حكايات من مخيم الزعتري: الثورة بعيون اللاجئين هي "شر لا بد منه"

تاريخ النشر: 03 فبراير 2013 - 02:00 GMT
اللاجئ السوري خالد عليان
اللاجئ السوري خالد عليان

كان كل أمل السوري (خالد عليّان) هو تأمين نفسه وعائلته بعد تقاعده من العمل في سلك الشرطة مما دفعه إلى شراء سيارة نقل ليستخدمها كسائق إضافة إلى قيامه بتأسيس محل تجاري خاص به لا يشاركه فيه أحد.

 وبرغم أن الحياة في سوريا ما قبل الثورة كانت مستمرة والأسعار مناسبة حيث كان باستطاعة 100 ليرة سورية أن تؤمن حياة عائلة لمدة يومين -على حد قول خالد- إلا أن كرامة الإنسان كانت هي العنصر المفقود في سوريا مما دفع إلى قيام الثورة السورية.

يتابع خالد حديثه عن الحياة في سوريا قائلًا بأنك إن لم تكن من أتباع الطائفة العلوية أو لا تربطك علاقة قوية بأي من المسؤولين المتنفذين في الدولة، فإنك لا تعدو مجرد رقم غير ذي حقوق في سوريا، ويضيف بأن خيرات البلد محصورة بيد أولئك المقربين من النظام أو العلويين. وهو وإن كان قد وطد نفسه ومجايليه على القبول بهذا الوضع فإن الأجيال القادمة لن ترضى به.

وقد تعرض "خالد" للاعتقال داخل سوريا لمدة 100 يوم دون تحقيق أو محاكمة قضاها بغرفة داخل زنزانة لا يذكر سوى رقمها وهو الرقم"11". ويعتبر خالد أن خروجه من المعتقل كان بمثابة المعجزة خصوصاً بعدما إعلان وفاته عبر التلفزيون مما دفع عائلته إلى إقامة مراسم العزاء على روحه. ولم يتمكن خالد بعد خروجه من السجن من استرداد سيارته التي انتقلت إلى ملكية غيره بالمجان كما وتعرض محله وبيته للقصف.

ولم يقرر خالد خوض رحلة الهروب الى "مخيم الزعتري" الا بعد قصف المسجد الذي كان يقطنه هو وأسرته مدفوعا بغريزة الأبوة وحفاظًا على حياة أبنائه الستة. ليخوض رحلة إلى ذلك المصير المجهول دون أن يعرف ما الذي ينتظره داخل المخيم وما هي طبيعة الحياة التي سوف يعيشها مع أفراد أسرته في أرض غريبة.

- يتبع -

 

نورا خليل العزوني 

ميساء الخضير