النظرة الاستراتيجية لبنك ساراسين: المخاطر والاختلافات السياسية لم تؤثر على التقييمات الجذابة

خلصت آخر نظرة إستراتيجية لمجموعة ساراسين عن وجود تناقضات بين سياسات وإجراءات التراجع المزدوج التي تخيف البنوك المركزية في الغرب وبين التضخم الذي يخيف صانعي السياسات في الشرق. يضاف إلى ذلك صدمة أسعار النفط في الربع الأخير والتعطيل المستمر لسلاسل التوريد العالمية في أعقاب الزلزال والكوارث النووية اليابانية، الأمر الذي ساعد على تفسير سبب موجة الأعصاب التي تواجه الأسواق المالية العالمية. ومع ذلك، فإن الأرقام القياسية تشير إلى أن معظم الأسهم لا تزال في المنطقة الإيجابية لهذا العام، بينما تقلبات السوق هي مجرد جزء بسيط مقارنة مع المستوى الذي وصلت إليه في الأزمات السابقة. ومع ربع آخر يمضي بأرباح قوية وتدفقات نقدية شبه قياسية فإن مجموعة ساراسين تواصل تسليط الضوء على الأسهم العالمية الممتازة كأصول مفضلة في العام 2011.
النسخة المصغرة من المعضلات التي تواجه مخاوف المصرفيين من التراجع المزدوج في الغرب وتواجه صانعي السياسات من مخاوف التضخم في الشرق، تدور رحاها في أوروبا، فمن شأن النمو المتزايد في المركز الأوروبي أن يغطي على الإنهيار شبه الكامل لاسواق الديون اليونانية والتحذيرات من إنخفاض السندات الإيطالية وتجدد الصراع السياسي والاقتصادي في بقية المحيط الأوروبي. هذا وقد وجد البنك الأوروبي المركزي نفسه غير مرتاح لما يجري في الوسط، الأمر الذي جعله يدعو إلى مزيد من الإجراءات لتوطيد الميزانية في المحيط الخارجي لاوروبا مع مزيد من التحويلات المالية من المركز باتجاه المحيط.
وقال غاي مونسون، رئيس لجنة السياسة الاستثمارية: "ليست الأسواق فقط إنما البنوك المركزية هي أيضاً شديدة الحساسية لعلامات الضعف الاقتصادي. والتحفيز هو الهدف المعلن من جانب الاحتياطي الفيدرالي لدرء الإنكماش. هناك ببساطة الكثير على محك الخروج المبكر. إذا كانت علامات الضعف الإقتصادي الحالي لاتزال قائمة فإننا توقع أن الاحتياطي الفيدرالي لن يدفع نحو الخروج من التسهيل الكمي ولكن أيضا البحث عن سبل جديدة لتحفيز النمو".
من جانبه قال السيد بوركهارد فارنهولت، الرئيس التنفيذي للاستثمار: "على الرغم من تباين السيناريوهات الاقتصادية بين الشرق والغرب، فإن أرباح الأسهم العالمية لا تزال تنمو وقد فاقت تقديرات الربع الأخير مع إرتفاع بعض الأرباح المذهلة ومع توقعات التدفق النقدي فإن سياستنا لاتزال نفسها اتجاه الأسهم العالمية التي تستمر بكونها أفضل رهان وفي جميع الاتجاهات في مواجهة سياسة عدم اليقين".
في آسيا والعالم الناشئ، الخوف من التضخم والتكاليف الباهظة لبرامج الدعم لحماية المستهلك من إرتفاع أسعار الطاقة قد أفسح الطريق لسياسة مالية أكثر صرامة وزيادة في التسامح اتجاه ارتفاع قيمة العملة. وقد بدأ تشديد متطلبات الاحتياطي المصرفي مرة أخرى، وارتفاع أسعار الفائدة، وتواصل حديث السياسيين حول مخاطر التضخم بشكل شبه يومي، كل ذلك على الرغم من التصحيح الجزئي في أسعار الطاقة والسلع خلال الأسابيع الماضية. وتتوقع مجموعة ساراسين المزيد من الإجراءات النقدية التي ينبغي أن تؤدي إلى تباطؤ في جميع أنحاء المنطقة.
