أستاذان من الأميركية ينالان منحة بقيمة 850 ألف دولار من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي
نال الأستاذان في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور عبد الرحيم أبو حسين تاريخ والبروفسور ماريو كوزاه السريانية والعربية، منحة بقيمة 850 ألف دولار من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في إطار برنامجه الوطني للأبحاث ذات الأولوية. وستغطّي المنحة مشروعاً مدته ثلاث سنوات بعنوان "الكتّاب السريان في قطر في القرن السابع الميلادي.”
وسيُنفّذ المشروع بالتعاون مع جامعة قطر ممثلة بالدكتور سيف المريخي والدكتورة هيا آل ثاني. وقد قُّدّم هذا المشروع في العام الماضي وتم التدقيق فيه وإجراء مراجعة مغفلة له من قبل ما لا يقل عن أربعة خبراء دوليين مؤهلين في هذا المجال.
ويعلم الباحثون في مجال الدراسات السريانية الغامضة نسبياً منذ فترة طويلة أن ما لا يقل عن سبعة كتّاب سريان من القرن السابع ميلادي ولدوا وتعلموا في "بيث قطرايا" وهي اللفظة السريانية لدولة قطر وتعني منطقة القطريين ومن بينهم كان اسحق من نينوى الذي يعتبر الاكثر تأثيراً بين جميع الكتاب الرهبان السريان والذي يستمر تأثيره قوياً في الأوساط الرهبانية حتى اليوم. والعديد غيره من قطر، مثل داديشو وغابريال بار ليبه وإبراهام بار ليبه وغابريال آريا وآهوب، وجميعهم من القرن السابع، كانوا كتاباً سريان حول الروحانية ومعلقين أو مفسرين داخل الكنيسة النسطورية في الشرق. هؤلاء الكتاب، الذين نشأوا في قطر وتلقوا تعليمهم هناك، يشيرون إلى أنها كانت مركزاً مهماً للتعليم ينافس المراكز الأُخرى المعروفة مثل مدرستي نصيبين أو الرها، بتركيا حاليا. وأصدر الكتاب السريان أنفسهم في قطر بعض أفضل الكتابات وأكثرها تطوراً التي يمكن العثور عليها في الأدب السرياني.
هذا وقد عثر على كلمة "قطرايا" وتعني للقطريين أو من قطر بالسريانية مضافة إلى أسماء هؤلاء الكتّاب في المخطوطات السريانية القديمة من القرن السابع إلى القرن العاشر ميلادي. وهذه المخطوطات محفوظة في المكتبة البريطانية البريتش ليبرري ومكتبة باريس الوطنية ومكتبة الفاتيكان ومكتبة سيلي أوك في برمنغهام.
وبالإضافة إلى ذلك، تم استخدام اسم "بيث قطرايا" أرض القطريين بالسريانية( من قبل المجتمعات الناطقة بالسريانية التي عاشت هناك، للإشارة إلى المنطقة بأسرها التي تعرف الآن بقطر والبحرين والساحل العربي المجاور . ويرد اسم "بيث قطرايا" جنباً إلى جنب مع أسماء أماكن محددة داخل هذه المنطقة في خمس رسائل من أيشوياهب الثالث، بطريرك كنيسة المشرق من 650 إلى 658 ميلادي، إلى سلطات الكنيسة والكهنة والرهبان، عن وضع شعب "بيث قطرايا". ويبدو أن الطائفة السريانية في "بيث قطرايا" كانوا يتصرّفون بشكل مستقل عن السلطات في فارس وسلوقية - المدائن العراق في العصر الحديث مما كان يثير استياء البطريرك.
ويعتبر الباحثان أبو حسين وكوزاه أن تحديد المجتمعات المتنوّرة في شبه الجزيرة العربية، والتي أثّرت جداً على إنتاج المعرفة في القرن السابع في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك سوريا وبلاد ما بين النهرين كفيل بأن يشجّع العلماء لإعادة النظر في معارفهم، وتسليط الضوء على مساهمات الكتّاب السريان من قطر سيؤثر على مجال الدراسات السريانية، وأيضاً، على نطاق أوسع، على مجال دراسات الشرق الأوسط. وسوف يضع التراث الغني في الجزيرة العربية قبل الاسلام وخاصة التقاليد الشعرية العربية بمحاذاة الأصوات الأخرى الناطقة بلغات مختلفة، والمنتجة لمعرفة مختلفة، تتقاسم المنطقة نفسها أو جوارها . وهذا سيخلق نقاطاً مشتركة بين الدراسات الثقافية والتاريخية السريانية والعربية، والبيزنطية قبل الإسلام . وسوف يسلط المشروع الضوء على دور الجزيرة في انتاج المناقشات الفكرية في ذلك الوقت والمساهمة فيها، وستعرض الدراسة مجموعة متنوعة من الكتابات والأفكار ذات الآثار الواسعة النطاق من شبه الجزيرة العربية والإمبراطوريات المحيطة بها.
وقال أحد الذين راجعوا العمل إن أهمية هذا المشروع تكمن في محاولته التعرف على البيئة التعليمية والحركة الثقافية التي لم تكتشف بعد بأي بطريقة منهجية. وأضاف تحديد قطر كموقع حيوي من الإنتاج الثقافي في القرن السابع مهم لأنه يوفر مراكز جديدة للبحث تضاف إلى المراكز التقليدية في ذلك الوقت، وهي سوريا وبلاد ما بين النهرين. وقال الباحثان إن اسحق من نينوى، الذي كان يُعتقد أنه من بلاد ما بين النهرين، نظراً لاسمه، هو في الواقع من قطر ومن نتاج هذه البيئة الثقافية النابضة بالحياة، وأوضحا أن هذه المعلومات الجديدة ترسم شبه الجزيرة العربية خلال تلك الفترة كلاعب رئيسي في الإنتاج الثقافي إلى ما وراء حدودها . وأردفا أن تسليط الضوء على دور الكتّاب السريان من قطر يساعد على إثراء الخارطة الثقافية في الشرق الأوسط خلال تلك الفترة . وختم الباحثان: إن جمع وترجمة أعمال الكتاب السريان من قطر هو مشروع مهم.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.