قال عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني ان الرئيس علي عبد الله صالح سيعود من رحلة العلاج في السعودية في غضون أيام في الوقت الذي احتفل فيه الاف اليمنيين بما يأملون ان يكون عصرا جديدا بدونه.
ويشعر دبلوماسيون ومحللون ان بقاء صالح في السعودية حيث أجريت له عملية جراحية لاستخراج شظايا من صدره في هجوم على قصره يوم الجمعة قد يطول بينما تحاول الرياض الوساطة في اتفاق لنقل السلطة لمنع انهيار اليمن.
وتصاعدت الضغوط الدولية على كل الاطراف لايجاد وسيلة لانهاء الاشتباكات التي تدفع اليمن نحو حرب أهلية بسبب القلق من انها قد تصبح دولة فاشلة تأوي جناح القاعدة بجوار السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وصمدت هدنة هشة في صنعاء توسطت فيها السعودية بعد أسبوعين من الاشتباكات بين قوات صالح واتحاد قبائل حاشد التي سقط فيها أكثر من 200 قتيل وأجبر الالاف على النزوح.
لكن وقع قتال جديد في مدينة تعز الجنوبية حيث قالت الامم المتحدة انها تحقق في تقارير ذكرت ان 50 شخصا قتلوا الاسبوع الماضي.
وقال اللقاء المشترك وهو ائتلاف لاحزاب المعارضة انضم الى احتجاجات الشوارع المستمرة منذ عدة أشهر لانهاء حكم صالح انه يؤيد انتقال السلطة الى نائب الرئيس.
ونقل عن هادي قوله لوكالة سبأ ان صحة صالح تتحسن وانه سيعود الى اليمن في الايام القادمة.
واصيب صالح (69 عاما) يوم الجمعة عندما اطلق صاروخ على قصر الرئاسة في صنعاء مما ادى الى قتل سبعة اخرين واصابة مسؤولين ومستشارين كبار. ويعالج صالح في مستشفى بالرياض.
لكن دبلوماسيا في المنطقة قال "لا أعتقد ان السعودية أو شعبه يريدون عودته. انه لا يتمتع بتأييد في المنطقة."
ويترقب اليمنيون الانباء بشأن ان كان صالح سيوقع اتفاق انتقال السلطة الذي تم التوصل اليه بوساطة خليجية والذي يرفضه حتى الان.
وفي بيان مشترك وجهت كل من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورؤساء وزراء بريطانيا واسبانيا وايطاليا الشكر الى السعودية لاستقبالها صالح للعلاج ودعوا جميع الاطراف في اليمن الى "ايجاد وسيلة مصالحة على اساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي."
وحث مجلس التعاون الخليجي جميع الاطراف على العمل لانهاء العنف وقال انه سيواصل جهوده للتفاوض على اتفاق لنقل السلطة.
وتلقى اليمن الذي يعتمد 60 في المئة من اقتصاده على النفط ضربة شديدة لاغلاق خط انابيب قالت مصادر تجارية انه سبب نقصا في الوقود.
لكن مستقبل اليمن لايزال غامضا في ظل وجود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ منه مقرا ويستغل المساحة المتاحة له لممارسة نشاطه وسط انقسام البلاد بسبب الخلافات بين شيوخ القبائل وقادة الجيش والساسة.
وقال المحلل السياسي المصري نبيل عبد الفتاح ان رحيل صالح الى السعودية ليس منة من الاسرة الحاكمة السعودية لان أمن السعودية والخليج مرتبط بأمن اليمن.
وفسر المحتجون غياب صالح على انه قد يكون دائما واحتفلوا في شوارع صنعاء حيث ينظمون مظاهرات ضد الحكومة منذ يناير كانون الثاني.
وقال أحد من شاركوا في التجمع الحاشد في صنعاء "من المستحيل بالنسبة لنا ان نسمح (لصالح) بالعودة. وأولئك الاقارب الذين مازالوا هنا من الافضل لهم ان يتبعوه الى السعودية."
وكتب على لافتة رفعها احد المحتجين في بحر من الاعلام اليمنية "اللي بعده" في اشارة الى موجة من الانتفاضات في العالم العربي والتي شهدت الاطاحة برئيسي تونس ومصر.
الا أن وسائل الاعلام المملوكة للدولة قالت ان أنصار صالح خرجوا الى الشوارع في محافظة اب للاحتفال بنجاح العملية بالاغاني والرقص واطلاق الاعيرة النارية في الهواء.
وقد يجعل رحيل صالح من الصعب عليه استعادة السيطرة على البلاد وان كان أوثق أقاربه مازالوا يتولون قيادة وحدات عسكرية رئيسية وقوات الامن.
ومن بين المنافسين المحتملين في صراع على السلطة اتحاد قبائل حاشد المسلح جيدا فضلا عن القادة العسكريين المنشقين والاسلاميين واليساريين والجماهير الغاضبة التي تريد التخلص من الفقر المدقع والفساد وتدهور الخدمات العامة.
وتحدى صالح الدعوات الدولية للتنحي وصمد على الرغم من انشقاق قادة كبار بالجيش ووزراء وسفراء بعد أن قتلت القوات الكثير من المتظاهرين في مارس اذار. وقتل اكثر من 450 شخصا في الاضطرابات التي تهز البلاد البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
واغضب صالح حلفاءه الامريكيين والسعوديين -الذين كانوا ينظرون اليه كشريك رئيسي في الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب- بتراجعه مرارا عن اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي لترك السلطة مقابل عدم محاكمته وهو ما يرفضه المحتجون.