الغارديان: إسرائيل متورطة بمخطط انقلاب راس الخيمة

تاريخ النشر: 28 يوليو 2010 - 09:12 GMT
حاكم راس الخيمة
حاكم راس الخيمة

 

قالت صحيفة الغارديان البريطانية الأربعاء، إن إسرائيل تقوم بمساعدة ولي العهد السابق لإمارة رأس الخيمة الشيخ خالد بن صقر القاسمي المقيم في المنفى الذي يسعى إلى السيطرة على هذه الإمارة ذات الموقع الاستراتيجي المهم.

وبحسب الصحيفة، فقد التقى السفير الإسرائيلي في لندن رون بروسور مع الشيخ خالد الذي طلب منه المساعدة في الحملة التي يشنها من أجل الإطاحة بالقيادة الحالية للإمارة الواقعة إلى الشمال من دولة الإمارات ولا تبعد عن إيران المقابلة على الضفة الأخرى من الخليج سوى بنحو خمسين كيلومترا.

وقد جرى اللقاء في لندن في نيسان/أبريل الماضي وتلته اتصالات هاتفية ومساعدة ومشورة أوسع، وذلك بحسب وقائع قالت الغارديان إنها تمكنت من رصدها.

وقالت الصحيفة إن الشيخ خالد الذي عين محاميا بريطانيا مستشارا له، يحاول إقصاء والده المريض الشيخ صقر، وأخيه نصف الشقيق سعود بهدف السيطرة على الإمارة.

ونقلت عن البروفيسور كريستوفر ديفيدسون خبير الشؤون الإماراتية في جامعة دورهام البريطانية قوله إن تورط إسرائيل في ما سيصبح انقلابا أبيض غير دموي في أكثر المناطق حساسية في العالم، سيكون "غير مريح نهائيا".

ويزعم الشيخ خالد الذي أقصي عن ولاية العهد وجرى إرساله إلى المنفى عام 2003، أن رأس الخيمة أصبحت الآن معبرا لمعدات تستخدم في صناعة الأسلحة النووية لإيران. وقد انفق إلى ألان أكثر من ثلاثة ملايين دولار على حملة علاقات عامة لإقناع الساسة الأميركيين واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة بان وجوده هو في السلطة سيكون الأسلم.

وسيكون التحالف مع إسرائيل احدث انعطافة في ملحمة الشيخ خالد الاستثنائية لاستعادة السلطة. 

ففي حزيران/يونيو كشفت الغارديان عن أن الصندوق الذي خصصه الشيخ خالد المقيم في لندن لمعركته تجري إدارته عبر بيتر كاثكارت الذي يرئس مجلس أبرشية ويرأس شركة محاماة لعائلته في لوكهام غرب لندن.

وقد قام كاثكارت بدوره بإنفاق الأموال على قادة جماعات ضغط في واشنطن، فضلا عن مستشاري علاقات عامة في كاليفورنيا وخبراء عسكريين من أجل تجميع ملف يدين النظام في رأس الخيمة.

ومن جهته، قام السفير الإسرائيلي في لندن بالضغط على معارفه في الولايات المتحدة نيابة عن الشيخ خالد الذي طلب مساعدوه منه ترتيب اجتماع في واشنطن مع أي شخص مهتم بمزاعمهم حول خرق العقوبات وخصوصا ما يتعلق بأجزاء للبرنامج النووي الإيراني، بحسب سجلات للمؤامرة، وذلك بحسب وقائع وسجلات قالت الغارديان أنها اطلعت عليها.

واقتبست الصحيفة من رسالة الكترونية بعث بها كاثكارت إلى مكتب السفير الإسرائيلي ما نصه "سموه.. استمتع كثيرا بلقائه مع السفير".

وفي نيسان/ابريل، رتب كاثكارت حوارا هاتفيا بين الرجلين عندما كان الشيخ خالد في سلطنة عمان. ويلاحظ تسجيل للحوار أجراه كاثكارت إن السفير "يعمل من جانبه مع أشخاص بعينهم، ووعد بأن يجري حل المسالة لصالحه (الشيخ خالد القاسمي)".

ووفقا لما تورده الصحيفة، فان من المعتقد أن حاكم رأس الخيمة الشيخ صقر يحتضر في احد مستشفيات أبوظبي، وأن ابنه وولي عهده الشيخ سعود (54 عاما) قد طلب منه بدء الاستعدادات لخلافته، وهو حدث مهم في الحياة السياسية في الإمارات، ومن المرجح أن يحضره حكام أبوظبي الذين سيكون لهم التأثير الأكبر لجهة أي الابنين سيخلف الأب.

ويقول الخبير السياسي البروفيسور ديفيدسون أن الشيخ خالد "باجتماعه مع السفير الإسرائيلي يبعث إشارات إلى أبو ظبي وواشنطن بأنه سيكون صقوريا تجاه إيران في حال وصلت الأمور إلى حد الحرب".

ويضيف "هذا نوع جديد من الانقلاب. انه لا يتضمن حز الرقاب، بل إنفاق مبالغ كبيرة من المال على اتصالات حول العالم. إنه الأول من نوعه وأنا أراهن على نجاحه. أعتقد أنه بنهاية هذا الصيف سيكون لدينا نطق بالحكم".

وردا على سؤال للصحيفة حول تورط إسرائيل، قال بيتر راغون وهو متحدث باسم الشيخ خالد أن "هناك اهتماما كبيرا بالعلاقة الحالية للنظام في رأس الخيمة مع إيران، وتحديدا في سياق محاولة وقف تدفق الأسلحة والبضائع والتكنولوجيا عبر رأس الخيمة إلى الجمهورية الإسلامية".

وأضاف راغون أن "الشيخ خالد وممثلين عنه من فريقه يلتقون حاليا مع مسؤولين منتخبين، ومسؤولين حكوميين كبارا وممثلين لوسائل الإعلام في دول مختلفة. في الحقيقة، فإن ممثلين عن الشيخ خالد موجودون هذا الأسبوع في واشنطن ويلتقون مع ممثلين للسياسة الخارجية ومؤسسة الأمن القومي الأميركيتين، والذين هم قلقون جدا حيال أنشطة رأس الخيمة".

وقد رفضت متحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في لندن التعليق للصحيفة على هذه المعلومات. 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن