امير مغربي "معارض" لا يستبعد موجة احتجاجات

تاريخ النشر: 01 فبراير 2011 - 06:43 GMT
احصائية افادت بان المغاربة اسعد الشعوب العربية
احصائية افادت بان المغاربة اسعد الشعوب العربية

اعلن ابن عم العاهل المغربي الامير مولاي هشام ان المغرب "لن يستثنى على الارجح" من حركة الاحتجاجات الشعبية في الدول العربية بعد الثورة التونسية وتظاهرات مصر.

وقال مولاي هشام الملقب باسم "الامير الاحمر" لمواقفه المتشددة حيال النظام الملكي والسياسي في المغرب في حديث مع صحيفة الباييس الاسبانية ان موجة الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية التي تهز بعض الدول العربية "لم تصل بعد الى المغرب". واضاف ابن عم ملك المغرب محمد السادس "لكن يجب ان لا نخطئ: ان موجة الاحتجاجات ستطال كافة الانظمة المستبدة والمغرب لن يستثنى على الارجح". وعلق مولاي هشام (46 سنة) المصنف الثالث في ترتيب الوراثة الملكية في المغرب "يبقى ان نعرف ان كانت الاحتجاجات ستتخذ طابعا اجتماعيا او سياسيا ايضا، وان كانت الاحزاب السياسية ستتحرك تحت تاثير الاحداث الاخيرة". واعتبر الامير ان "ديناميكية الانفتاح التي بدات (في المغرب) في نهاية التسعينيات قد انتهت تقريبا وان اعادة تحفيز الحياة السياسية المغربية في ظل الوضع الاقليمي مع تفادي التطرف على انواعه، سيكون تحديا كبيرا". واعتبر ان الثورة التونسية والتظاهرات المصرية تشكل "قطيعة بالنسبة للمفاهيم السابقة" اذ لا تتسم "باي طابع ديني" او "مناهض للامبريالية" او "الاستعمار". وخلص مولاي هشام الى القول "يجب على اوروبا ان تستيقظ وتكف عن دعم الانظمة الدكتاتورية التي لا مستقبل لها وان تدعم بالكامل الحركات التي تتطلع الى تغيير دائم".

يأتي هذا الموقف في الوقت الذي ابدت السلطات المغربية عزمها التصدي لاي محاولة لتشبيه الاوضاع فيها بمصر وتونس فنفت العديد من الصحف القريبة من السلطة مسبقا امكانية انتقال "عدوى" التظاهرات والاحتجاجات الى المملكة.

ونفت الحكومة المغربية بشدة ان تكون استدعت قوات منتشرة في الصحراء الغربية تحسبا لحصول تظاهرات في المدن المغربية، وفق انباء اوردتها وسائل اعلام اسبانية. وعلى الاثر استدعى وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري سفير اسبانيا واجرى اتصالا بوزير الخارجية الاسباني ليعرب لهما عن "استنكار" المغرب مثل هذه "التصرفات غير المسؤولة".

وتصدر الوضع في مصر الاثنين معظم الصحف المغربية وبقي العديد من المغربيين في الايام الاخيرة مسمرين امام اجهزة التلفزيون يتابعون مشاهد التجمعات والتظاهرات ضد نظام الرئيس حسني مبارك ولا سيما على قناة الجزيرة الفضائية.

لكن لم تجر حتى الان في المملكة اي تظاهرات حاشدة دعما للمتظاهرين في مصر باستثناء تجمع مقرر عصر الاثنين امام السفارة المصرية بدعوة من عدد من المنظمات غير الحكومية. ولم تصدر اي تعليقات رسمية علنية عن الحكومة المغربية على الوضع في مصر، لكن اندفاعها للرد على معلومات الصحافة الاسبانية يشير الى ان الموضوع بالغ الحساسية بالنسبة لها.

وكانت وسائل اعلام اسبانية ومواقع الكترونية ذكرت نقلا عما كتبه الصحافي المغربي علي المرابط على صفحته على موقع فايسبوك ان المغرب استدعى قوات من الصحراء الغربية تحسبا للتدخل في حال وقوع اضطرابات.

وقال محمد الظريف استاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء معلقا على الرد المغربي على الانباء الصحافية "احيانا تظهر الحكومة قدرا من العصبية لا يكون مفيدا على الدوام"، مشيرا الى ان "وظيفة اي حكومة ان تتدارك كل ما يمكن ان يزعزع الاستقرار".

كما ابدت الحكومة المغربية مؤخرا عزمها على الاستمرار في دعم المواد الاساسية مثل الطحين والسكر والزيت وغاز البوتان لمنع ارتفاع اسعارها. وحرص الناطق باسم الحكومة وزير الاتصال خالد الناصري لدى اعلانه هذا الاجراء الاسبوع الماضي على الاشارة الى انه لم يتخذ تحت تاثير الثورة التونسية التي اطاحت الرئيس زين العابدين بن علي.

غير ان الصحف المغربية تشهد سجالا محتدما حول احتمال انتقال عدوى احداث تونس ومصر الى المغرب. وفي هذا الاطار اثار ابو بكر الجامعي مؤسس الاسبوعية النقدية "لو جورنال ايبدومادير" التي توقفت عن الصدور، حملة تنديد في العديد من الصحف المقربة من السلطة اثر مقابلة اجرتها معه مجلة "لو نوفيل اوبسيرفاتور" الفرنسية.

وراى الجامعي في المقابلة انه "اذا اشتعل المغرب، فان التباين في الثروات فيه شاسع الى حد ان الثورة ستكون اكثر دموية بكثير منها في تونس". ونددت الاسبوعية "لو تان" بشدة مع العديد من الصحف والمجلات الاخرى ب"فبركة اسطورة انتقال العدوى" معتبرة ان الجامعي يظهر "جهلا مستغربا للوضع السياسي والاجتماعي في المغرب". ورات الاسبوعية "في ايكو" الفرنكفونية ان بعض الصحف تجد "متعة في المقارنة بين ما حصل في تونس والوضع في المغرب" معتبرة انها "تجهل بلدها".