المولات.. عروض تستقطب المواطنين الأردنيين

تاريخ النشر: 23 يناير 2012 - 04:10 GMT
عروض المولات (المراكز التجارية) يمكن تقسيمها إلى عدة مستويات تبعاً لنوعيتها واستهدافاتها وأسعارها
عروض المولات (المراكز التجارية) يمكن تقسيمها إلى عدة مستويات تبعاً لنوعيتها واستهدافاتها وأسعارها

تعتبر العروض التجارية المتواصلة في المولات الكبرى من اهم عوامل الجذب للمستهلكين في الاردن، فما تقدمه من فروقات كبيرة في الاسعار يصب دائما في مصلحة المواطنين، وبالتالي فإن التنافس الكبير ما بين هذه المولات التي اصبحت تنتشر في مختلف مناطق المملكة وخصوصا في المدن الكبرى له ابلغ الاثر في حصول المواطنين على السلع التي يحتاجون اليها باسعار في متناول اليد، وتشمل العروض في العادة عددا كبيرا من السلع الغذائية مثل الارز واللحوم والدجاج والبيض والمعلبات.

متنفس للمواطن

المواطن فؤاد محمود، قال ان الاسواق التجارية الكبرى شكلت متنفسا كبيرا للمواطنين، حيث ان العروض التجارية التي اصبحنا نراها دائما في الاسواق التجارية حسنت من قدرة المواطن الاردني على الشراء، وهذا بسبب حالة التنافس في جذب الزبون، وبالتأكيد ان هذا يعتبر مؤشرا ايجابيا جدا، ولكن نحن نتمنى ان تمتد حالة التنافس الى المستوردين لكي تنخفض اسعار الجملة على التجار.

سلع في متناول اليد

اما يونس مشارفة وهو موظف في القطاع الخاص فقال: ان ارتفاع الاسعار بات تشكل هما كبيرا على المواطنين الاردنيين، لذا فإن انتشار ظاهرة المولات التجارية اسهم الى حد كبير في تحسين الظروف المعيشية للمواطن، وحد من الغلاء الفاحش الذي عانت منه البلد في الفترات السابقة، فقد اصبحنا نشهد عروضا تجارية في هذه المولات مكنت المستهلكين الاردنيين من التسوق ضمن حدود قدراتهم ووفرت لهم السلع باسعار معقولة.

عروض جيدة

امينة عبد الله ربة بيت اكدت ان مشاهد الازدحام في المولات التجارية الكبرى تعبر عن نجاح هذه المولات في جذب المتسوقين، فاليوم ليس كالامس ولم تعد الاسواق التجارية الكبرى فقط لطبقة الاثرياء، فقد انتشرت هذه المولات في مختلف المناطق وباتت تقدم عروضا جعلت اسعارها في متناول يد جميع المواطنين، امكانيات ضخمة محمود نصار، مشرف ادارة في احدى الاسواق التجارية الكبرى، قال ان ما تقوم به هذه المولات من عروض يناسب كافة شرائح المجتمع، وبأسعار منافسة، حيث تضع عدة بدائل من السلعة لتكون في متناول يد كل مواطن حسب قدرته الشرائية ، وخاصة السلع الاساسية منها، واكد نصار ان العروض التجارية بما تقدمه من تخفيضات على الاسعار لا علاقة لها بقرب انتهاء صلاحية المواد المشمولة بالعروض، وأكد ان اهم الأسباب التي ميزت المولات التجارية عن محلات البقالة والسوبرماركت هو وجود فوارق بالإمكانات المادية والقوة الشرائية التي تكون طبعا اكبر عند المولات الكبرى، وكذلك انخفاض التكلفة نتيجة للحصول على خصومات من الموردين بسبب حجم مشترياتها الكبيرة، وبالتالي قدرتها على منح عروض مميزة.

ثقافة جديدة

الخبير الاقتصادي حسام عايش قال: ان ثقافة المول هي ثقافة جديدة أخذت تنتشر بين الناس، فالمول أصبح بالنسبة لكثير من المواطنين مكان التسوق المفضل، نظراً لاتساعه وتعدد المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم فيه، وأيضا لكونه متجرا كبيرا يقدم كافة المنتجات والاحتياجات الغذائية والاستهلاكية التي تهم المواطن وأسرته، وبين عايش انه وبغض النظر عن كون ثقافة المول مستوردة بحكم أنها اختراع أمريكي في الأساس إلا أن الناس يتكيفون مع تلك الثقافة بل ويتقبلونها ويتفاعلون معها سواء كان ذلك عن إدراك أو قلة إدراك، وهذا طبعا سيترتب عليه تأثير على بعض العادات والتقاليد والسلوكيات، فقد أضحت تلك العروض التجارية علامة فارقة للمولات، بل و أحد أهم الوسائل الترويجية التي تعتمد عليها لاستقطاب المستهلكين، وزيادة حصتها في السوق.

اسبابها مختلفة

واضاف عايش :عروض المولات(المراكز التجارية) يمكن تقسيمها إلى عدة مستويات تبعاً لنوعيتها واستهدافاتها وأسعارها، فهناك عروض تشتمل على المواد التموينية والغذائية والتي قد تكون بحالة جيدة وربما كمياتها محدودة أو أنها بمثابة طعم السنارة لجذب المستهلكين، وهناك عروض تتعلق بمواد قاربت صلاحيتها على الانتهاء أو أن تلك الصلاحية قد أصبحت في الشهر الأخير منها، وهناك عروض لمنتجات وسلع على مواد صلاحيتها مستمرة لسنة قادمة أو أكثر لكن إقبال المستهلكين عليها كان أقل من المتوقع، وهناك منتجات ومواد غذائية قد تتلف اذا لم تٌبع خلال فترة قصيرة لذلك تكون هناك عروض مغرية عليها، وهناك عروض لمنتجات وسلع جديدة في السوق ويكون عرضها من قبيل الترويج الاعلاني، وهناك عروض تفرضها المنافسة المحتدمة بين المولات لاستقطاب الزبائن.

اغراء لا يقاوم

وبين عايش أن أكبر مشكلة يعاني منها زبائن العروض هو انفاقهم بأكثر مما تتحمل ميزانيتهم لشراء صنف أو أصناف بكميات تفوق احتياجاتهم، وبالتالي يتعرض بعضها للتلف بعد مدة إذا لم تستعمل، واجبارهم على شراء سلع ومواد اضافية ملحقة دون حاجة اليها او رغبة باستعمال نوعيتها، كما ان الذهاب إلى المولات دون تخطيط مسبق أو تحت ضغط تلك العروض يؤدي إلى شراء مواد ومنتجات قد لا يكون المستهلك بحاجة إليها، وربما لم يفكر بشرائها لو لم تكن مركونة في المول تحت يافطة العروض، أيضا فإن تنوع تلك العروض وكثرتها قد يطيح بفكرة التوفير نفسها إذا وجد المستهلك نفسه تحت ضغط انتشارها في الارجاء وهي تعترضه في كل حركة من حركات عينيه وقدميه، وبالذات اذا كان بصحبة أفراد أسرته الذين يتعرضون هم أيضا لإغراء عروض أو سلع ومواد أخرى، حيث يتم شراؤها دون أن تكون ضمن أولويات المستهلك، وربما يشترى كميات إضافية من السلع غير المعروضه اكثر من شرائه لتلك التي تتضمنها العروض المباشرة.