الكنيسة وهي مكان مقدس لقاء للعشاق.. وكل هذا يؤكد أن رسالة الفيلم غير واضحة وبلا هدف.
وانتهت الدعوى إلي أن الفيلم يثير الفتن الطائفية ويكدر السلام الاجتماعي ويزدري طائفة الأقباط الأرثوذكس.
و"بحب السيما" أول فيلم مصري يعالج قضية التزمت الديني ويوجه انتقادات لاذعة للسلطة من خلال خط درامي ضمن بوتقة قبطية الأمر الذي اعتبره رجال الدين من المسيحيين مسيئا لعقيدتهم-(البوابة)