استبعدت تركيا الثلاثاء التدخل الأجنبي في سوريا، ونفت تقريرا عن تخطيطها لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للحيلولة دون تدفق اللاجئين، فيما اقترحت واشنطن ان تقوم انقرة والرياض بدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي بدلا من ان تقوم هي بذلك.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو لرجال أعمال أتراك في حفل إفطار "لا نريد تدخلا أجنبيا في سوريا لكننا لا نقبل ولن نقبل أي عمليات ضد المدنيين."
وحث داود أوغلو الاسد يوم الاثنين على وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين على الفور ودون شروط قائلا ان هذه هي "الكلمة الأخيرة" من أنقرة.
ويعبر الزعماء الاتراك الذين أيدوا الاسد من قبل عن استيائهم المتزايد من قمع الزعيم السوري العنيف للمتظاهرين الذين يطالبون بانهاء حكمه المستمر منذ 11 عاما.
من جهة اخرى، نفى مسؤولون أتراك تقريرا بثته يوم الثلاثاء قناة تلفزيونية محلية عن تخطيط أنقرة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للحيلولة دون تدفق اللاجئين.
وكانت قناة (سي.ان.ان ترك) قد أوردت ذلك التقرير على شاشتها وبموقعها على الانترنت لكنها لم تنسبه الى مصدر ولم تذكر تفاصيل عن شكل المنطقة العازلة. ويوحي لفظ المنطقة العازلة بتوغل من نوع ما لقوات تركية عبر الحدود في سوريا.
لكن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ ذكر أن بلاده لا تريد إنشاء مثل هذه المنطقة على الحدود مع سوريا. ونقلت عنه وكالة الاناضول الرسمية للانباء قوله "نحن لا نريد إقامة.. منطقة عازلة."
كما نفى مسؤولون بمكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ومن وزارة الخارجية تقرير المحطة التلفزيونية.
جاء ذلك بعد يوم واحد من مطالبة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للرئيس السوري بشار الاسد بوضع حد لعملياته العسكرية ضد المدنيين على الفور وبدون شروط.
وحذر داود أوغلو الرئيس السوري خلال مؤتمر صحفي مساء الاثنين قائلا "هذه كلمتنا الاخيرة". وكان الزعماء الاتراك يساندون الاسد قبل اندلاع العنف لكن احباطهم من دمشق يتزايد على ما يبدو.
ومع تحدي الاسد للضغوط الدولية وتدفق لاجئين سوريين عبر الحدود الى داخل تركيا كانت وسائل الاعلام قد ذكرت في وقت سابق أن الساسة والقادة العسكريين الاتراك يبحثون انشاء منطقة عازلة داخل سوريا.
وأُخذت تركيا على غرة حين تدفق زهاء 500 ألف شخص معظمهم أكراد عبر حدودها قادمين من العراق خلال حرب الخليج عام 1991. وظلت وحدات صغيرة من القوات التركية على مدى سنوات بعد ذلك تراقب مساحة أصبحت فعليا منطقة عازلة في شمال العراق.
وشهدت العلاقات بين سوريا وتركيا فترات من التوتر على مر الأعوام. ففي التسعينات عندما كانت القوات التركية تقاتل متمردين أكرادا كانوا يعملون من قواعد داخل سوريا كادت تنشب حرب بين البلدين.
الى ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء انه سيكون من الافضل والاكثر فاعلية ان تقوم تركيا والسعودية بدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي بدلا من ان تقوم الولايات المتحدة بذلك.
وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا بشكل غير رسمي الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تستعد لتوجيه دعوة واضحة الى الرئيس السوري الى التنحي بسبب القمع الواسع الذي تتعرض له التظاهرات السلمية في الكثير من المدن السورية.
الا ان كلينتون المحت الثلاثاء الى ان الولايات المتحدة ليست مستعدة للقيام بذلك.
وقالت خلال مناقشة جرت في جامعة الدفاع الوطنية بحضور وزير الدفاع ليون بانيتا "لن تتغير اشياء كثيرة في حال دعت الولايات المتحدة الاسد الى الرحيل، بالمقابل في حال قامت تركيا او العاهل السعودي بذلك فان نظام الاسد لا يستطيع تجاهله".
واوضحت وزيرة الخارجية الاميركية ان تركيا والعربية السعودية ودولا اخرى لها تأثير على بشار الاسد اكثر مما لدى الولايات المتحدة التي "بالكاد تقيم علاقات مع سوريا".
وردا على سؤال حول ما اذا كان على ادارة اوباما ان تدعو بشكل حازم الى رحيل الرئيس السوري قالت كلينتون انها "تؤمن بالنتائج اكثر مما تؤمن بالخطابات".
ورفضت كلينتون من جهة ثانية الانتقادات التي تعتبر ان الولايات المتحدة تسعى الى الاختباء وراء دول اخرى وقالت "لا زلنا في الموقع القيادي الا ان قسما من هذا العمل يقضي بان نكون قادرين على جلب اشخاص اخرين معنا".