ويكيليكس تفضح مواقف سرية لدول الخليج تجاه ايران

تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2010 - 10:10 GMT
العاهل السعودي
العاهل السعودي

فضحت برقيات اميركية مسربة كشفت رغبة دول الخليج في ان تدمر واشنطن البرنامج النووي الايراني اراء ظلت طي الكتمان طويلا مما يقضى على اي فرصة للتقارب مع طهران.

فمن السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الى دولة البحرين الصغيرة كشف حكام دول الخليج عن حقائق امضوا سنوات محاولين اخفائها.

وتتعارض الاراء الواردة في البرقيات التي نشرت على موقع ويكيليكس مع موقف هؤلاء القادة العلني تجاه ايران وبرناجها النووي والذي اتسمت حتى الان بنغمة توافقية.

وما كشفته البرقيات يؤكد عمق الشكوك والكراهية التي يكنها قادة عرب من السنة تجاه الشيعة وبصفة خاصة السعودية التي تعتبر ايران تهديدا لوجودها.

وتنامت المخاوف مع بروز الشيعة في العراق عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها الشيعة على دولة في قلب العالم العربي منذ أكثر من ألف عام.

وكان سقوط العراق في قبضة النفوذ الشيعي صدمة كبيرة لحكام الخليج ولكن ما يفزعهم أكثر المخاوف من ان تصبح ايران دولة نووية.

وحسب البرقيات المسربة نصح العاهل السعودي الملك عبد الله الولايات المتحدة مرارا "بقطع رأس الافعي" من خلال شن هجمات عسكرية لتدمير برنامج ايران النووي. ولم يصرح العاهل السعودي علنا قط بدعوته واشنطن لاستخدام القوة ضد ايران.

كما دعا ملك البحرين لوقف البرنامج النووي الايراني باي وسيلة ويرى ولي عهد ابوظبي "ان منطق الحرب سيكون المنطق المهيمن" حين يتعلق الامر بالتعامل مع التهديد الايراني.

وقال تيودور كاراسيك المحلل في دبي "اعتقد انها (البرقيات) تؤكد ان دول مجلس التعاون الخليجي اكثر اتحادا في موقفها المناهض لايران عما كشفت عنه من قبل."

وقال خالد الدخيل المحلل السعودي "ان البرقيات تذكرة بغياب عميق للثقة بين ايران والسعودية ودول الخليج الاخرى.

"لا اعتقد ان ايران تصدق التصريحات العلنية من الخليج سواء كانت تدعو للحرب ام لا .. كما لا يصدق قادة الخليج تصريحات بان البرنامج النووي الايراني سلمي تماما."

وتبين التسريبات مدى القلق في المنطقة ازاء البرنامج النووي الايراني.

وقال سلمان الشيخ مدير معهد بروكينغز في الدوحة "يجب ان تدرك ايران القلق الذي يثيره برنامجها النووي في المنطقة .. انه امر لا ينبغي تجاهله."

وتنفي ايران ان برنامجها النووي غطاء لتصنيع قنبلة نووية وتقول انه لاغراض سلمية محضة.

وبدا يوم الاثنين ان الرئيس محمود احمدي نجاد يهون من شأن تأثير تسريبات ويكيليكس وقال انها لن تضر بعلاقات ايران بجيرانها في الخليج.

واعلنت الولايات المتحدة مرارا ان الخيار العسكري لوقف برنامج ايران النووي مطروح على المائدة ولكن قادة عسكريين اميركين اوضحوا انه الملاذ الاخير.

وقال سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية "تبين المعلومات التي تم كشفها ان منطقة الخليج تركز على ايران الى الحد اننا نريد حربا مع ايران.

وذكر محللون ان رغبة قادة الخليج في حرب ضد ايران ستكثف من التوترات الاوسع بين السنة والشيعة وتقوض جهود الوساطة السعودية مع ايران لتهدئة حدة التوترات الطائفية في العراق ولبنان.

وقال الشيخ "يعتمد على كيفية تقبل الناس لها. اذا تم التركيز عليها واستغلاها فيما يتعلق بالعلاقات السنية الشيعية قد تجد ارضا خصبة الى حد ما."

واضاف "ولكن على صعيد السياسة لا اعتقد انه سيكون لها تأثير كبير .. تهيمن عليها المصالح" وهو نفس الراي الذي ابداه الدخيل متوقعا تبعات محدودة.