ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية يوم الخميس أن اسرائيل رفضت اقتراحا فلسطينيا لبدء محادثات السلام المباشرة يتمسك ببيان أصدرته القوى الكبرى كمرجعية للمحادثات.
وقالت تقارير لصحيفتي هاارتس ومعاريف اليساريتين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل يوم الاربعاء انه يريد أن تبدأ المحادثات المباشرة على الفور لكنه لن يقبل أي شروط مسبقة.
ولم يكن لدى مارك ريغيف المتحدث باسم نتنياهو أي تعقيب مباشر على التقارير التي قالت ان مهمة ميتشل "فشلت".
وقال ريغيف لرويترز "دعت حكومة اسرائيل للبدء فورا في محادثات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ أكثر من عام الان."
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدخول في مفاوضات مباشرة قبل موافقة نتنياهو على جدول أعمال واضح.
ويقول الفلسطينيون انه بدون جدول أعمال ربما يقترح نتنياهو شروطا غير مقبولة تماما في اتفاقية سلام ويترك عباس يبدو الطرف الرافض.
وأشار عباس هذا الاسبوع قبل أحدث زيارة مكوكية لميتشل انه قد ينتقل الى المحادثات المباشرة اذا ما استندت المفاوضات على بيان أصدرته في 19 آذار/ مارس اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
وقالت التقارير الصحفية ان هذا هو الاقتراح الذي نقله ميتشل الى نتنياهو بالرغم من أنه لم يتضح ما اذا كان طلب من اسرائيل قبوله رسميا أو مجرد الاقرار بالاطلاع عليه.
ويدعو بيان الرباعية اسرائيل الى وقف الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والتوصل الى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين في غضون 24 شهرا واقامة دولة على أساس حدود ما قبل حرب 1967 .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه كرولي يوم الاربعاء ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ناقشت الموضوع مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية.
وأضاف كرولي "اذا كان صدور بيان من اللجنة الرباعية سيساعد في تشجيع الجانبين على المضي قدما فأعتقد جازما ان هذا أمر ستؤيده الولايات المتحدة."
وقال مصدر فلسطيني انه يعتقد ان الرباعية ستصدر بيانها يوم الاثنين أو الثلاثاء لتمنح عباس الدعم الدولي الذي يسعى اليه وترمي الكرة في ملعب نتنياهو.
وعاد ميتشل الى واشنطن دون أن يكشف عن نتائج جولته المكوكية الخامسة منذ بدأت "المحادثات غير المباشرة" في ايار /مايو بعد توقف في عملية السلام استمر نحو 18 شهرا.
لكن كلينتون وصفت جلسة المحادثات التي عقدها ميتشل مع نتنياهو لمدة ساعتين بانها "اجتماع جيد وبناء" وأضافت أن الولايات المتحدة "ستواصل العمل عن كثب مع الطرفين بغية الانتقال الى المحادثات المباشرة في أسرع وقت ممكن."
ويريد الرئيس الاميركي باراك أوباما الارتقاء بعملية السلام الى المستوى الذي توقفت عنده قبل نحو عامين عندما شنت اسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في كانون الاول / ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 .
الا أن الفرصة اخذة في التقلص. فالتعليق الجزئي لبناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر الذي أمر به نتنياهو في تشرين الثاني / نوفمبر يوشك على الانتهاء في 26 أيلول / سبتمبر وهو ما قد يمثل تهديدا خطيرا للمحادثات.
وبدأ أعضاء في ائتلاف نتنياهو اليميني يتحدثون في وسائل الاعلام عن سبل يمكن بها تمديد التعليق جزئيا.
وذكر مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات أن جدول أعمال يتحدث عن دولة فلسطينية "على أساس حدود ما قبل حرب 1967 ليس محاولة لوضع الحدود قبل المفاوضات."
وأردف "هذه اللغة كانت مقبولة في جميع الاتفاقات خلال الثمانية عشر عاما الماضية من جانب رؤساء الحكومات الاسرائيلية ومن بينهم نتنياهو في ولايته الاولى."