تنتهي مجموعة ساراسين إلى أن حقيقة المكاسب ستعود إلى أسواق الأسهم والتي يبدو أنها ستكون متواضعة هذا العام للوقوف في مواجهة مثل هذه التحديات لاسيما في ظل تقلبات السوق في جزء واحد فقط من المستويات التي حدثت بعد أزمة ليمان أو أول إنهيار للسندات اليونانية. وقد ساعدت الحاجة الملحة إلى انخفاض اسعار السلع الاساسية والطاقة وسوف تواصل القيام بذلك.
آثار السياسة الاستثمارية
إن ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي وتقلب اسعار النفط والغذاء وخطر ارتفاع اسعار الفائدة ليست المؤشرات الكلاسيكية لقوة أسواق الاستثمار. بالتأكيد أنها تحمل المخاطر للمحافظ العالمية ذات الفائدة الثابتة والأسهم التي تتمتع بتصنيف عالي والأصول العقارية في العالم الناشيء. لكن كما أشارت مجموعة ساراسين إلى أن الأسهم العالمية الممتازة ستبقى رخيصة لبضعة أشهر لذلك يجب أن تبقى قادرة على البقاء في ظل هذا التباطؤ المؤقت، في حين لاتزال معدلات النمو العالمي قوية بما يكفي لدعم نمو أرباح الشركات.
تقليص مديونية الإنتعاش الإقتصادي إلى جانب شركات المحافظ المتشددة تؤيد كل من الأرباح وأنتشار سياسة التشديد الإئتماني. واليوم مع الإنتشار الضيق فقد بدأت مجموعة ساراسين الحد من الإستثمار في سندات الشركات باستثناء تلك السندات التكتيكية التي تمتلكها البنوك.
على الرغم من أن مجموعة ساراسين تتوقع أن تؤدي إعادة هيكلة الديون اليونانية أو البرتغالية أو الأيرلندية السيادية إلى تقلبات كبيرة في الأسواق، إلا أنها التقصير اليوناني من المرجح أن يقود إلى أرباح متواضعة نسبياً حتى بالنسبة للأسماء الأوروبية الممتازة مع أثر قليل على المدى الطويل. وهذا لا يعني أن البنوك المحلية وأسماء من الدرجة الثانية لن تعاني من نضوب كبير في رأس المال ، مما قد يدفعها إلى احتضان بعض المساعدات الحكومية.
الإنسحاب الذي حدث مؤخراً في الأسواق قاد معظم اسواق الاسهم الكبيرة إلى متوسط تدوال أقل من معدل الـ 20 يوماً المتحرك، وبينما تدرك ساراسين أن هذا التصحيح قد يتواصل، فهي ترى في هذا فرصة لزيادة التعرض لمستويات أخرى في أسواق اليوم بتشجيع من المستويات المنخفضة بشكل ملحوظ لتقلبات السوق في جميع الأرقام القياسية العالمية. الشركات في صحة مالية قوية، والهوامش آخذة بالتحسن ويتم ضبط هذه التحسنات لتحقيق تحسن إضافي خلال العام 2012، حيث تواصل الشركات تقليص تكاليفها وزيادة الرفع التشغيلي. وقد تبدأ الأسهم ذات الرأس المال الكبير بوضع نهاية لـ 12 عاماً من الأداء المتواضع مقابل الأسهم ذات رأس المال المتوسط بدعم من انخفاض نسبة التقييمات السعرية للتدفق النقدي التي هي أقل بكثير من المتوسط على المدى الطويل مما يجعل الأسهم الممتازة جذابة بشكل خاص.
من المرجح أن تبقى أسعار النفط وتقلبات أسواقها قوية في ظل غياب واضح لزيادة الإنتاج. وإذا تم تحسين ظروف العرض فإن بداية النهاية المؤقتة لارتفاع أسعار سوق الطاقة التي استمرت لما يقرب العقد من الزمن ستكون وشيكة.
لاتزال توقعات العملة بالنسبة لمجموعة ساراسين تشير إلى فائض متواضع في عمليات بيع الدولار الأمريكي، بالرغم من قوته خلال الأسابيع الأخيرة. ضعف الين المتواضع مشجع لكن لا ينبغي إستبعاد مزيد من التدخل. أما الزيادة في قمية العملة الصينية فتبدو صغيرة إلا أنها منتظمة ومتواصلة وتسمح لغيرها من العملات الآسيوية في الإرتفاع وهذا أمر إيجابي لأرباح المصدرين الأوروبيين والأمريكيين.