رغم انها تعرف نفسها على انها منظمة حكومية مستقلة وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة الا ان يوكيا أمانو الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حولها الى مكتب لادارة المصالح الاميركية وبشكل فاضح اخجل اقرب المقربين للولايات المتحدة وحتى واشنطن نفسها التي اصبح الناطق باسم البيت الابيض يتهرب من الاسئلة الموجهة له بخصوص تقارير وتصرفات الوكالة الدولية الاممية
ينتقد المراقبون يوكيا أمانو، الذي خلف المصري محمد البرادعي في هذا المنصب، فما ان جلس على الكرسي حتى فتح الملف الايراني وبدأ يتوعد ويهدد القيادة الايرانية من دون حتى ان يطلع على تفاصيل هذا الملف فوقع في مغالطات ومطبات عديده احرجت الوكالة ومن تعمل لصالحة،
وأعلن ان الوكالة لم تستلم حتى الآن اية إثباتات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من شأنها ان تؤكد ان البرنامج النووي الإيراني برنامج سلمي بحت على الرغم من الادلة التي قدمتها طهران في هذا الصدد.
وقبل ان يغلق او يعلق الملف الايراني فتح الملف السوري بتكليف اميركي وبدعم من بعض الدول الاوربية، ولم يستطع ان يخرج بنتيجة ترضيه من الملفات والتقارير التي تصله عن مفاعل الكبر السوري الذي دمرته اسرائيل، حيث تجري الوكالة تحقيقا في سوريا منذ ثلاثة أعوام بشأن احتمال قيامها بنشاط نووي في موقع دير الزور الصحراوي.
وتقول تقارير مخابرات أمريكية إن موقع دير الزور كان يضم مفاعلا نوويا تحت الإنشاء من تصميم كوريا الشمالية بهدف إنتاج البلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية والوثيقة الوحيدة التي صدقها امانو هي التقرير المخابراتي الاميركي وهو بنظره كاف لنقل الملف الى مجلس الامن والتصويت عليه لادانة سورية في مسعى لزيادة الضغط الغربي على القيادة في دمشق التي تواجه مظاهرات واحتجاجات ضد النظام الحاكم.
وكانت تقارير مخابرات أمريكية قد أشارت الى أن المجمع كان مفاعلا تحت الانشاء من تصميم كوريا الشمالية لانتاج البلوتونيوم لتصنيع أسلحة نووية قبل أن تحوله الطائرات الحربية الاسرائيلية الى أنقاض. وكانت سوريا قد قالت انه منشأة عسكرية غير نووية.
وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال جرانت للصحفيين ان ويتينج "أدلى بافادة مدمرة ... يمكن للمرء من خلالها استخلاص نتيجة واحدة وهي ان سوريا كان لديها حقا في دير الزور منشأة نووية سرية."
ويعتبر مراقبون إن"الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم ترسل حتى هذه اللحظة خبراء ليتأكدوا ما إذا كان هناك في سورية منشأت نووية أو ليعرفوا ما يحصل هناك بالتحديد في الوقت الذي أعلنت فيه سورية انها ستسمح بالتفتيش وتتعاون بشكل كبير" كما ان الموضوع سياسي بامتياز،وما يحصل هو ضغط على سورية وإحالة الموضوع على مجلس الامن وعدم الحديث عن النووي الإسرائيلي هو انتهاك فاضح وصارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية".
ورغم التعاون السوري إلا أن هناك إصرار أميركي على توظيف هذا الملف في سبيل تضيّق الخناق على سورية،وهذا ما عبّر عنه صراحة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر حين قال إن" مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصوت على مشروع قرار بإحالة الملف النووي السوري إلى مجلس الأمن بسبب عدم تعاون دمشق مع الوكالة الدولية"، مشيرا إلى أن"هذا القرار سوف يؤدي إلى زيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد وتعزيز الجهود الدولية لوقف القمع الوحشي ضد السوريين"، بحسب تعبيره.
والواضح إن"الإحالة على مجلس الأمن تكون بعد أن تكون قد استنفذت الوكالة كل الطرق وقامت بكل الإجرءات،ولكن ما نراه هو إبتزاز ومحاولة إخضاع" . وهو ما يصب في صالح القوى الغربية بالدرجة الاولى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا
وتنفي سوريا امتلاك برنامج للأسلحة النووية، وفتحت ابواب مدينة دير الزور لفريق من الوكالة في 2008 وقد رفضت ان تكون البلاد مباحة لجواسيس محتملين على شاكلة ما جرى في العراق ابان عهد صدام حسين حيث استباح المفتشين حتى غرفة نوم الرئيس الراحل وقدموا تقارير مبنية على مطالبات ومصالح اسرائيلية وغربية