الفرصة الأخيرة لجيل ساحل العاج الذهبي

تاريخ النشر: 18 يناير 2012 - 09:42 GMT
البوابة
البوابة

يدخل الجيل الذهبي للمنتخب العاجي النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية التي تنطلق السبت المقبل وتستمر حتى 12 شباط المقبل، واضعاً نصب عينيه اللقب ولا شىء سواه لأنه يدرك جيداً بأنها الفرصة الأخيرة بالنسبة له لمنح البلاد لقبها الثاني في العرس القاري.

وتلهث ساحل العاج خلف اللقب القاري الثاني في تاريخها منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراثونية، كما أن الجيل الذهبي للألفية الجديدة لم ينجح في فك العقدة التي لازمته في النهائيات القارية خلال النسخ الثلاث الأخيرة حيث خسر المباراة النهائية لعام 2006 أمام مصر المستضيفة بركلات الترجيح، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا قبل أن يحل رابعاً، ومن الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة.

ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المنتخب العاجي من ربع النهائي نظراً لتشكيلته المدججة بنجوم من أشهر لاعبي القارة السمراء في العالم من طينة القائد ديدييه دروغبا هداف تشيلسي الإنجليزي وزمليه في الفريق اللندني سالومون كالو ولاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي حالياً يحيى توريه صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة السمراء العام الماضي وشقيقه مدافع سيتي أيضاً حبيب كولو توريه وزميله السابق في آرسنال الإنجليزي إيمانويل إيبويه الذي يدافع عن ألوان غالاتاساراي التركي حالياً، ومهاجم ليل الفرنسي سابقاً والمدفعجية حالياً ياو كواسي جيرفيه الملقب بجيرفينيو، ومهاجم السد القطري عبد القادر كيتا.

ونسخة 2012 هي الأخيرة لهؤلاء اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين وبالتالي فهم مطالبون أكثر من أي وقتٍ مضى برفع الكأس في 12 شباط المقبل، في ظل غياب 5 منتخبات عريقة هي وحدها تملك من الإمكانيات ما يمكنه إيقاف الفيلة، وقد حرمتهم مصر من التتويج عامي 2006 بالفوز عليها بركلات الترجيح في النهائي، و2008 في الدور نصف النهائي 4-1، إلا أنها تغيب هذه النسخة إلى جانب كلٍ من الكاميرون ونيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر التي أطاحت بها من ربع النهائي في أنغولا 3-2 بعد التمديد.

وشدد وزير الرياضة العاجي فيليب لوغريه على ضرورة الفوز باللقب القاري هذا العام، وقال "الفوز باللقب مسألة لا تناقش، إنها ضرورة ملحة!". واضعاً ضغطاً كبيراً على المنتخب الوطني الذي لن يغفر له عودته خالي الوفاض.

ولا تزال ساحل العاج تعاني من الحرب الأهلية التي اندلعت في العامين الأخيرين بسبب الخلافات السياسية بين الرئيس السابق لوران غباغبو والحالي الحسن واتارا وخلفت مقتل 3 آلاف شخص في الفترة بين كانون الأول 2010 ونيسان الماضي.

وينظر الشعب العاجي إلى المنتخب كمصدر وحدة وطنية وبالتالي فإن مسؤولية زملاء دروغبا بعيدة كل البعد عن الجانب الرياضي، وهي مسألة يضعها المدرب الوطني فرانسوا زاهوي في الاعتبار.

وقال المدرب: "هدفنا الأول هو الفوز باللقب لأن الشعب العاجي بحاجة لهذا التتويج وينتظر الكثير من اللاعبين أكثر من المسؤولين، سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك".

وضربت ساحل العاج بقوة في التصفيات بتحقيقها العلامة الكاملة، وخدمتها القرعة عندما أوقعتها في مجموعة في المتناول هي الثانية إلى جانب السودان وأنغولا وبوركينا فاسو، ولا تبدو هذه المنتخبات أو غيرها من المنتخبات المشاركة في البطولة قادرة على إيقاف المد العاجي نحو منصة التتويج، بل إن المشكلة الأساسية هي داخلية حيث يعاني الفيلة من غياب الانسجام خصوصاً في المباريات الاقصائية مما يبخر أحلامهم.

