حذرت الدول المانحة في اجتماع في نيويورك الجمعة من أن اليمن أفقر بلد في العالم العربي، سيشكل خطرا كبيرا اذا لم يمنع العالم انهياره، في وقت تتواصل المواجهات بين السلطات الأمنية وتنظم القاعدة.
وقال وزير التنمية الدولية البريطاني الان دنكان بعد اجتماع (أصدقاء اليمن) إن الدافع الرئيسي لتقديم المساعدات لليمن هو حماية استقرار الدولة بشكل عام.
واضاف: ستكون هناك مخاطر كبيرة على البلاد والمنطقة والعالم بشكل عام اذا انهارت الدولة في اليمن، موضحا إن هذا البلد لن يكون لديه نفط ولا ماء ولا وقت قريبا.
وتحول اليمن الذي يهزه تمرد في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ملاذا للاسلاميين في وضع يزيد من سوئه تراجع الاقتصاد. وقد انخفضت الاحتياطات النفطية التي تشكل 75 بالمئة من عائدات اليمن.
ويضم منتدى (أصدقاء اليمن) الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، خصوصا الولايات المتحدة والاوروبيين واليمن والدول المجاورة من الدول النفطية الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وكانت هذه المجموعة انشئت في كانون الثاني/ يناير في لندن بشكل متسرع بعد تبني تنظيم القاعدة في اليمن محاولة اعتداء على طائرة ركاب مدنية اميركية في رحلة بين امستردام وديترويت.
ويتحدى عناصر القاعدة منذ ذلك الحين علنا الجيش اليمني.
وناقش المنتدى تحركات الدول المانحة من اجل اليمن والدعم الذي يفترض أن تقدمه لبرنامج اصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي وليام بيرنز المدير السياسي في وزارة الخارجية أن الاجتماع كشف روحا حقيقية للتعاون لدعم اليمنيين.
وتحدث (أصدقاء اليمن) في البيان الختامي للاجتماع عن تقدم مشجع منذ بداية العام. وقد رحبوا خصوصا بموافقة اليمن على برنامج لصندوق النقد الدولي يهدف إلى اصلاح الاقتصاد، وبدء (حوار وطني).
ويتضمن إعلان المجموعة سبع نقاط اقتصادية بينها خصوصا (خطة للتنمية وخفض الفقر) للفترة من 2011 إلى 2015، يفترض أن تسمح لليمن بالاستفادة بشكل أفضل من المساعدة الانسانية المقدمة منذ سنوات.
وفي نهاية شباط/ فبراير، بحث اجتماع للمانحين في الرياض وسائل تحريك ما تبقى من مساعدة تبلغ 5,7 مليارات دولار قطعت وعود بتقديمها في 2006 في لندن، بينها 2,5 مليار دولار تعهد مجلس التعاون الخليجي بمنحها.
وقال دانكان إن حوالى ثلاثة مليارات دولار من هذا المبلغ لم يتم انفاقها لان هذا البلد لم يكن قادرا على امتصاصها.
وحددت المجموعة أهدافا ضد التطرف الاسلامي. وكانت صنعاء أعلنت خلال الاجتماع عن (استراتيجية ضد التطرف) اعتبرت الدول المانحة انها تشكل أساسا جيدا للحصول على دعم شركاء اليمن.
ومن جهة أخرى، تحدث (اصدقاء اليمن) عن مكافحة الفساد واحترام حقوق الانسان وهما مجالان أكد الوزير البريطاني ضرورة تحقيق تقدم حقيقي فيهما اذا اردنا أن يكون للخطة مفعولا.
وسيعقد الاجتماع المقبل (لأصدقاء اليمن) في الرياض في شباط/ فبراير المقبل.
الوضع الامني
ميدانيا اكدت السلطات اليمنية انها استعادت الجمعة السيطرة على الحوطة في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، حيث تحصن مئات من "العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة".
وقال ناطق باسم وزارة الداخلية اليمنية في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الرسمية ان "قوات الامن بمساندة من وحدات القوات المسلحة تمكنت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة من تطهير مدينة الحوطة من العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة التي كانت متحصنة" فيها.
واضاف المصدر نفسه في التصريحات التي بثتها وكالة الانباء الرسمية (سبأ) ان "الاجهزة الامنية تقوم حاليا بملاحقة العناصر الارهابية التي فرت الى الجبال المحيطة" بالمدينة.
وكان مسؤول عسكري ميداني صرح لوكالة فرانس برس الاربعاء ان القوات اليمنية تستعد لاقتحام مدينة الحوطة.
هذا واعلنت مصادر امنية ان عشرة من عناصر المخابرات اليمنية جرحوا السبت، عندما اطلق مسلحان النار على حافلتهم في وسط صنعاء.
وقال مصدر في اجهزة الامن اليمنية طالبا عدم كشف هويته ان "مجهولين مسلحين هاجما حوالى الساعة السادسة (3,00 تغ) حافلة للامن السياسي (الاستخبارات) في وسط صنعاء مما ادى الى جرح عشرة من عناصر" الجهاز الامني.
وهو اول هجوم داخل العاصمة اليمنية منذ محاولة الاعتداء على السفير البريطاني في نيسان (ابريل) الماضي.