زيادة أمراض التخمة والمعدة تناقض حكمة الصوم

تاريخ النشر: 30 يوليو 2012 - 01:06 GMT
الاقبال الزائد على شراء المواد الغذائية يناقض مفهوم رمضان
الاقبال الزائد على شراء المواد الغذائية يناقض مفهوم رمضان

حالة من الطوارئ تشهدها أسواق الخضراوات والفواكه خلال شهر رمضان المبارك، إذ يتسابق الجميع لشراء ما لذَّ وطاب من المأكولات والمشروبات بقدر يفوق حاجاتهم الأساسية، وفي وقت الإفطار تمتلئ الموائد بأصناف شتى لا تعد ولا تحصى. هذا المشهد نراه يومياً في حياتنا الرمضانية طوال الثلاثين يوماً بعد أن صار رمضان شهراً للشراهة والإسراف، وكأن الناس لا تأكل إلا في رمضان، فتزداد النفقة وترتفع فاتورة الأطعمة والمشروبات وترتفع معها أسهم الأمراض حتى ارتبط رمضان بأمراض التخمة والمعدة، وبهذا ضيعنا أصول الصيام، والتي منها محاربة الإسراف في الإنفاق والترغيب في الاعتدال.

وتقول د. الهام شاهين أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: شهر رمضان هو شهر عظيم على الأمة الإسلامية تنهل من فيضه، وتنال الثواب والأجر، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو دعوة لجسم سليم وقلب تائب، وقد شرع الصيام فيه من أجل غرس قيم إيمانية تحث على الصبر والاحتمال والارتقاء بالنفس، إلا أنه في هذا الشهر للأسف تتغير عادات الناس ويصبح شغلهم الشاغل هو حشو البطن بأصناف الطعام والشراب، وكأن الناس لا يأكلون ولا يشربون إلا في رمضان، وكأن رمضان هو شهر الأكل والشرب والشراهة، وما يتبع ذلك من تكالب على محال السوبر ماركت لتخزين الطعام.

وفي الحقيقة فإن هذا كله يعد أهم سلبية في تعاملنا مع رمضان، ولا علاقة لذلك بشهر الصوم والتقرب إلى الله، بل إن هذا يخالف تعاليم الله لعباده في قوله تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وقال ابن عباس «أحل الله تعالى في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفاً أو مخيلة»، في إشارة إلى حرمة الإسراف في الأكل والشرب سواء في رمضان أو غير رمضان، بل تزداد درجة الحرمة في رمضان، والذي أساسه هو شهر الاقتصاد والإقلال من الطعام والشراب لترويض النفس على الطاعة وترك الشهوات ونزغات الشيطان في سبيل تحقيق التقوى لله تعالى.