الخرطوم اعترفت بالجنوب: اوباما يهنئ ويرفع اسم الخرطوم من لائحة الارهاب

تاريخ النشر: 07 فبراير 2011 - 04:48 GMT
البشير
البشير

هنأ الرئيس الامريكي باراك أوباما جنوب السودان يوم الاثنين بعد أن أظهرت نتائج الاستفتاء موافقة الناخبين باغلبية ساحقة على اعلان استقلال الجنب وقال ان الولايات المتحدة سوف تعترف به دولة ذات سيادة من يوليو تموز المقبل.

وقال اوباما في بيان "نيابة عن شعب الولايات المتحدة ابعث بتهاني الى شعب جنوب السودان على الاستفتاء الناجح الذي اختارت فيه أغلبية كاسحة من الناخبين الاستقلال."

واضاف قوله "ومن ثم يسعدني أن أعلن عن عزم الولايات المتحدة ان تعترف رسميا بجنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة في يوليو 2011."

من جهتها قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاثنين انها ستبدأ عملية رفع السودان من القائمة الامريكية للدول راعية الارهاب لكنها شددت على انها لن تفعل ذلك الا اذا أوفى السودان بكل المعايير وفق القانون الامريكي.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "تماشيا مع المناقشات الثنائية التي جرت بين الولايات المتحدة وحكومة السودان واقرارا بنجاح استفتاء جنوب السودان كعلامة فارقة مهمة لتطبيق اتفاقية السلام الشاملة تبدأ الولايات المتحدة عملية الغاء تصنيف السودان كدولة راعية للارهاب والتي تتمثل خطوتها الاولى في البدء بمراجعة ذلك التصنيف."

وأضافت كلينتون في بيان مكتوب نشرته وزارة الخارجية "الغاء تصنيف الدولة راعية الارهاب سيتم متى أوفى السودان بكل المعايير الموضحة في القانون الامريكي بما في ذلك عدم دعم الارهاب الدولي خلال الاشهر الستة التي تسبق ذلك وتقديم ضمانات بانه لن يدعم مثل هذه الاعمال في المستقبل وان يطبق بشكل تام اتفاقية السلام الشاملة لعام 2005 بما في ذلك التوصل الى حل سياسي بشأن (منطقة) أبيي وترتيبات أساسية لما بعد الاستفتاء."

ووافق الناخبون في جنوب السودان بأغلبية ساحقة على اعلان استقلال الجنوب كما اتضح من النتائج النهائية للاستفتاء التي أعلنت يوم الاثنين مما يمهد الطريق لقيام أحدث دولة في افريقيا.

وتصنيف الدولة كراعية للارهاب يمنعها من الحصول على صادرات اسلحة أمريكية ويضع قيودا على مبيعات المواد ذات الاستعمال العسكري والمدني اليها ووضع قيود على المعونة الامريكية ويتطلب من واشنطن التصويت بالرفض لاي قرض لهذه الدولة من المؤسسات المالية الدولية

ووافقت الحكومة السودانية رسميا اليوم علي نتائج استفتاء تقرير المصير لسكان الجنوب بفوز خيار الانفصال واعلنت اعترافها بالدولة الجديدة فيما شرعت واشنطن من رفع اسمها من لائحة الدول الراعية للارهاب

وصدر المرسوم بعد أن تلقى البشير النتيجة النهائية للاستفتاء التي من المقرر أن تعلن في وقت لاحق من الاثنين.

جاء ذلك خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الوزراء السوداني برئاسة الرئيس عمر البشير وحضور نائبه الاول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت .

وقد أظهرت الأرقام أن سكان الجنوب "رجحوا خيار الانفصال،" في حين أظهرت الأرقام التي عرضتها المفوضية تأييداً كاسحاً لطرح تشكيل دولة مستقلة في الجنوب قارب 99 في المائة.

وتلا الفريق أول الركن بكري حسن صالح، وزير رئاسة الجمهورية، البيان الذي جاء فيه أن البشير "تسلم نتيجة الاستفتاء من رئيس مفوضية استفتاء مصير جنوب السودان البروفيسور محمد إبراهيم خليل."

وأضاف صالح إن البشير "يجدد العزم على المضي قدما في سبيل استدامة السلام والتنمية والاستقرار وحل بقية القضايا العالقة."

وجاء في البيان: "بعد الإطلاع على النتيجة النهائية للاستفتاء التي رفعتها مفوضية استفتاء جنوب السودان، والتي أسفرت عن ترجيح خيار انفصال جنوب السودان، بما يمهد الطريق لإعلان دولة جديدة عند نهاية الفترة الانتقالية في الثامن من يوليو/تموز 2011."