وحذر عبد القادر كيتا زملاءه قائلاً: "يتعين على الجميع أن يدافع باستماتة عن القميص الوطني" في إشارةٍ إلى "تعالي بعض نجوم المنتخب والذي دائماً ما يكون له تأثير سلبي على النتائج".

مشكلة أخرى تواجه الفيلة هي تقدم أغلب لاعبيها في السن، والطامة الكبرى هي ابتعاد القائد دروغبا عن مستواه وتراجع عروضه مع فريقه اللندني.

ولم يعد دروغبا الذي سيبلغ سن الرابعة والثلاثين في 11 آذار المقبل، ذلك البعبع الذي يخيف خطوط دفاع الفرق المنافسة كما كان في السابق، بيد أن المدرب زاهوي يملك البديل الجاهز في شخص مهاجم سيسكا موسكو الروسي سيدو دومبيا الذي لفت الأنظار في مسابقة دوري أبطال أوروبا حيث قاده إلى ثمن النهائي بتسجيله 5 أهداف بفارق هدف واحد خلف المتصدرين الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، وماريو غوميز مهاجم بايرن ميونخ الألماني.

وتتنافس منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا والسودان على البطاقة الثانية في المجموعة مع أفضلية للسودان التي تحن إلى ماضيها المجيد عندما نالت اللقب عام 1970.

وتسعى السودان لتلميع صورتها بعد مشاركتها المخيبة في نسخة 2008 حين ودعت من الدور الأول بتلقيها 3 هزائم.

وقد تحسن أداء السودان كثيراً في الأعوام الأخيرة من خلال تألق لاعبي قطبيها المريخ والهلال، بيد أن مدربها محمد عبدالله "مازدا" قال: "ما زلنا بعيدين عن ثقافة اللعب مع المنتخبات الكبيرة وهمنا التواجد في النهائيات الإفريقية 5 مرات أخرى حتى نستطيع مواكبة هذه المنتخبات".

وأضاف: "لدينا هدفان من هذه المشاركة: الأول تخطي دور المجموعات، والثاني أن نقدم عدداً من اللاعبين السودانيين للاحتراف لأننا نشارك دون لاعبين محترفين خارج البلاد ووجود لاعبين محترفين له أهمية كبيرة بالنسبة للكرة السودانية".

وتابع: "أوقعتنا القرعة في مجموعة صعبة، وجرى تصنيفنا في المستوى الرابع، لكن كرة القدم حافلة بالمفاجآت وأنا واثق بأننا سنتخطى الدور الأول".

وأردف قائلاً: "كل شىء ممكن في كأس أمم إفريقيا والدليل فشل المنتخبات القوية مثل الكاميرون ومصر ونيجيريا في التأهل إلى النهائيات، وبالتالي ليس بإمكاننا التنبؤ بما سيحصل؟".

وهي المرة الثانية التي يقود فيها مازدا السودان إلى النهائيات بعد الأولى عام 2008 في غانا بعد غياب استمر 32 عاماً.

وتسعى أنغولا لتحقيق نتائج أفضل من مشاركتيها الأخيرتين عندما بلغت ربع النهائي عامي 2008 في غانا و2010 على أرضها، بيد أن المهمة لن تكون سهلة مع تراجع مستوى نجميها ماتيوس كونسالفيش مانوشو وفلافيو أمادو.

ولن تكون بوركينا فاسو لقمة سائغة في المجموعة علماً بأنها كانت في المجموعة ذاتها (الثانية أيضاً) مع ساحل العاج في النسخة الماضية وأرغمتها على التعادل السلبي.

وتعول بوركينا فاسو على ترسانتها المحترفة في فرنسا بقيادة باكاري كونيه (ليون) وشارل كابوريه (مرسيليا) وجوناثان بيترويبا (رين) وسيبيري آلان تراوريه (أوزير).

وتشارك بوركينا فاسو في النهائيات للمرة الثامنة في تاريخها، ويبقى أفضل إنجاز لها بلوغ الدور نصف النهائي عام 1998 على أرضها بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه قبل أن تنهي مشاركتها في المركز الرابع.

لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.