قالت جماعة النشطاء السورية الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات ان القمع العنيف اسفر عن مقتل 1300 مدني وطالبت الرئيس بشار الاسد بالتنحي، بينما سيطر الجيش على مدينة جسر الشغور في شمال غرب البلاد حيث شن عملية واسعة النطاق منذ الجمعة.
وفي بيان يحدد الخطوط العامة لرؤيتها لحل سياسي قالت لجان التنسيق المحلية ان السلطة يجب ان تسلم الى الجيش وان يعقد مؤتمر تحت اشراف دولي خلال ستة اشهر لكتابة دستور جديد ومنع سوريا من الانزلاق الى الفوضى وضمان انتقال سلمي للسلطة.
وقال البيان ان "مهمة المؤتمر هي ضمان تنح سلمي وامن للنظام القائم."
واضاف البيان ان الشعب السوري اظهر "شجاعة استثنائية وكافح من اجل حريته مقدما اكثر من 1300 من ابنائه شهداء وفوق عشرة الاف من المعتقلين."
في غضون ذلك، ذكر التلفزيون السوري الرسمي مساء الاحد ان الجيش السوري سيطر سيطرة تامة على مدينة جسر الشغور في شمال غرب سوريا حيث شن عملية واسعة النطاق منذ الجمعة.
واضاف التلفزيون ان فرقا من الجيش تطارد "العناصر المسلحة" في الجبال المجاورة.
وبحسب التلفزيون، فان الجيش انتشل عشر جثث من عناصر قوات الامن من مقبرة جماعية، وكانت غالبية الجثث مقطوعة الراس والاعضاء.
ومدينة جسر الشغور التي تعد 50 الف نسمة، شبه خالية منذ اسبوع بسبب معارك دارت فيها. ويتحدث النظام عن مواجهات مع "مجموعات مسلحة" في حين يتحدث شهود عن تمرد، وعن تمشيط منهجي ودام من قبل السلطات.
وكان التلفزيون الرسمي ذكر في وقت سابق ان الجيش دخل الاحد جسر الشغور لكي "يطرد منها المجموعات المسلحة"، مضيفا ان صدامات عنيفة وقعت بين قوات الجيش وعناصر من المجموعات المسلحة المتحصنين في محيط المدينة وداخلها.
ومع استعادة المدينة، عثر العسكريون على "مقبرة جماعية" تحوي جثث عناصر قتلوا اثناء الهجوم على مقر الامن العسكري في السادس من حزيران/يونيو، كما قال التلفزيون.
وبحسب دمشق، فان 120 شرطيا قتلوا في ذلك اليوم بيد "مجموعات مسلحة"، منهم 82 في مقر الامن.
لكن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية واكدوا ان الشرطيين قضوا اثناء تمرد.
وقد اعلن التلفزيون الرسمي السوري الجمعة ان الجيش بدأ عملية عسكرية في محيط المدينة بطلب من سكان في المنطقة، متهما "مجموعات مسلحة بارتكاب فظائع".
وقال ناشط لوكالة فرانس برس "بدأ الجيش منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7,00 (4,00 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والاسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب".
وتابع "سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة" مؤكدا انتشار حوالى 200 دبابة في المنطقة.
وقال ناشط حقوقي اخر نقلا عن سكان في المدينة "تسمع منذ هذا الصباح اصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت اعمدة من الدخان تتصاعد" من المدينة.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد لتلفزيون سكاي نيوز ان على مجلس الامن الدولي اتخاذ "موقف واضح" بشان سوريا باصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد.
وقال هيغ ان احتمالات صدور قرار ضد سوريا "غير مضمونة" نظرا الى معارضة لبنان حليف سوريا، كما ان روسيا والصين عارضتا بشدة صدور مثل ذلك القرار".
واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون السبت عن "قلقها الشديد لتدهور الوضع الانساني" في سوريا، مجددة نداءها الى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الانسانية.
وقالت آشتون في بيان مساء السبت انها تشجب "التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الايام الماضية".
واضافت "انا قلقة جدا لتدهور الوضع الانساني الناجم عن اعمال السلطات السورية، واطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الانسان ووكالات انسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر".
وتأتي دعوة آشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الابيض للنظام السوري بالتسبب ب"ازمة انسانية" بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية.
وتظاهر حوالى 300 شخص في وسط مدينة مونتريال احتجاجا على القمع الدموي الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة المطالبة برحيله عن السلطة.
وهتف المتظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الله، سوريا، حرية وبس" وتجمعوا امام جامعة كوكورديا في الشطر الغربي من وسط هذه المدينة الضخمة في مقاطعة كيبيك.
وافادت وكالة انباء الاناضول ان اكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليل السبت الاحد، ما يرفع الى 5051 عدد اللاجئين الذين اتوا من سوريا للعيش في خيم جنوب تركيا.
وكان التعداد الاخير المقدم من مصدر رسمي بعد ظهر السبت اشار الى وصول 4600 لاجئ من سوريا الى تركيا. ومنذ مطلع الاسبوع الماضي، يتوافد مئات السوريين يوميا الى منطقة انطاكيا الحدودية هربا من قمع قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
واشار التلفزيون الحكومي الى ان اللاجئين اتوا من مدينة جسر الشغور على بعد نحو 40 كلم من تركيا، حيث دخلت القوات السورية الاحد "لطرد المجموعات المسلحة".
وينزل اللاجئون في مخيمين في انطاكيا جهزهما الهلال الاحمر التركي. ويتم تجهيز مخيمين اخرين في هذه المنطقة.
ويتولى الدركيون الاتراك الاهتمام بهؤلاء اللاجئين ويتم نقلهم الى المخيمات او المستشفيات. وادخل نحو ستين شخصا الى المستشفى السبت للمعالجة من اصابات مختلفة بحسب مصادر محلية.
كما انشأت السلطات مستشفى ميدانيا صغيرا في ياغلادادي وهو الاول والاكبر في هذه المخيمات لتأمين العناية الطبية الطارئة للجرحى.