تعرض الفيلم الهندي "حياة الماعز" للهجوم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا الخليجيين منهم؛ إذ اعترض العديد على طريقة طرح الأحداث فكرة نظام الكفالة في المملكة العربية السعودية.
هجوم لاذع على فيلم "حياة الماعز"
ورغم أن مخرج الفيلم ابتدأ العرض بملاحظة تقول "أن الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب"، إلا أن الكثير كان له رأي آخر، إذ اعتبروه يحمل الكثير من التحامل على السعودية ودول الخليج، وعنصرية تجاه العرب.
فكتب أحدهم: "للاسف الفيلم معمول بروباجندا للداخل الهندي الهندوسي المتطرف ضد الإسلام! بيشتكوا من الظلم و هم بيقتلوا المسلمين يوميا بأبشع الطرق! وبيساعدوا الكيان في حربه على غزه بالجنود والأسلحة و الدعاية و الكذب! فبلاش احنا ننجح القرف ده عندنا بالكلام الكتير عنه و كمان نتخانق عليه".
وأضاف آخر أن الفيلم تطرق لحادثة فردية ونادرة الحدوث، وكتب: "فيلم حياة الماعز إنتاج سينمائي هندي ، فيه الكثير من التجني والافتراء على السعودية وشعبها الطيب ، لأنه ربما استلهم قصته من خلال حالة فردية ونادرة وقام باسقاطها على عامة الشعب السعودي ليظهر للعالم أن أخوتنا السعوديين يتعاملون مع العمالة الوافدة بنفس الطريقة المهينة وهذا اجتزاء كبير".
الفنان العماني طالب البلوشي يرد على الهجوم
وبعد الهجوم الذي تعرض له العمل، أقرَّا الفنان العماني، طالب البلوشي، الذي جسَّد دور الكفيل أن العمل تضمن نوعًا من المبالغة في الأحداث، لكن شدد على أن الفيلم لم يكن هدفه تشويه أي مجتمع.
وأضاف في تصريح له لموقع "خليجيون": "هذه حالة فرديه ولا اعتقد أن المجتمعات كلها ملائكة هناك الطيب وهناك السيء.. والدنيا حظوظ..الفيلم مأخوذ رواية عمرها 24 عاما للكاتب بنيامين بيني ومترجمة إلى 7 لغات، والفيلم عرض في دور سينما الخليج وآسيا والوطن العربي وأوروبا".
وشدد البلوشي إلى أن "نجيب" يعتبر حالة فريدة لا تمثل سائر البشر، وربما حدثت قصته في ظرف وتوقيت سيئين، مُسلطًا الضوء على الجانب الإيجابي للقصة، وهي عودة نجيب للعمل في البحرين بعد عامين من مغادرته البلاد.
وتابع كلامه: "60%من مليونيرات الهند كسبوا ثرواتهم من الخليج بل فيهم آلاف الأغنياء أصحاب الشركات الكبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي، وهم اغنياء في بلادهم والعالم".

أحداث فيلم "حياة الماعز" Aadujeevitham
الفيلم مستوحى من رواية "Aadujeevitham" الصادرة عام 2008، وهي واحدة من أكثر الكتب مبيعًا في المالايالامية. الرواية كتبها بنيامين، وتُرجمت إلى 12 لغة، بما في ذلك اللغات الأجنبية.
تدور أحداث الفيلم حول قصة للعامل المالايالي المهاجر "نجيب" الذي أُجبر على العبودية كراعٍ للماعز في المملكة العربية السعودية.
ولد نجيب في إحدى قرى ولاية كيرالا، وكان يحلم، مثل كثيرين غيره، بحياة أفضل لنفسه ولعائلته. في عام 1993، بعد أن أغراه الوعد بوظيفة مندوب مبيعات، انطلق في رحلة ستغيره إلى الأبد.
تحول الكلام المعسول للوكيل إلى كابوس عند وصوله إلى المملكة العربية السعودية، إذ لم يجد نجيب نفسه في سوبر ماركت، بل وجد نفسه معزولا في الصحراء، مجبرًا على رعي 700 رأس ماعز تحت إمرة صاحب العمل القاسي.
كان العامان التاليان عبارة عن ضبابية من الإيذاء الجسدي والعاطفي، إذ حرم "نجيب" من الضروريات الأساسية والتواصل مع أحبائه وأي مظهر من مظاهر الحرية.
قصة هروب نجيب
في إحدى الليالي المصيرية من عام 2005، سنحت الفرصة لنجيب للهرب بعدما تواجد مديره وشقيقه في الخارج، وبعد رحلة مروعة، واجه مالاياليًا آخر محاصرًا في ظروف مماثلة. أصبح هذا اللقاء المؤثر فيما بعد مشهدًا قويًا في الرواية المستوحاة من حياته.
وصل نجيب أخيرًا إلى الطريق، منهكًا لكنه مصممًا على الوصول إلى برِّ الأمان، ليعرض عليه سائق عربي، تأثر بمحنته، توصيله إلى الرياض. وهناك، وفي قلب المدينة، وجد ملاذاً في مطعم مالايالي، عرض عليه الطعام والاستحمام وحلاقة شعره، وكأنها ولادة جديدة.
وبعد لم شمله مع أقاربه في الرياض، استسلم نجيب للنظام القانوني، مثل العديد من العمال المهاجرين الذين فقدوا وثائقهم. وبعد 10 أيام من الحبس، عاد إلى منزله بشخصية مختلفة تمامًا.
واستأنف نجيب عمله كأجير يومي، وحصل على تأشيرة دخول مجانية إلى البحرين من قبل صهره بعد عامين.
نجيب يتحدث عن محنته
وفي مقابلة عام 2018 مع The News Minute، شارك نجيب محنته وتذكر الأوقات المروعة في حياته.
يقول نجيب: "لقد دفعت 55000 روبية للحصول على التأشيرة، كان علينا أن نبيع خمسة سنتات من الأرض لتدبير الأموال. لو كانت الأرض لا تزال موجودة، لكان من الممكن بيعها بمبلغ مليون روبية. وكانت الرحلة عبر مومباي. وبعد وصولي إلى الصحراء، في اليوم الثاني من سفري من المطار، لم أرى إنساناً واحداً غير رئيسي العربي وأخيه. لم أتقاضى ريالاً واحداً كراتب".
وتابع نجيب حديثه متطرقًا إلى المعاملة القاسية التي تلقاها من رئيسه، قائلًا: "لم يكن يشعر بالندم حتى عندما رآني أبكي وكان يضربني. كان علي أن آكل الكبوس القديم. كنت أستخدم حليب الماعز لتبليل الكبوس وأكله. لم يتم غسل الماعز وكانت الرائحة الكريهة موجودة في الحليب"
وأضاف: "لكن لم يكن لدي أي شيء آخر لآكله، وكان الكبوس جافًا جدًا بحيث لا يمكنني تناوله دون الحليب".
وكشف نجيب أنه لم يسمح له بالاستحمام، فكان يضطر لارتداء ذات ملابسه مرارًا وتكرارًا، يقول: "كانت الرائحة كريهة لكن بعد فترة اعتدت عليها، نما شعري أيضاً ولم يكن مسموحاً لي بقصه أو حلقه. لم يكن هناك شيء في الصحراء أو السقيفة التي تتوسطها".
وأوضح "نجيب" أنه لم يتحدث مع أي شخهص طوال العامين اللذين قضاهما هناك، باستثناء مديره.