تسعى الدول الغربية لمعاقبة سوريا لاشتباهها بأنها تقوم بنشاطات نووية غير مشروعة، من خلال اقتراحها على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ اجتماعاته الاثنين في فيينا عرض القضية على مجلس الأمن الدولي.
ياتي ذلك في الوقت الذي اقر الكونغرس الاميركي سرا مبلغ 700 مليون دولار لدعم نشطاء على الانترنت وصحفيين واعلاميين لشن حملة على نظام بشار الاسد
وسيبحث الأعضاء الـ 35 في المجلس اعتبارا من الاثنين القادم في ميزانية السنتين المقبلتين للوكالة والكارثة النووية في اليابان، لكن الاهتمام سيتركز على الأرجح على التحقيقات المتعلقة بالبرنامجين النوويين غير المشروعين لإيران وسوريا المستمرين منذ سنوات.
ونشر المدير العام للوكالة يوكيا أمانو الأسبوع الماضي تقريرين حول تقدم هذين التحقيقين يتهمان دمشق وطهران بعرقلة التحقيقات. وتواصل إيران تخزين اليورانيوم القليل التخصيب على الرغم من سلسلة عقوبات فرضتها الأمم المتحدة، كما ترفض التعاون بشأن الطابع الذي تقول الدول الغربية انه عسكري لبرنامجها النووي. وترى واشنطن أن قرارا ضد دمشق "حاسم لحماية مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاقات الضمانات"، كما ورد في رسالة وجهت إلى الدول الأخرى الأعضاء في المجلس.
وتبنت بريطانيا الموقف نفسه. وزعم سفيرها سايمن سميث إن "ما قاله لنا المدير العام بشأن سوريا هو أن هذا البلد لم ينفذ التزاماته بشأن اتفاقات الضمانات. هذا الرفض يجب أن يبلغ به مجلس الأمن الدولي كما هو واجب علينا بموجب نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتؤكد سوريا أن موقع دير الزور لم يكن منشأة نووية ودعت اكثر من مرة الخبراء لزيارة المنشاة المدمرة ويشير الدبلوماسيون الغربيون إلى وجود أغلبية في مجلس حكام الوكالة لتبني القرار لكنهم يقولون انه "من السذاجة" الاعتقاد بحصوله على إجماع، على حد تعبير احدهم.
واهم نقطة مجهولة في هذا الشأن هي موقفا روسيا والصين بينما تعهدت سوريا "بالتعاون الكامل" خلال اجتماع مع ممثلين للوكالة الأسبوع الماضي. وتحت تهديد نقل الملف إلى الأمم المتحدة وفرض عقوبات، قالت دمشق في اللحظة الأخيرة إنها مستعدة لمواصلة المفاوضات بعد اجتماع مجلس الحكام. وقال الغربيون إنها مناورة تسويفية وغير كافية لتجنب قرار.
وياتي التحرك الدولي في خضم المشاكل والاضطرابات الداخلية وعملت الولايات المتحدة على تغذيتها سرا من خلال مبالغ مالية تقدمها دعما لمؤسسات ونشطاء يعملون على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر واليوتيوب لتشويه صورة النظام وتضخيم الحقائق في الوقت نفسه تقوم الولايات المتحدة بالاتصال بشكل غير مباشر مع المعارضة السورية ومنها جناح في جماعة الاخوان المسلمين التي تعارض منذ الثمانينيات بهدف التنسيق معها لاسقاط الحكم في سورية .
وعلى الرغم من التحذيرات بالوصول الى اتون الحرب الاهلية الا ان الدول الغربية على راسها فرنسا بريطانية والولايات المتحدة بدأت بتغذية المعارضين والاضطرابات ودعمها اعلاميا وسياسيا وتصوير تقدم الاحتجاجات الى مراكز متقدمة في سلم ازاحة الرئيس بشار الاسد عن سدة الحكم .