بعد دقائق من انتهاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد إلى شعبه خرجت العشرات من التظاهرات في مختلف المدن السورية للمطالبة بـ"إٍسقاط النظام".
ونظمت تظاهرات مناهضة للنظام الاثنين في مدن عدة في سوريا بعد الكلمة التي القاها الرئيس بشار الاسد حسب ما اعلن ناشطون لـ (فرانس برس).
وسار المتظاهرون في مدينة حلب الجامعية (شمال) وفي سراقب وكفر نبل في محافظة ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) حسب ما اعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ومقره لندن.
واكد ان "المتظاهرين انتقدوا الكلمة التي وصفتهم بانهم مخربون او متطرفون"، مؤكدين انهم "يطالبون بالحرية والكرامة".
واكد ناشطون اخرون تنظيم تظاهرات في حمص وحلب وان تظاهرات تنظم ايضا في حماه (شمال) واللاذقية (غرب).
وفي حماه نزل المتظاهرون الى الشارع بالالاف من دون انتظار انتهاء كلمة الرئيس للمطالبة برحيل الاسد بحسب ناشطين على الارض.
وشدد النشطاء على أن هذا الخطاب كان "مخيبا جدا للآمال ومستفزا"، وقالوا في تحد إنه "سيكون الأخير للأسد" ودعوا إلى المزيد من الاحتجاجات اليوم "حتى يتحول يوم الاثنين إلى يوم جمعة" حيث عادة ما تكون تظاهرات الجمعة أكثر زخما باعتباره يوم عطلة رسمية.
وخرجت تظاهرات في الكثير من بلدات محافظة إدلب وكذلك دمشق و حمص واللاذقية وحلب وعلى الحدود التركية حيث آلاف اللاجئين السوريين.
وقبل انتهاء الخطاب، ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في المزيد من المظاهرات ردا على ما جاء فيه. وكتب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) "طبعا لحظة انتهاء الخطاب ستكون الشرارة لخروج تظاهرات تليق بالخطاب (...) شاركونا في جميع أنحاء سورية".
نشطاء ينتقدون الخطاب
وانتقد النشطاء تصنيف الأسد للمحتجين إلى اصحاب مطالب ومخربين وأصحاب فكر تكفيري، وقالوا: "المجرمون هم استخبارات النظام الذي قتل 1600 وجرح 6000 واعتقل 15000".
وعلى الصعيد الرسمي أعلن التلفزيون السوري اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في جسر الشغور بمحافظة إدلب في شمال غربي سورية، وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات الجيش ضبطت خلال تنظيفها مدينة جسر الشغور من التنظيمات الإرهابية المسلحة كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والبنادق والمسدسات والقنابل اليدوية والأسلحة البيضاء إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر المتنوعة وعبوات ناسفة شديدة الانفجار وأصابع ديناميت.
ناشطون سوريون يعتبرون ان خطاب الاسد "يكرس الازمة" ويعلنون استمرار "الثورة"
واعتبرت "لجان التنسيق المحلية" التي تضم ابرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في سوريا ان الخطاب الذي القاه الرئيس بشار الاسد الاثنين "يكرس الازمة" واعلنت استمرار "الثورة" حتى تحقيق اهدافها.
واعتبرت الناشطة السورية سهير الاتاسي ان الخطاب الذي القاه الرئيس بشار الاسد الاثنين "لا يرقى الى مستوى الازمة" وسيؤدي الى تأجيج التظاهرات ضد نظامه.
بدوره صرح المعارض السوري والحقوقي حسن عبد العظيم الاثنين ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد "لم يكن كافيا" معتبرا انه كان على الرئيس السوري الاشارة الى مرحلة اساسها الحلول السياسية.
وقال المعارض عبد العظيم لوكالة (فرانس برس) ان "الخطاب لم يكن كافيا"، موضحا انه "يوجد افكار كثيرة لكن المسالة بقيت غير واضحة في الخطاب وغير مطمئنة".
وتابع عبد العظيم "انه لم يقرر سحب الجيش وقوى الامن من المدن والمناطق وهذا يجعل الحل الامني والعسكري هو السائد وليس الحلول السياسية".
واشار المعارض "كانت هناك دعوة للحوار الوطني مع المناطق ومحافظات دون الحديث بشكل واضح وصريح لدعوة الاطراف المعارضة للحوار الوطني بعد توفر مناخه وسحب الجيش والقوى الامنية واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الراي والضمير".
مسيرات تاييد
أكدت مصادر مسؤولة في حزب البعث الحاكم أن "تعليمات رسمية صدرت عن الدوائر المسؤولة في البعث الحاكم لكل كوادره وموظفي القطاع العام، حتى من لم يكن منهم بعثيا، بالنزول إلى الشارع صباح الثلاثاء للمشاركة في مسيرات حاشدة تأييدا للنظام".
ودرجت العادة أن تخرج مسيرات حاشدة كنوع من الدعم الشعبي والمعنوي للسلطات السورية بغية رص الصفوف التي يبدو إنها تضررت كثيرا في الآونة الأخيرة جراء التظاهرات المناهضة لتوجهات البعث الحاكم.
وتقدر أوساط البعث أن يخرج غدا إلى الشارع عشرات الآلاف من المؤيدين هاتفين بشعارات تقليدية تمجد السلطات المحلية.
وتأتي المسيرات المؤيدة غدا بعد خطاب الرئيس بشار الأسد الذي ألقاه اليوم على مدرج جامعة دمشق والذي كرسه للشأن الداخلي، حيث لاقى الخطاب ردود أفعال أولية داخلية متباينة بين مؤيد ومعارض.