المكرمون بجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون 2011 يرتقون بالمشهد الثقافي والفني في المدينة إلى آفاق جديدة

ساهمت الدورة الثانية من "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون"، التي تكرم الأفراد والمؤسسات ممن قدموا مساهمات بنَّاءة، لعبت دوراً في إثراء الحركة الفنية في دبي، في تسليط الضوء على الجهود المستمرة التي يبذلها داعمو الفنون، ودورهم الحيوي في تعزيز مكانة إمارة دبي على الساحة الثقافية في العالم، من خلال تعزيز الأنشطة الفنية فيها.
تمثل "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون" أحد مبادرات من "هيئة دبي للثقافة والفنون"، دخلت مؤخراً عامها الثالث. وكرمت في دورتها الثانية 40 من داعمي الفنون الذين بلغت قيمة مساهمتهم المالية والعينية أكثر من 130 مليون درهم خلال سنة 2010. وكانت الدورة الأولى من الجائزة قد كرمت 59 من داعمي الفنون الذين قدموا مساهمات وصلت قيمتها إلى نحو 250 مليون درهم في الفترة من 2007 إلى 2009.
بهذه المناسبة قال سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة في "هيئة دبي للثقافة والفنون": "أطلقت ’جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون‘ من الرؤية الرامية إلى تشجيع المبادرات الفنية السبَّاقة والتي تشمل مختلف أشكال التعبير الإبداعي بما في ذلك الفنون البصرية والأدائية والسينما والأدب. ومنذ الدورة الأولى، بلغ حجم الرعاية نمواً كبيراً في كافة المجالات، مع زيادة في الدعم بنسبة وصلت إلى 11% للفنون الأدائية و5% للأدب، مما سيساهم بدور حيوي في تعزيز نمو البنية التحتية لمختلف الأنماط الإبداعية في المنطقة".
تم تقديم "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون" خلال حفل خاص، وفي أربع فئات هي: داعمي الفنون المتميزين، وداعمي الفنون، ومساندي الفنون وأصدقاء الفنون، تقديراً للمساهمات المالية والعينية التي قدمها داعمو الفنون لتطوير البنية التحتية لمختلف مجالات الفن والثقافة في 2010
كانت شركة "طيران الإمارات" قد قدمت مجدداً نموذجاً يقتدى به في مجال دعم المبادرات الفنية في دبي، ما أثمر عن تكريمها للسنة الثانية على التوالي ضمن فئة "داعمو الفنون المتميزين"، تقديراً لدعمها "مهرجان سكايواردز دبي الدولي للجاز 2010" ضمن مبادرات أخرى، الذي كان من أبرز فعاليات الأجندة الفنية للمدينة.
وأقيمت فعاليات هذا الحدث على مدى 17 أمسية في أجواء تحفل بالفن والموسيقى، إلى جانب إطلاق النسخة الأولى من فعالية "عالم الجاز" التي شكلت مفهوماً جديداً للعروض الترفيهية التي تقام في الشوارع، من خلال أمسيات موسيقية مجانية لـ42 فرقة محلية وعالمية، استقطبت نحو 42 ألف متفرج.
من جهة أخرى، نظم "دويتشه بنك" أول أمسية موسيقية كلاسيكية للمواهب المحلية، ما شكل منصة هامة للتعريف بإمكاناتهم الكبيرة، لتحظى المؤسسة بالجائزة للسنة الثانية على التوالي في فئة "مساندي الفنون". وتضمنت فعاليات الأمسية مشاركة من أوركسترا وكورال مهرجان الإمارات، التي تضم بدورها أكثر من 200 مقيم في الدولة، إلى جانب أربعة عازفين منفردين جاؤوا إلى دبي من المملكة المتحدة في هذه المناسبة للمشاركة في تقديم تحفة غيسيب فيردي الشهيرة "ميسا دي ريكويوم" Messa de Requiem. وتم تنظيم هذا الحدث بهدف تعزيز حضور الموسيقى الكلاسيكية في الدولة، والتعريف بمهارات الموسيقيين المقيمين فيها.
وفي مبادرة مميزة أخرى، نظمت "آرت سوا" معرض الفنون الإبداعية الفلسطينية في دبي، الذي أقيم برعاية مشتركة من قبل مؤسسة التعاون و أرابتك، التي كرمت بجائزة أصدقاء الفنون، التي منحت لعشرة جهات، تقديراً لدورها في إنجاح الحدث. واستعرضت المبادرة طيفاً واسعاً من الإبداعات الفنية الفلسطينية المعاصرة، وقدمت فرصة استثنائية للشباب والمخضرمين على حد سواء لتقديم أعمالهم أمام جمهور عالمي واسع. وتضمن الحدث معرضاً مفتوحاً أمام الجمهور، ومسابقة ونشرة ليكون نموذجاً للتعاون المثمر بين الفنانين والداعمين لإطلاق مبادرة فنية متميزة.
أما المنطقة الحرة لجبل علي فقد تم تكريمها من بين 16 من "أصدقاء الفنون"، بعد تنظيم مبادرة ثقافية مميزة استعرضت من خلالها تاريخ دبي منذ عام 1962. وتضمن المعرض صوراً فوتوغرافية نادرة لمصورين يابانيين وصحافي تابعوا مسيرة الحياة في دبي منذ ما يقارب الخمس عقود من الزمن. كما نشرت هذه الصور في كتاب خاص بالتعاون مع "موتيفيت للنشر".
وتم تكريم كل من "ذا جام جار" و"إنترناشيونال هاوس دبي" ضمن فئة "أصدقاء الفنون" تقديراً لدعمهما لمبادرة "مشروع جديد 2" التي أطلقتها فرقة دبي للمسرح، في خطوة تهدف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الواعدة في مجال الكتابة المسرحية كم خلال مسابقة خاصة بالمسرحيات القصيرة باسم "اكتب الآن".
وتستمر جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون في تشجيع المجتمع الفني والثقافي لتعزيز دعمهم للإبداعات الأصيلة في دبي. وشهدت دبي مشاركة أقوى من القطاع الحكومي في حفز الحركة الفنية، محققة نمواً بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي. وتم منح الدعم الأكبر للفنون البصرية، بنسبة 51%، ثم السينما بنسبة 33%. أما الدعم المقدم لفنون الأداء فسجل بدوره نمواً إلى 11% مقابل 5% للأدب.
خلفية عامة
هيئة الثقافة والفنون في دبي
تم إطلاق هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في 8 مارس 2008 بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ويأتي إطلاق هيئة الثقافة والفنون في دبي في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2015 التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم.