د.سعد العنزان كاد النصف الأول من شهر رمضان المبارك أن ينقضي ولم يبق إلا النصف الآخر الذي أنزل فيه القرآن في ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر والذين فهموا أن الصوم هو امتناع عن الأكل والشراب والجماع في نهار رمضان يسرهم أن تنقضي الأيام الباقية اسرع من سابقاتها.
أما المؤمنون حقًا الذين يفهمون عبادة الصوم ومقاصدها الشرعية فإنهم يتحسرون على ما فات ويشفقون مما هو آت.
وشهر رمضان هو شهر تتربى فيه الأمة الإسلامية على طاعة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه والصوم في حد ذاته من افضل العبادات إلى الله، فعن أبي سعيد الخدري– رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا).
وفي الصوم شفاء للأبدان كما انه شفاء لما في القلوب والدليل على ذلك ما نراه من انخفاض في عدد المترددين على المستشفيات والمصحات الخاصة لأن المعدة التي يدخل فيها الطعام هي بيت الداء ولا دواء لها إلا بتقليل الطعام وتنظيم أوقاته.
واهتمامنا بالصلاة في أوقاتها المعلومة وأدائها في جماعة وما يصاحبها من خشوع يجب ألا يكون ذلك قاصرًا على شهر الصوم فقط فما تفعله في رمضان يجب أن يكون منهجًا تسير عليه بحيث لا نفصل بين شهر رمضان وبقية الشهور ففي هذه الأمة من يقومون بأعمال طيبة مثل صيام الاثنين والخميس وفيها أحاديث كثيرة وآخرون يصومون ستة أيام في شهر شوال وكذلك الأيام البيض وهي ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر في كل شهر فضلاً عن يومي عرفة وعاشوراء.
وبمناسبة الشهر الكريم هذا ينبغي أن تقوم المساجد بدورها في توجيه الناس وحثهم على الإقلاع عن كل ما هو ضار على صحة الإنسان كالإسراف في الطعام والتدخين وبيان آثاره المدمرة وعلى الأطباء المسلمين أن يوضحوا في المساجد معجزات القرآن وسبقه العلمي في كل المجالات. والإعلام بكل أجهزته مسؤول عن صياغة برامج هادفة تخلص المجتمع من الرذائل وتساعد على بناء جسور اجتماعية تعتمد على احترام وبر الوالدين والصدق والإخلاص في العمل وتوخي الحلال والابتعاد عن المحرمات والشبهات وأن يكون الأصل في أي علاقة هو ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.