البرامج الصيفية لإثراء المعرفة بكلية طب وايل كورنيل في قطر تتيح للطلبة تجربة معرفيّة ثرية

من بين العديد من البرامج العلمية والمعرفية الصيفية المتاحة أمام طلبة المدارس القطرية هذا العام برزت البرامج الصيفية لإثراء المعرفة التي نظمتها كلية طب وايل كورنيل في قطر، إذ أتاحت الفرصة أمام الطلبة الملتحقين بها للمشاركة في جلسات تشخيصية، وممارسة الطبّ على مرضى معياريين، والتعرّف عن قرب على نظام دافنشي الجراحي في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر.

تلك أمثلة معدودة على الأنشطة المعرفية والعلمية الثرية والممتعة التي استفاد منها الطلبة الملتحقون بالبرامج الصيفية لإثراء المعرفة التي نظمتها مجاناً كلية طب وايل كورنيل في قطر ذات المعايير العالمية الرفيعة. إذ طرحت الكلية ثلاثة برامج صيفية، موجّهة لفئات عُمرية متفاوتة، بُغية تشجيع الطلبة على التفكير جدياً في دراسة الطب والعلوم والعمل في هذا المضمار بعد تخرجهم.

وقالت نهى صالح، مدير استقطاب الطلاب بكلية طب وايل كورنيل في قطر: "تستأثر هذه البرامج الصيفية باهتمام متنام بين أوساط الطلبة عاماً تلو آخر. تلقينا هذا العام قرابة 350طلباً، ومن أجل الالتزام بالمعايير الفائقة المعتمدة بالكلية كان علينا انتقاء أفضل المتقدِّمين. لذا، تمّ قبول الطلبة الذين يبدون اهتماماً لافتاً بالعلوم ويتقنون اللغة الإنجليزية بدرجة كافية. وتسهم البرامج الصيفية في إعدادهم للحياة الجامعية والمهن المتخصصة في مرحلة لاحقة من حياتهم، وبطبيعة الحال عندئذ لابد أن يتقنوا اللغة الإنجليزية بشكل أفضل".

وأتاح البرنامج الأول Q-SMARTS، أو برنامج قطر الصيفي للبارعين بالرياضيات والقراءة، الفرصة أمام الطلبة بالصفوف الدراسية من السابع إلى التاسع للمشاركة التفاعلية في حوارات تعلّموا من خلالها مهارات مهمة في فن التواصل مع الآخر، وتحليل المعلومات، والاحترام المتبادل. كما شارك الطلبة في مسابقات معلوماتية وشاهدوا فيلماً عن الأديبة والناشطة الأمريكية الصمّاء الخرساء هيلين كيلر التي شكّلت مصدر إلهام للملايين حول العالم بعد أن تغلّبت على إعاقتها.

ولقيت أنشطة البرنامج المذكور تجاوباً واسعاً من الطلبة المشاركين. وقالت فاطمة: "ظننت أن البرنامج سيكون تعليمياً بحتاً ورتيباً، ولكنه كان ممتعاً إلى أبعد الحدود، وخرجت من البرنامج بالعديد من الأصدقاء الجدد".

وبالمثل قالت أنفيتا، طالبة الصف التاسع المشاركة بالبرنامج: "كانت الحوارات شيّقة، وقضينا وقتاً ممتعاً. أتطلع إلى أن أصبح كاتبة ومؤلفة باللغة الإنجليزية بعد أن استمتعت كثيراً بوحدات اللغة الإنجليزية التي شملها البرنامج". ومن أكثر الجوانب الممتعة في برنامج Q-SMARTS والتي لقيت حماساً لافتاً بين الطلبة الدّمية الطبية «هارفي» المستخدمة في تدريب الأطباء. وتعليقاً على ذلك قال توماس المشارك بالبرنامج: "تجربة مذهلة، فالدمية الطبية محاكية لجسم الإنسان من حيث الجلد وبقية الأعضاء، مثل الرئتين، ولها نبض مثلنا تماماً".

وأما برنامج «أطباء المستقبل في قطر» فموجّه للطلبة في الصفوف الدراسية من العاشر إلى الثاني عشر، متيحاً لهم فرصة التعرّف عن قرب على عالم الطب والممارسة الطبية. وقالعبدالهادى الساعى، طالب السنة الثانية ببرنامج الطب بكلية طب وايل كورنيل في قطر الذي شارك في تنسيق البرامج: "استعنا بمرضى معياريين للمرة الأولى ضمن هذا البرنامج، ونقصد بذلك الأفراد العاديين الذين يتظاهرون أمام الأطباء المتدربين بأنهم مصابون بأعراض معينة. وتعرّف الطلبة المشاركون في هذا البرنامج على طرق قياس ضغط الدم ونبضات القلب وكذلك اختبار الاستجابة التلقائية مثل الأفعال المنعكسة اللاإرادية".

وأشارت رنا أبو السعود، المشاركة بالبرنامج والتي تأمل أن تصبح طبيبة ذات يوم، إلى أن الإنصات لدقات قلب الإنسان يمثل تجربة مذهلة بحدّ ذاته، خاصة عند استخدام الدمية الطبية التي يصدر عنها دقات قلب مختلفة باختلاف الحالة الصحيّة. وتقول رنا: "كانت التجربة ممتعة ومفيدة إلى أبعد الحدود، لاسيما عند التعامل مع المرضى المعياريين وقياس ضغط الدم والنبض، لقد أعطتنا تلك التجربة فكرة عامة عن مهام الطبيب الفعلية".

ومن أبرز معالم البرنامج الجولة الميدانية التي قام بها الطلبة للتعرّف عن قرب على نظام دافنشي الجراحي المتقدم بواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر الذي يمثل إنجازاً ثورياً في مضمار الجراحة الروبوتية.

وأما برنامج «إثراء المعرفة لمرحلة ما قبل الكلية» فموجَّه للطلبة الذين يتطلعون إلى ممارسة الطب في المستقبل، فهو موجّه للطلبة في الصفين الدراسيين الحادي عشر والثاني عشر لإعدادهم لاجتياز اختبار SAT ومقابلات القبول، حيث يشكل الاختبار والمقابلات أهم معايير القبول في الكلية.

وقال الدكتور حكمت الروح، أحد خريجي كلية طب وايل كورنيل في قطر والذي ساعد في تقديم البرنامج، إن التجربة رائعة بحق. وقال في هذا السياق: "انتقينا الجوانب المعرفية الممتعة والشيّقة من المساقات المختلفة التي درسناها بالكلية وقمنا بدمجها في برامجنا الصيفية. ونأمل أن تكون هذه التجربة المعرفية ممتعة كما أردناها على امتداد البرامج الصيفية الثلاثة".