قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب إن ما يشتبه أنهم مسلحون فلسطينيون قتلوا إسرائيليا وأصابوا أربعة آخرين صباح الأحد عندما فتحوا النار على مجموعة كانت في طريقها إلى "قبر يوسف" بالضفة الغربية.
ووقع الحادث أثناء دخول السيارة إلى مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقد تمكن السائق من الوصول إلى قاعدة تابعة للجيش، حيث لفظ أحد المصابين أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه. وخضع المصابون للعلاج ثم نقلوا جوا إلى أحد المستشفيات.
وأوضح جيش الاحتلال أن المجموعة المكونة من 15 يهوديا متشددا دخلت المنطقة دون الحصول على التصريح اللازم من الجيش لزيارة القبر الموجود في ضواحي نابلس.
وكانت الجهات الأمنية المختصة في إسرائيل قد حذرت في الآونة الأخيرة من مغبة زيارة قبر يوسف دون تنسيق أمني مسبق مع الجهات المعنية.
من جانبها أعلنت السلطة الفلسطينية الأحد عن فتحها تحقيقا رسميا في الحادثة، وقال الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري إن السلطة تقوم الآن بالتحقيق بملابسات حادث إطلاق النار على مركبة إسرائيلية دخلت إلى محيط ضريح يوسف في مدينة نابلس دون تنسيق مسبق.
وذكر الضميري لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن السلطة تقوم بالتحقيق لمعرفة مطلق النار والأسباب التي دفعته إلى ذلك، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه.
وأوضح أن دورية أمن فلسطينية تتواجد بشكل دائم في محيط ضريح يوسف لحمايته.
وقال محافظ نابلس جبرين البكري انه تم تشكيل لجنة تحقيق من الاجهزة الامنية بخصوص حادث اطلاق النار الذي اسفر عن مقتل مستوطن واصابة ثلاثة اخرين في محيط "قبر يوسف" صباح الاحد.
واضاف المحافظ انه سيتم الاعلان عن النتائج فور انتهاء التحقيق.
واضرم شبان فلسطينيون غاضبون النار الاحد في مبنى "قبر يوسف" في مدينة نابلس، وذلك بعد وقت قصير من انسحاب الجيش الاسرائيلي منه.
ووقعت في المكان مواجهات عنيفة حيث رشق الشبان الفلسطينيون القوة الاسرائيلية بالحجارة، في حين اطلق الجنود الاسرائيليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان والمنازل مما ادى الى اصابة عدد كبير بحالات اغماء وضيق تنفس.
من جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن شرطيا فلسطينيا هو الذي أطلق النار على سيارة كان المصلون الإسرائيليون يستقلونها ما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد وجرح 4 آخرين اليوم .
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن محافظ نابلس جبريل البكري قوله إنه تم إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء أولا قبل إطلاق النار على المجموعة.
وفرض الجيش الاسرائيلي اغلاق تاما على مدينة نابلس، حيث اغلق كافة الحواجز العسكرية المحيطة في المدينة، ومنع حركة المواطنين الفلسطينيين عبرها.
ووصلت في الوقت ذاته مزيدا من القوات الاسرائيلية الى المنطقة الشرقية من مدينة نابلس.
كما اعلنت مدير التربية والتعليم في نابلس سحر عكوب عن تعليق الدوام في المدارس القريبة من منطقة "قبر يوسف" في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس.
وقالت عكوب بان هذا القرار جاء بهدف الحفاظ على حياة الطلبة، في تلك المنطقة التي تشهد وجودا اسرائيليا مكثفا بعد حادثة اطلاق النار على المستوطنين.
ويسمح لليهود بزيارة القبر خلال زيارة واحدة في منتصف الليل يتم تنسيقها شهريا ، لكن اليهود المتشددين يتسللون غالبا إلى القبر دون إشعار مسبق للسلطات.
وكانت مواجهات عنيفة جرت في العام 2000 حول هذا الموقع بين الفلسطينيين والجيش في بداية الانتفاضة الثانية.
وفي الاشهر الاخيرة حاول شبان من المستوطنين دخول الموقع عدة مرات بدون تصريح من الجيش وطالبوا بفتحه بشكل دائم امام الزوار اليهود.
