أعلن وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه يوم الخميس عن خطة سلام فرنسية تدعو إلى إحياء محادثات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين وإسرائيل استنادا على خطاب الرئيس باراك أوباما حول الشرق الأوسط والذي دعا فيه على الاستناد إلى خطوط عام 1967 كأساس لحدود الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية مع تبادل للأراضي بين الطرفين.
وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله إنه قدم الخطة إلى فياض كما عرضها على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عند لقائه به في روما أمس الأربعاء.
وأكد أن الخطة الفرنسية تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسوف تحظى بمصداقية أكبر خلال مؤتمر السلام المقترح الذي تسعى فرنسا لاستضافته أواخر الشهر الجاري أو أوائل يوليو/تموز المقبل.
وأضاف أنه بينما تركز دعوة أوباما على ضمان أمن إسرائيل فإن المبادرة الفرنسية تركز على "أمن الدولتين إسرائيل وفلسطين" مشيرا على أن المبادرة تحدد عاما واحدا كحد أقصى لحل قضيتي القدس واللاجئين.
وأشار جوبيه إلى أنه سيقدم الخطة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عند لقائه به في وقت لاحق من اليوم الخميس في القدس لافتا في الوقت ذاته إلى أنه لم يتوقع تلقي رد فوري من الفلسطينيين على المبادرة.
وقال الوزير الفرنسي إن "الوضع غير قابل للاستمرار، ونحن لدينا قناعة بأنه إذا لم يحدث شيئا بين الآن وسبتمبر/أيلول القادم فإن الوضع سوف يكون صعبا للجميع"، وذلك في إشارة إلى عزم السلطة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة في هذا التوقيت للحصول على عضوية المنظمة الدولية كدولة مستقلة ذات حدود معترف بها.
وعن إمكانية اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية المستقلة قال جوبيه "إن فرنسا سوف تتصرف وفقا لمسؤولياتها، وجميع الخيارات مفتوحة".
وكان جوبيه قد وصل إلى المنطقة أمس الأربعاء حيث التقى بنظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في إطار مهمة استكشافية تهدف إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تعليقا على زيارة جوبيه إن عملية السلام تواجه مشكلات خطيرة، محملا الفلسطينيين مسؤولية ذلك، وداعيا إلى إلغاء اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، كما طالب حركة حماس بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
السلطة الفلسطينية
اكد مدير مكتب الصحافة الحكومي الفلسطيني الدكتور غسان الخطيب اليوم ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه سلم اليوم رئيس الحكومة سلام فياض مبادرة فرنسية تهدف الى استئناف مسيرة المفاوضات مع اسرائيل.
وقال الخطيب في تصريحات لاذاعة (صوت فلسطين) اليوم ان جوبيه كان قد سلم هذه المبادرة الى رئيس السلطة محمود عباس خلال اجتماعهما يوم أمس في العاصمة الايطالية روما مضيفا ان الوزير الفرنسي الذي التقى قبل ظهر اليوم رئيس الوزراء فياض في رام الله سوف يسلم نسخة من هذه المبادرة الى الجانب الاسرائيلي حيث سيلتقي اليوم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
واوضح ان باريس ستنتظر الحصول على اجابات رسمية على المبادرة من الجانبين خلال الايام القادمة مشيرا الى ان "هناك ترحيبا فلسطينيا مبدئيا بفكرة عقد مؤتمر للمانحين في فرنسا قبل نهاية شهر يوليو القادم يخصص لاغراض سياسية".
وكشف الخطيب عن ان الجانب الفرنسي يسعى لتحويل هذا المؤتمر الذي سيعقد برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليكون جزءا من مبادرة لاعادة اطلاق عملية السلام على اسس معينة تم تقديمها لكافة الاطراف في هذه المبادرة.
وكان جوبيه قد دعا اليوم في مؤتمره الصحافي برام الله الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مشيرا الى "انها يجب ان تجرى على مرحلتين تبدأ اولاها بمناقشة قضيتي الحدود والامن". وذكر ان قضية الحدود هذه يجب ان تكون على اساس خطوط عام 1967 والتي يتمسك الفلسطينيون بأن تكون حدود دولتهم القادمة. اما بخصوص المرحلة الثانية من المفاوضات فقال الوزير الفرنسي انها "يجب ان تستغرق عاما واحدا وتناقش قضايا القدس وكذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين" دون ان يشير جوبيه في مؤتمره الصحافي الى المطلب الفلسطيني الخاص بالتزام اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية ومدينة القدس والتي يريدها الفلسطينيون جزءا من دولتهم القادمة.
وحسب الدكتور الخطيب "فان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي سوف يقومان بدراسة هذه الاسس التي شملتها المبادرة الاخيرة من اجل الرد عليها" معربا عن امله في ان يساهم مؤتمر باريس في دفع الامور تجاه المساهمة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967 .
غير ان الخطيب حذر من ان العودة للمفاوضات مع اسرائيل لها اسس ومتطلبات مشيرا الى ان "الموقف الامريكي غير معروف حتى الان من هذه المبادرة الفرنسية".
ووصف موقف الطرف الفرنسي بأنه "مشجع" موضحا في ذات الوقت "انه يعتقد بأن اضافة الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه الاخير لفكرة حدود عام 1967 تشكل اقترابا من الموقف الاوربي وهو الامر الذي يعمل الفلسطينيون على استغلاله".
وكان الوزير جوبيه قد اكد اليوم في رام الله ان فرنسا مستعدة لتحويل مؤتمر المانحين في شهر يوليو القادم في باريس الى مؤتمر سلام اوسع والذي يمكن ان يشكل بداية لاستنئاف المفاوضات المجمدة