وزير المالية المصري يواجه مهمة صعبة

تاريخ النشر: 03 أبريل 2011 - 09:01 GMT
وزير المالية المصري، سمير رضوان
وزير المالية المصري، سمير رضوان

في بداية الاضطرابات والأحداث في مصر في أواخر يناير شهد رجل الإقتصاد المصري، سمير رضوان، انهيار القانون والنظام وكيف أضر ذلك بالبلاد.

الآن وفي الأسبوع الثالث من وظيفته الجديدة لا يزال مكتب وزير المالية المصري سمير رضوان في وزارة المالية غير جاهزا تماما له فجوائز وزير المالية السابق وكتبه لا تزال تصطف على الأرفف، كما أفاد موقع "نقودي.كوم".

الاوقات الصعبة

عاد رضوان إلى مصر في عام 2003 بعد ما يقرب من 30 عاماً من العمل كأحد كبار الخبراء الاقتصاديين في منظمة العمل الدولية ومقرها في جنيف، وكان يدير في مصر مركز للأبحاث الإقليمية ثم عمل كمستشارا للمنظمة المالية المصرية. 

مدافعاً بإستماتة عن الإصلاحات الديموقراطية فى مصر، يرى الوزير ذو الثمانية والستون عاماً إن تلك الأوقات تعدّ تحدياً لمصر.

تعاني مصر من انتشار الفقر، وإنخفاض أجور الوظائف وبيروقراطية ضخمة تمولها الدولة، لكن رضوان يرى أن الثورة منحت فرصة لمصر لتغيير ذلك.

وأفاد رضوان، "ولعل ميزة ما خلقه هؤلاء الشباب لمصر هو محاولة التفكير في حلول غير تقليدية لمشاكل تقليدية للغاية"، وأضاف "إن هذه هي المشاكل كانت معنا لعدة سنوات ندور حولها في حلقة مفرغة، ولكن مع هذه الروح الجديدة فقد حان الوقت لمواجهة تلك المشاكل وجها لوجه".

البيروقراطية خارج السيطرة

يقول رضوان أن واحدة من أكبر القضايا هى البيروقراطية، حيث أن هناك ستة ملايين موظف حكومي من أصل التعداد السكانى لمصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وأضاف "هي واحدة من أعلى النسب في العالم أو بنحو موظف حكومي واحد من كل 12 أو 13 شخصا. كما أن هؤلاء الـ 12 شخصاً غير راضين تماماً من الخدمة المقدمة".

العديد من موظفي القطاع العام لديهم وظائف أخرى جانبية، و50% من القوة العاملة في البلاد منخفضة الأجور  ومنخفضة الإنتاجية ووظائفهم فى القطاع "غير رسمية"، ويمكن أن يعني ذلك أي شيء من تلميع الأحذية لبيع الحلي السياح.

ويريد رضوان مزيداً من التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الدخل وفرص العمل كما أنه يعتزم إنشاء منظمات شبه خاصة لمساعدة الناس فى التدرب، وقال أن المجالات التي يمكن أن تنمو هنا تشمل السياحة والصناعة بما فى ذلك صناعة القطن التى تم إفسادها.

وقال رضوان في هذا الصدد، "على مدى السنوات العشرون الماضية لم يكن هناك تقدم التكنولوجي في تلك الشركات والتى توظف أعداداً هائلة من الأفراد والتى لا تزال تستخدم تكنولوجيا الستينيات أو السبعينيات"، وأضاف "أنا أقوم بشراء قمصاني القطنية من جينيف وليس القاهرة وأنفق الكثير على ذلك مع العلم أنه من القطن المصري".

الجميع لا يستحقون

بعد الإجتماع الذى أقيم يوم الأربعاء  قام السيد سمير رضوان بالتخطيط لمقابلة مجموعة من منظمي العمل الذين يطالبون بتحسين ظروف العمل والرواتب. حيث قام بدعوتهم إلى قاعة وزارة المالية فى ظل حكم الرئيس مبارك حيث كانت النقابات فى قبضة أعوان النظام المدفوع لها جيدا. أما الآن وبعد أن تم إزالة رؤوس الفساد القديم أصبحت النقابات تطالب بتحسين الاجور وظروف العمل.

وقال رضوان "هناك مجموعة من المظالم التي طال أمدها". كما تساءل "لقد تمكنت حتى الان من الحفاظ على عجز الموازنة في مكان واحد ولكن مع هذه المطالب إلى متى؟". واضاف "الجميع يريد كل شئ الآن الوظيفة الآن والراتب المرتفع الآن – ولكن هناك سؤال واحد بسيط لا يطرح نفسه هل يمكننى تحقيق ذلك؟ وتلك فرصة جيدة لإيصال المجتمع إلى مستوى روح وتطلعات تلك الحشود في ميدان التحرير ".

إذا كان هناك وقت لتحقيق الأحلام فى مصر فهو الآن. ولكن الساعة تدق والوقت يمضى وتزداد مخاوف رضوان هو وزملاؤه بالنسبة للإصلاحات فى الحكومة المؤقتة قبل أن تبدأ الانتخابات بعد ستة أشهر، والسؤال الآن هل يستطيع السيد الوزير تحقيق الإصلاح فى ستة أشهر بعد 30 عاماً من الحكم الإستبدادي؟

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن