قديما كان شهر رمضان المبارك موسما لكل ما هو مقبول من عبادات وعادات ومن ثم ارتبط بأجل الأعمال وفضائل الأخلاق يأتي في مقدمتها الجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام، أما الآن- وللأسف- فقد تبدلت الأوضاع وانقلبت الأحوال ففي ظل عصرنا الحديث أصبح المسلمين ينتظرون رمضان من أجل التمتع بعادات وسلوكيات ما أنزل الله بها من سلطان وتأتي ما يسمونه بالخيمة الرمضانية في مقدمة هذه العادات وتلك السلوكيات والتي انتشرت مؤخرا في مختلف المجتمعات العربية والإسلامية وفيها يتسابق الشباب على الرقص الخليع والغناء الهابط وتناول الشيشة والسهر حتى الساعات الأولى من الصباح في اللهو والعبث وقد تركوا القيام وقراءة القرآن.
يؤكد د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أن الأمر المؤكد أن الله تعالى شرع الصوم على المسلمين من أجل بلوغ غاية محددة ومعلومة وهي تحقيق التقوى وفي هذا قال الله تعالى في محكم آياته «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» أي أن تقوى الله والالتزام بأوامره ونواهيه هي غاية الصيام والهدف الاساسي والأوحد منه.
ويقول: الله تعالى خص شهر رمضان بهذه العبادة السامية والمقدسة كما خصه بتشريف وفضل آخر وهو نزول القرآن الكريم في ليلة منه وهي خير من ألف شهر وبهذا وذاك اكتسب شهر رمضان مكانة مرموقة من بين شهور العام ومنذ أن شرع الله الصوم في شهر رمضان وحافظ المسلمون الأوائل في مختلف العصور على هذه القيمة والمكانة المقدسة وكانوا ينتظرونه بفارغ الصبر حتى يغتنموا فرصته للتقرب إلى الله تعالى ومن ثم كان بالنسبة إليهم بمثابة فرصة وتجربة سنوية لتطهير القلوب وصفاء النفوس وتحقيق أكبر قدر ممكن من الطاعة والثواب والأجر، وعلى مر الأيام والشهور والسنين والعصور بدأت تلتحق بشهر رمضان الكثير من العادات والسلوكيات والمتغيرات والتي منها المقبول ومنها المرفوض حتى بلغ رمضان عصرنا هذا والذي تبدلت فيه المعايير واختلفت فيه المقادير والأوزان.
ومن هنا بدأت تنتشر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية العديد والكثير من المظاهر والعادات الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان ولعل أهم هذه الأمور هي ظاهرة الخيم الرمضانية التي انتشرت بيننا في الآونة الأخيرة ضمن الشوائب التي لحقت بالشهر الكريم وأفسدت الكثير من معانيه وقيمه وفضائله وذلك لما تحتويه هذه الخيم من أمور خارجة لا تتفق تماما مع قدسية وروحانية الشهر الكريم. ويشير إلى ضرورة وضع حد لمثل هذه الأمور الوافدة إلى بلادنا العربية والإسلامية وهي تطمس معالم مناسباتنا الدينية وتخرجها من معانيها وأهدافها التي أرادها الله تعالى بغية مصلحة الإنسان نفسه.