وتابع: "والتزاماً بتعهداتنا تجاه التطبيق الشامل والكامل للاتفاقية وأحكام الدستور الانتقالي الخاصة بحق تقرير مصير جنوب السودان:- فإننا بهذا نعلن احترامنا لخيار أهل الجنوب وقبولنا لنتيجة الاستفتاء وفق ما أعلنته المفوضية،" بحسب الوكالة السودانية للأنباء.

وكان الاتحاد الإفريقي قد أعلن الشهر الماضي عن عزمه على أن يكون أول جهة تعترف بجنوب السودان كدولة مستقلة، وذلك إذا ما أظهرت نتائج الاستفتاء الذي جرى بشأن حق تقرير مصير الجنوب تأييد غالبية السكان للانفصال عن الشمال.

من جهته، أشاد مجلس الأمن الدولى بـ "الطريقة المنظمة والسلمية" التى أُجري بها الاستفتاء، مشيرا إلى أن تقارير المراقبين عن عملية التصويت أكدت أنها "تمت بحرية ونزاهة ومصداقية".

وحث المجلس شمال وجنوب السودان على حل كافة القضايا العالقة بينهما خلال الأشهر القادمة، بما فيها النزاع على منطقة أبيي الغنية بالنفط

وبحسب الأرقام التي عرضتها المفوضية الخاصة بالاستفتاء، فلم تتجاوز نسبة المؤيدين للوحدة 1.17 في المائة، بينما أيد الانفصال 98.83 في المائة من اللذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع.

وبذلك فأن أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة ستنقسم إلى دولتين، إضافة إلى أنه سيعيد رسم خارطة أفريقيا. وقال البشير في كلمة القاها خلال الجلسة " هذا يوم من أيام السودان الفاصلة يوم يبتدر فصلا جديدا من فصول العلاقة التاريخية الممتدة بين الشمال والجنوب".

واضاف البشير "سنكون أول المهنئين وأسرع المعاونين لكي تستقر الأوضاع في الدولة الجديدة ويتعزز فيها الأمن ".

وقال بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية في التلفزيون السوداني إن حكومة السودان تعلن احترامها وقبولها لخيار أهل الجنوب ونتيجة الاستفتاء.

وأوضح البشير في خطاب ألقاه أمام منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني الاثنين أن العلاقة مع الجنوب ستكون الأفضل في علاقاتنا الإقليمية، نظراً للأواصر الاجتماعية والتداخل والتجارة وشدد على حرص الحكومة على حدود آمنة ومرنة تضمن حركة تجارية ورعوية واجتماعية، مشددا على أن الجنوبيين المقيمين في الشمال سيكونون تحت الحماية ولن يتم طردهم أو مصادرة ممتلكاتهم أو تهديد أرواحهم، لأن السودانيين أهل عهد ومواثيق.

ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية عن البشير قوله إن السودان يمر بمرحلة جديدة، حيث حسمت نتيجة الاستفتاء لصالح قيام دولة في الجنوب، وفقاً لخيار الجنوبيين، مضيفا أنه عندما أعطى الجنوب حق تقرير المصير كنا نتمنى الوحدة لأن فيها قوة تحفظ أمن البلاد واستقرار في ظل وطن كبير وعزيز.

ومن جانبه قال رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ان قبول الحكومة لنتائج الاستفتاء والاعتراف بدولة الجنوب الجديدة يمهد للاعتراف بها من قبل الدول الأخرى واضاف ان انفصال الجنوب لا يعني نهاية المطاف مؤكدا انه لن يكون هناك عداء بين الشمال والجنوب بل علاقات قوية بين الجانبين.

واعلن ميارديت أنه سيقوم بجولة خارجية وسيعمل خلال لقاءاته مع قادة دول العالم على المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب.

واشار الى أن تحقيق السلام في دارفور سيلغي دعاوى المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير ومن المقرر ان تعلن مفوضية الاستفتاء النتائج النهائية في وقت لاحق اليوم بعد ان اودعت نسخة منها الي مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء 

صوت جنوب السودان بغالبية 98,83% لصالح الانفصال بحسب النتائج النهائية الرسمية التي اعلنتها مفوضية الاستفتاء مساء الاثنين.

وهذا الاعلان هو مجرد اجراء شكلي لان النتائج الاولية الكاملة التي نشرت في 30 كانون الثاني/يناير الماضي افادت ان 98,83% من الجنوبيين السودانيين صوتوا لصالح استقلال منطقتهم المرشحة لان تصبح في تموز/يوليو المقبل دولة جديدة.

وتؤكد النتائج التي ظهرت على شاشات اثناء حفل اقيم في الخرطوم انه من اصل ثلاثة ملايين و837406 صوتا صالحا عبر 44 الفا و888، اي 1,17%، عن تأييدهم لابقاء الوحدة مع الشمال.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن