عاش دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA) واحداً من أغرب الأعوام عبر تاريخه، تضمن وجهة غير متوقعة للقب بعد أن ذهب إلى دالاس مافريكس، وتوقف للنشاط كاد يلغي الموسم الجديد، وتسبب بالفعل بحالة غضب جماهيري.
وكان موسماً لتتويج الألماني ديرك نوفيتسكي كأسطورة لكرة السلة، ولفشل جديد لليبرون جيمس في بحثه عن اللقب، رغم أنه كان يقود هذه المرة "الثلاثي المرعب" في ميامي هيت.
وعكس كل التوقعات، حصد مافريكس اللقب الأول في تاريخه في آخر وقت كان ينتظر فيه ذلك.
فبعد عقد من صفقات القدوم والرحيل، تأهل الفريق إلى الأدوار الإقصائية من بعيد، وحسم اللقب بجدارة، وبأداء رائع.
وكان جانب كبير من التشاؤم مرجعه مدربه ريك كارلسيل، الذي كانت تسبقه شهرة الخسارة في الأدوار الإقصائية مع فرق مثل ديترويت بيستونز أو إنديانا بيسرز.
وبعدما كان يتهم دائما بأنه مدرب دفاعي، تمكن كارسيل من إعادة تدوير أفكاره واستيعاب قيمة فريق ملئ بلاعبين يتمتعون بالموهبة الهجومية، فوفق خطط لعبه على المعطيات الجديدة، وأثبت أنه مدرب كبير في سن الحادية والخمسين، رغم افتقاره الواضح للـ "كاريزما".
من جانبه، حصد نوفيتسكي في الثالثة والثلاثين اللقب الذي كان يستعصي عليه منذ وصوله إلى (إن بي إيه) عام 1998، إذ لعب دور القائد، وسجل الرميات الحاسمة في مباريات النهائي وحصل على لقب أفضل لاعب في النهائيات عن استحقاق كامل.
الإحباط الأكبر لهيت:
أما الإحباط الأكبر فكان من نصيب ميامي هيت، الذي بدا وكأنه يدور حول نفسه طيلة الموسم.
بدأ النادي رحلته نحو المنافسة على اللقب بإعلان مثير كشف فيه عن التعاقد مع ليبرون جيمس ثم انهيار شديد في شعبيته، حتى أن الفريق واللاعب كان يتم استقبالهما بصافرات الاستهجان في كل ملعب بسبب التعالي الواضح.
وبعد بداية الموسم في ظل بذر للشكوك، بدا أن الفريق وصل إلى الدور النهائي وهو في أفضل حالاته، لكن مافريكس أعاده إلى الأرض، ليثبت أن الأموال والنجوم لا تصنع فريقاً.
لكن هيت يبقى دون شك المرشح الأول للقب في الموسم الجديد.
ومجدداً ينطلق موسم يكون فيه على جيمس قيادة فريقه نحو اللقب من أجل الحصول على احترام المحللين، وهو ما لا يملكه حالياً بعد سلسلة من الإخفاقات المتكررة.
كما ساعد الموسم الماضي في تأكيد وصول نجم آخر جديد إلى المدينة، هو كيفن دورات الذي وصل بأوكلاهوما سيتي ثاندر إلى نهائي الاتحاد، وترك انطباعاً بأنه لاعب قادر على صنع المزيد في المستقبل.
وهناك أمر آخر تركه العام في (إن بي إيه)، وهو فرق مثل لوس أنجيليس ليكرز أو سان أنتونيو سبيرز أو بوسطن سيلتيكس، قدمت انطباعا بأن أجيالها الحالية قد قدمت كل ما كان لديها.
ومع نهاية الموسم، بدأت إجازة أطول مما كان منتظراً، فقد انتهى عقد العمل القديم وبدأت المفاوضات بين الأندية واللاعبين، وتقرر وقف النشاط.
كانت أيام قليلة كافية من أجل التأكد من أن المحادثات ستستغرق أياماً وأسابيع وشهور.
التباعد في المواقف بين الطرفين كان مهولاً، وفي النهاية، تم التوقيع على اتفاق جديد، قدم فيه اللاعبون تنازلات كبيرة من أجل تجنب إلغاء البطولة، وإن كان الجميع قد خرج خاسراً.
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما كان يعنيه ذلك الخلاف بالنسبة للمواطنين بأنه "صراع بين مليونيرات ومليارديرات"، خاصة مع تزامنه مع الأزمة الاقتصادية.
ومع بداية الموسم، أصابت حالة من الجنون والهيستريا البطولة، حيث كثرت بشدة صفقات بيع وشراء اللاعبين.
وأكد الأسباني باو غاسول الذي كان على وشك الرحيل عن لوس أنجيليس ليكرز: "إن بي إيه زادت مع الوقت كصفقة وتراجعت كرياضة".
أخيراً، يبدأ موسم جديد، ويصعب الحديث عن مرشحين خاصة بعد مفاجأة مافريكس في الموسم الماضي.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.