ويكيليكس: مفاوضات سرية عراقية اميركية لاطالة امد الاحتلال

تاريخ النشر: 14 أبريل 2011 - 10:40 GMT
بقاء القوات يعكر الاجواء في المنطقة
بقاء القوات يعكر الاجواء في المنطقة

كشفت تسريبات سياسية عرضتها وثائق ويكيليكس عن مفاوضات سرية يجريها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مع المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين الاميركيين تهدف بالدرجة الاولى الى محاولة ابقاء القوات الاميركية في العراق بعد الانسحاب الرسمي في نهاية اغسطس آب المقبل .

ورغم ان الانسحاب مطلب غالبية الشعب العراقي إن لم نقل كله, وهي رغبة جميع الشعوب الحرة في الشرق والغرب الا ان المالكي يريد ابقاء 15 الى 20 الف جندي اميركي بشكل دائم في العراق وبعض التقارير تحدثت عن 50 الف جندي وهذا العدد بحجم جيش كامل متكامل بمعنى اخر اي انسحاب واي تحرير في ظل وجود 20 الف جندي اميركي ؟

المالكي يقول حسب الوثائق ان الهدف هو حماية المصالح الدبلوماسية والامنية والعسكرية الاميركية في البلاد .

وحسب دراسات فان فئة ضئيلة من العراقيين (وهم الطبقة التي أتت إلى الحكم مع الجيش الأميركي والمستفيدة من وجوده) لا تريد أن يغادر هذا الجيش قبل أن تضمن استقرارها في مراكزها ومواقعها السياسية والاقتصادية.

المؤكد ان بقاء القوات لااميركية حتى وان كان بقاءا رمزيا سيفتح شهية المتطرفين العرب والخلايا النائمة في المنطقة للعودة الى العراق بحجة الجهاد والقتال ضد القوات الاميركية لتعود البلاد الى المربع الاول والى الحرب الاهلية الحقيقية كون الارهاب لن يفرق بين دروية اميركية تسير في السوق او تسير في الصحراء فيتم تفجيرها ونفسها ومن حولها من المدنيين الابرياء

يزيد الى ذلك ان بقاء قوات اجنبية احتلالية يعكر صفو الاجواء بين دول المنطقة ويبقى العراق بنظر الجميع دولة محتلة وقرارة خارج سيطرته وغير قادر على اتخاذه اصلا ، فاي قمة عربية ستعقد في دولة لا سيادة لها واي قرارات من المكن اتخاذها، ومن هو الزعيم الذي سيتجرأ للحضور الى العراق، لذا فان التوتر العربي العراقي سيبقى قائما والهواجس موجودة وان انطلقت تصريحات الاخوة والتضامن والمصير المشترك بين الزعماء العرب.

و الولايات المتحدة ما دخلت واحتلت بلدا بعد الحرب العالمية الثانية ثم خرجت منه باستثناء فيتنام وكوريا الشمالية لأنها لم تحتلهما عمليا ولم تبق فيهما بالتالي. وحسب نشرة وزارة الدفاع الأميركية يوجد للولايات المتحدة قوات في 135 دولة في العالم, ويعني هذا أن لديها قوات في أكثر من 70% من دول العالم، بالإضافة إلى مناطق وجزر لا تعتبر دولا وهي غير مستقّلة وتتواجد فيها القوات الأميركية. ولا يستطيع المواطن الأميركي العادي على الأرجح تحديد موقع أغلب هذه الـ135 دولة على الخريطة, فضلا عن بعضها.

ومن هذا المنطلق فان العراق ليس استثناء والدليل ما تم الكشف عنه مرارا وتكرارا منذ اجتياحه وحتى اليوم عن إقامة أميركا قواعد عسكرية دائمة في العراق ومدها بكافة التجهيزات اللازمة, علما بأن أول من كشف النقاب عن هذا الموضوع كانت صحيفة "جمهوريت" التركية في يناير/كانون الثاني 2004 والتي قالت ببناء القوات الأميركية سبع قواعد عسكرية دائمة على الأقل.

ثم نقلت صحيفة "نيويورك صن" يوم 14/1/2004 أن البنتاغون يبني نظام اتصالات عسكرية مستديما في العراق وهو أساس ضروري لأي وجود عسكري دائم. هذه الشبكة تسمى "نظام ميكروويف العراق المركزي-CIMS" ونفذتها شركة "غالاكسي ساينتفك كوربوريشن" بكلفة 10 ملايين دولار.

وهذه الشبكة الدائمة تعني أنه حتى لو انسحبت القوات الأميركية فإن أعدادا كبيرة منها ستبقى في قواعدها التي أحصاها موقع "غلوبل سيكيوريتي" العسكري الأمني بـ12 قاعدة دائمة في كافة أنحاء العراق, وقد خصص الكونغرس الأميركي مبلغ 236 مليون دولار لبناء قاعدة عسكرية دائمة جديدة وذلك في العام المالي 2005.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن مبدأ الإدارة الأميركية كان على الدوام معارضة أي انسحاب حتى استكمال مهمة بناء جيش عراقي وحكومة عراقية شرعية, فإن هذه المهمة لم يتم تنفيذها بعد ولا ينتظر تنفيذها في القريب العاجل